- nadiaنائب العمدة
- رقم العضوية : 303
عدد الرسائل : 1476
تاريخ التسجيل : 05/09/2009
أصول تربية الطفل المسلم
الثلاثاء 24 نوفمبر 2009, 21:13
أصول تربية الطفل المسلم
يقولُ العلماءُ أنَّ الطفلَ منذُ أنْ يولَدُ .. وحتّى سنِّ السادسةَ يعِيشُُ مرحلَةَََ التربيةِ الحقيقيةَِ ،
فإنْ فَاتتكَ هذِهِ المَرحلةَِ فَقَد فَاتَتكَ التّربِيَةَُ كُلهَا ..
لذا فإن شخصية الطفل تتشكل خلال الخمس السنوات الأولى أي في الأسرة لذا كان من الضروري ان تلم الأسرة بالأساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شابا واثقا من نفسه صاحب شخصية قوية ومتكيفة وفاعلة في المجتمع .....
وتتكون الأساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل اما لجهل الوالدين في تلك الطرق او لأتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات او لحرمان الأب او الأم من اتجاه معين فالأب عندما يحرم من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة او العكس بعض الآباء يريد ان يطبق نفس الأسلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة للأم
يقول علماء النفس ان الأهل هم المعلم الأول للطفل يتعلم منهم السلوك واللغة والخبرات والمعارف , ويتعلم منهم كيف يكون التعلم والاختبار وحل المشكلات , ومن الأهل يحدد الطفل موقفه إما ان يصبح محبا للتعلم وتحصيله والإقبال عليه , او يكون كارها له غير آبه به
ونحن لا ندعي أننا هنا سنحدد وبدقة الأسلوب الأمثل لتربية الأبناء ولكننا ندعو لإنتهاج الحكمة في تربية الأبناء وفق المنهج الرباني وقدامتن الله على عبده الصالح لقمان بالحكمة وربط ذلك بتربيته لأبنه ونصائحه له و المذكورة في سورة لقمان
لقد أكّدت الدراسات والأبحاث أنّ الصحّة النفسية هي مصدر سعادة الإنسان واستقرار المجتمع وحفظ النظام فيه. فالمجتمع الذي يتمتّع أفراده بالصحّة النفسية، وبالسلوك السوي يبني نظاماً اجتماعياً تندر فيه الجريمة والانحطاط والمشاكل والأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية ، ويسلم من السلوكية العدوانية. وقد أصبح من المسلم به أن عددا من الأمراض البدنية يرجع لأسباب نفسية ووجدانية , وان التوتر والاضطراب الانفعالي يعمل ضد العلاج الطبي الناجح فيفقد الشخص قدرته الذاتية على استعادة صحته
يوصي الأطباء وعلماء النفس باتباع توجيهات نذكر منها للمثال لا الحصر ما يلي :ـــ
1. مدّ جسور الصلة بين الطفل وخالقه من خلال الذكر والصلاة وقراءة القرآن ؛ فللقرآن الكريم أثر عظيم في تحقيق الأمن النفسي،ولن تتحقق السعادة الحقيقية للإنسان إلا في شعوره بالأمن والأمان .
2. أن يستشعر الطفل وجود الله فيما حوله من حقائق وأشياء ومخلوقات وهذا سيملأ نفسه أمنا , يقول الدكتور كامل يعقوب : " والحقيقة التي لامستها في حياتي - كطبيب - أن أوفر الناس حظا من هدوء النفس هم أكثر نصيبا من قوة الإيمان .. وأشدهم تعلقا بأهداب الدين " .
س / هل يمكن أن ينشأ الطفل دون تربية أو رعاية ؟
الجواب : حتمًا لا يمكن ، بل إن الطفل الذي لا يربى هو طفل تعرض لإهمال أو تربية عشوائية، يقول الإمام الغزالي في هذا الشأن (الصبي أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة ، وهو قابل لكل ما نقش ومائل إلى كل ما يمال به إليه ، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه ، و سعد في الدنيا والآخرة كل معلم له ومؤدب ، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك ، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له، ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كل مولود يولد على الفطرة ...)
والذي يهمنا هو قوله: " أهمل إهمال البهائم " فالذي لا يتعرض لمنهاج تربية سليمة هو مهمل إهمال البهائم، ومن التي ترضى وتقتنع بهذا الوصف لهـا أو لصغارها ؟ إذن لا بد من التربية ، ولكن أي تربية ؟
س / فما معنى التربية الإسلامية التي نريد ؟
إنها تعني بذل الجهد ووضع الشيء في مكانه (يقصد الحكمة) ومتابعة النظر إليه بالرعاية والإصلاح بعيدًا عن الإهمال، وذلك بالتدرج شيئًا فشيئًا ، وأن ما أمكن تحقيقه اليوم يمكن أن يتحقق غدًا ، حتى نصل إلى حد التمام والكمال، وهو الحد الذي يصل فيه الطفل إلى أن يتمسك بشرع الله ويحاسب نفسه بنفسه ويراقبها ويتابع تربية نفسه .
كما نؤكد على ضرورة تثقيف الوالدين حول الطرق السليمة للتربية والتوجيه ونحن اليوم سنجتهد في تحديد الأصول التي ينبغي بناء شخصية الأبناء عليها
الأصل الأول : اعرف ربك :
ابدأي بسؤال طفلك : من أعطاك هذه العين التي تبصر بها ؟ ومن ........ واخبريه بأن لنا ربا و
أنه واحد وأكبر من كل شئ وأقوى من كل شئ وأنه يرانا ويسمعنا وإذا سويت شئ ممكن يعلمني ربي وأنا نايمه أو يساعدني على اكتشاف الحقيقة !!(حتى ينمو عنده الرقيب الداخلي ) وأن القرآن كلامه من قرأه ابتعد عنه الشيطان ومن لم يقرأه يصادقه الشيطان وأن الشيطان يدلك على الشر ولازم تتعوذ بالله منه حتى يبعد عنك (وهذا ممكن في سن التمهيدي)
الأصل الثاني : اعرف جسدك (وهذا ممكن في سن الروضة قبل الإبتدائي بسنتين)
رأسك : ما لذي يوجد فيه وكيف تحافظ عليه
عينك : ماذا يخرج منها وكيف تحافظ عليها
أنفك : ماذا يخرج منه وكيف تنظفه
أسنانك : كيف تحافظ عليها
بطنك : كيف تحافظ عليه
ظهرك : كيف تحافظ عليه
رجللك ويدك : كيف تحافظ عليهما
عيبك (العوره) : وتتحدثين له عن أحكام ذلك : لمسه من قبل أي شخص ونبهيه إلى أن لا يسمح لأحد بذلك و كيف ينظف نفسه وأنه سوف تكون رائحته كريهه إذا لم يتنظف جيدا وماذا يخرج منه وعلى ماذا تحتوي وبشكل عام لابد أن نخبر الطفل بأن لا يضرب أحدا في هذه المواطن لأنه سيقتص منه أهله وكذالك لا تسمح لأحد أن يضربك في هذه المواطن بل ادفعه إلى الأمام أو هدده بالقصاص (بمفهوم مبسط ) حتى يكف عن الإستهتار بحقوق الآخرين وبذلك ينشأ على الإحساس بالمسؤليه والحفاظ على النعم وشكرها ( مشكلة التفحيط نشأت لأسباب منها ضعف الإحساس بالمسؤليه والحفاظ على النعم )
• وبشكل عام حذريه من الخروج للشارع لوحده وهو صغير وما ذا يمكن أن يكون في الشارع وماذا يمكن أن يواجه لوخرج لوحده وهو صغير !!! ودائما حدثي طفلك عن المتوقع حدوثه له إذا ذهب للروضه أو المدرسه أو لزيارة الأقارب في بيوتهم أو لحديقه أو ملاهي أو تموينات أو سوق.... ماذا يمكن أن يواجهه من مشاكل كيف يحلها ؟ ماالإحتياطات الواجب اتباعها ؟ ماالآداب الواجب التحلي بها ؟؟ بهذا سيكون العمر العقلي لطفلك أكبر من العمر الزمني بإذن الله !!
• كما لابد من تقبل الطفل كما هو شكلا وطبعا فلا نستهزئ بشكله مهما كان ولا بطبعه حتى ينشأ واثقا من نفسه فمثلا التبول أثناء النوم لا نستهزئ به بل نشجعه بالتفوق على البول ومسابقته ونكرر ذلك عليه كثيرا ونكافئه كلما تفوق عليه وقد جربت ذلك إحدى الأخوات وصارولدها يصحو بنفسه ويستيقظ يذهب للحمام بنفسه أثناء الليل
الأصل الثالث : الأخلاق
أصول الأخلاق أربعة كما يذكر العلماء :
1. الصبر : ويحمل الإنسان على التحلي بالحلم والأناة وكظم الغيظ
2. العفة : وتحمل على الإنفكاك عن الرذائل كالسرقة والطمع والكذب والكسل
كما يحمل على التعلق بالمعالي كالأمانة والصدق والعمل ومساعدة الآخرين وهنا نؤكد على ضرورة إخبار الطفل وخاصة الذكرعن حد السرقة وفضل الأمانة
3. الشجاعة : وتحمل على العزة والكرم وتنهى عن التهور والغضب
4. العدل : ويكون مع النفس والناس
كل هذه الأخلاق لابد من غرسها في نفس الطفل بطريقة عملية (لأن الطفل لا يفهم الكلام المجرد بسهوله ولا يرسخ في ذاكرته) فبأسرع وقت ممكن إغرسي ذلك إما إنك تفتعلين موقف عشان تعلمينه كيف تكون الأمانه أو إنك تصيرين منتبهه لمواقف الحياة الي يمر بها الطفل وتختارين الأنسب وتستغلينه للتوجيه فمثلا : كيف يكون غرس الأمانه ؟؟عطي الطفل خمسه ريال وقولي اشتر بريال واحد فقط ورجع الباقي وإذا رجع الباقي كما قلتي امدحيه وعلميه إن هذه هي الأمانه وأنه أمين وكرري ذلك أمام أبوه وأخوته وإذا مارجع الباقي علميه إن هذه خيانه ولا تجوز ووعاقبيه
• لا تظهر أحدا بمظهر المعصوم حتى الوالدين أو الجدات بل قل له فلان أخطا !! نسي !! وهكذا حتى لايحتج بالخطأ
• العناد : لابد من توجيه الطفل وعدم ارغامه على أكل معين أو نمط معين في اللبس بل لابد من توجيهه واقناعه وذكر الأسباب وراء ذلك وإرشاده إلى خطورة أومنفعة الشئ فمثلا إذا رفض يأكل مثلا : لا تقولين ألي بياكل بوديه محل الألعاب؛ هذا ماله علاقه بهذا لكن قولي ألي بياكل بيصير قوي ويتغلب على الأشرار وبيقدر يركظ بسرعه .... وهذا يجعل الأبناء يشعرون بأهمية رأي والديهم وقيمة تجاربهم في الحياة كما لابد من ترك الطفل يجرب (وذلك في حدود المعقول ) ويقارن بنفسه حتى يقتنع ويمتلك الحس العقلاني ومن الأفضل أن نقول أقترح عليك أن تفعل كذا لأن ... وبهذا يكون الوالدين أصدقاء لأبنائهم ويخبرونهم بكل شئ ويستشيرونهم
• خلق الصدق :
لابد من ترسيخه في عقلية الطفل وبناء عقليته على التثبت واليقين وإذا حدثك بخبر إسأليه شفته بعينك ؟ سمعته بإذنك ؟ ودائما اسئليه مامعنى الصدق ؟ من هو الولد الصادق ؟ واخبريه أن الكذاب يكتب عند الله كذاب والصادق كذلك
• قوي إرادته وثقته بنفسه في كل شئ !! قولي له دائما إنت شجاع !!إنت أصلا صادق !! ليش كذبت ؟؟ أكيد إنك سمعت كلام الشيطان قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بل إن أسلوب المدح منهج نبوي وكذلك الدعاء
أخرج الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم الخلاء فوضعت له وضوءا ـ أي ماء يتوضأبه ـ فلما خرج قال : من وضع هذا ؟ فأخبر فقال : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل "
حين رأى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ـ رؤيا فقصها على أخته حفصة فقصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل ) قال سالم : فكان عبالله لا ينام من الليل إلا قليلا.
• عودي أبناءك على النظام واحترام الوقت فإذا كنتي مشغولة قولي لهم أنا عندي شغل لا أستطيع الإجابة عن أسئلتكم وكذلك يجب التقيد بوقت النوم ووقت الأكل فلا يأكل إلا بعد 5-6 ساعات من الوجبة السابقة
• احـــــــــــــــذري ....... التربية الغير مقصودة (بالقدوة ) الأم الفاضلة تربي أبنائها من خلال النظره والبسمه والهمسه وتؤسس علاقة رهيفة جدا بينها وبينه من خلال ذلك وتأكدي أن طفلك سيتقمص شخصيتك وحتى طريقة تفكيرك !!!!! إن كان الوالدين لعانين فأبنائهم سيلعنون ولاشك أن هذا من شؤم المعصية !! وإن كانوا غضوبين سيكون الأبناء كذلك احترميه حتى يحترمك لاتضربيه بالحذاء حتى لا يرفعه عليك ولاتبصقي في وجهه حتى لا يفعل ذلك !! فإن شخصية الطفل ستتشكل من خلال البيئة التي يعيش فيها مثال : التفاحة في الشجرة العالية
• العقاب : ابدئي بالحوار أولا وتفهمي جذور المشكله فقد يكون لها جذور نفسيه وقد تكونني أنت السبب فيها ومن ثم تضعين الحلول الناجحة ويذكر أهل العلم أن الطفل لا يضرب فبل العاشرة ولا يضرب على الرأس أو الوجه ولايستخدم في عقابه ألفظ سيئه ولا يحطم نفسيا فالعقاب لابد أن يكون حافز للنجاح وتعديل السلوك ولا يكون هدم لشخصية الطفل وتنفيره!!!
• ربي طفلك على أساس أنه لايمكنه العيش لوحده : وذلك بتعزيز روح التعاون والتسامح وتقبل الرأي الآخر وحسن الإستجابة والإعتراف بالخطأ وتفهم دوافع الآخرين لأننا في الحقيقة لا ندري ماذا سيكون هذا الطفل رئيس أم مرؤوس !! واحذري من أن تكوني في نفسية طفلك التمرد والعدوانية والسلب والنهب والإحتيال والحسد والمكر وأنه يجب عليه أن يتحدث بلطف ويستأذن إذا أراد شئ (ممكن.. لوسمحتي يا ماما ... يابابا...)
• احترام خصوصيات الآخرين : بأن يتعلم الطفل أن لا يأخذ لعبة أحد وإذا بكى يريدها لا تأخذيها أو تطلبيها منه أو تسرقيها أو توحين لطفلك بذلك فيتربى على السلب والنهب بل اهمسي في أذن طفلك أنك لا يمكن أخذها منه لأنه اشتراها بنقوده وأن عليه أن يطلب من والده أن يشتري له مثلها ولو أخذتها بالقوة فهذا سرقه ولا يجوز وبهذا ينشأ طفلك عزيزا ورعا مثال آخر: كرري على طفلك طريقة الشراء إذا دخل التموينات وأكدي عليه إن إذا أعجبك شئ تسأل عنه وتقول هذا بكم وتشوف الفلوس ألي معك إن كانت تكفي خذه وإن كانت لا تكفي استبدله بشئ آخر
• إن غرس هذه المفاهيم في نفس الطفل في وقت مبكر ضروره واجبه عليك وليست فضلا منك !! فعزة النفس والورع خلق له أبعاد كثيره فهو يحمي الطفل من أمور لا تخطر على بالك هذا في صغره وإذا كبر ستقوده للنجاح في حياته !! ولا يخفى عليكم بعض المواقف التي تمر بالطفل لوحللناها وجدنا الأم هي السبب في المشكله التي حدثت للطفل !!على سبي المثال أحد الأطفال تعرض للتحرش الجنسي من السائق حيث استغل السائق طفولته ووعده بكميه وافره من الشكولاته في مقابل موافقته على استغلاله جنسيا والطفل في سن المدرسه ويخبر بها أصدقائه في المدرسه مع العلم أنه في مدرسه أهليه وعندهم سائق يعني أغنياء !! لاشك أن الأم هنا تتحمل دور في حدوث هذه المشكله !! وأحد الأطفال يعرض على أي رجل الذهاب معه في مقابل عشرة ريالات !!أين غرس عزة النفس !!
• عليك بنقد السلوك لا نقد الذات ومدح السلوك لامدح الذات : وركزي على السلوك المرغوب لا المنبوذ فلا تقولي أنا ما أحبك !! قولي أنا ما أحب الكذب ما أحب الكسل وهكذا وفي المدح أحسنت ملابسك نظيفه !! غرفتك مرتبه !!!
• تربية الخادمة مكمل لتربية الأبناء حتى لا تهدم مابنيتي لأن الأصل فيهن أنهن من بيئات فقيرة وجاهله فأحسني لها وأحسني تربيتها وفقهيها في الدين وطوري تفكيرها وأسلوب تعاملها
• القصة من وسائل التربية كما أنها تساعد الطفل على اكتساب مهارة الإصغاء والقدرة على التركيز والإنتباه!!
فقصة ماقبل النوم لها وقع خاص حيث تكون الأم قريبة من الطفل وهو في حالة استرخاء فيشعر بالطمأنينة والأمان كما أن معانيها ترسخ في ذاكرته ويعمل الدماغ على برمجتها في التركيب الفكري للطفل أثناء نومه ولذا الابد أن تكون القصة هادفة وخالية من النهايات المفزعة والخرافات أو أبطالها حيوانات مخيفة كما أن قصص الأنبياء عليهم السلام والصلاة كقصة النبي يوسف والنبي موسى عليهما السلام والصلاة مناسبة للأطفال
• تنمية التفكير لأبنائك واجبك أنت أولا : ولابد أن يبدأ ذلك من سنوات العمر الأولى وعلى سبيل المثال إذا اصطدم الطفل بشئ وجائك يبكي فلا تضربي هذا الجماد !! فهذا يغرس فيه حب الإنتقام والغباء بل ذكريه بالبسمله وسمي عليه وحثيه على الرفق والحذر وترك العجلة أيضا احرصي على أن تلعبي معه لعبة حل المشكلات ودعيه يقترح أكبرعدد ممكن من الحلول ثم أختبري كل حل وأكدي على الحل السليم دعيه يلعب في الحديقة يبذر بذور ويراقبها وهي تكبركل يوم وينظر للعصافير وهي تسعى لجمع قوتها وتبني أعشاشها وقصي له كيف تبني الطيور والحيوانات بيوتها وماذا تسمى حدثيه عن كل ما يراها من مظاهر قدرة الله فهذا ينمي الذكاء يقول أديسون : 1% من الذكاء إلهام و99% جهد وعرق وكفاح
• التدليل ينشئ طفل ليس لديه إحساس بالمسؤلية كما أن الإفراط في الحماية والحرمان ينشئ طفل ذو شخصية مزدوجة واحدة يرضي بها نفسه وأخرى يرضي بها أهله فلا بد من التوازن فمثلا في الأكل دعيه يعتمد على نفسه في سن الثالثة يحظر له ملعقة وصحن وأنت وجهيه بإلتزام آداب الأكل وكرريها حتى ترسخ في ذهنه وكذلك بقية الآداب خاصة الحمام ونؤكد على أن الحماية الزائده تؤثر على شخصية الطفل في المستقبل فلا يثق بقراراته ويصبح لديه حساسيه مفرطه للنقد ويتعرض لمشاكل في التكيف الإجتماعي في عمله واسرته
• لاتسمحي لطفلك أن يضربك : فقبل أن يضربك امسكي يديه وقولي أنا أكبر منك وأقوى منك واللي يضرب أمه ربي يعاقبه أمك ألي تعطيك الحليب ووووو....... وكذلك الحال مع الخادمة
• لا تدعي الأبن الأكبر يضرب أخوته بل أكدي عليه أن العقاب مسؤولية الأبوين أما الأخ الأكبر فهو مسئول عن المحافظة على إخوته ومساعدتهم وتوجيههم حتى تسود بين أبنائك روح المحبة كما لا تنسي أن عدم العدل بين الأخوة مع وجود المقارنات بينهم يزرع الحسد والشحناء
• استعملي اللغة التي ترغبين أن يستعملها أبناؤك قولي 'شكرًا' ومن فضلك و لو سمحت أو تسمح لي وأعتذر وسامحني .. حتى يتعلمها ابنك منك ويعتادها وهاذا يمكن يثمر بعد سنه فلا تستعجلي النتائج .. والأهم كيف تقولينها؟ لابد أن تكوني مبتسمه وبكل هدوء وبصوت منسجم مع دلالات الكلمة... وعبري عن ذلك الإعجاب بمثل 'يعجبني كلامك هذا الهادئ' إنت مهذب ورائع جدا .
إن صلاح تربية الأبناء يتوقف على صلاح الوالدين أنفسهم !!!
1ـ ( والذي خبث لا يخرج إلا نكدا.... )
معلومة هي قِصّة ذلك الشاب السارق الذي لما أرادوا قطع يده! نادى القاضي وقال: اقطعوا يدّ أمي لأنني وأنا صغير سرقت بيضة فتهلل وجهها وضحكت لي؟
تلك القصة يؤيدها ذلك المثال الذي ضربه الله ليبين لنا كيف لا تستوي السنبلة على عودها إلا إذا كانت بذرتها صالحة وتربتها صالحة فإذا كانت البذرة فاسدة وتربتها سبخة فأي عود وأي زرع ترجو من وراء ذلك، فقد قال تعالى: "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا".
فمن حق البذرة ألا توضع إلا في أرض طيبة وذلك من حق الولد على والده أن يحسن اختيار أمه، فالأب الصالح والأم الصالحة لا شك أن ثمرة وذرية ذلك الزواج ستكون صالحة.
ـ الثمرة الطيبة المباركة عبد الله بن المبارك
فهذا المبارك والد الإمام الحجة شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك، كان عبداً رقيقاً أعتقه سيده، ثم عمل أجيراً عند صاحب البستان، وفي يوم خرج صاحب البستان مع أصحاب له إلى البستان وقال للمبارك: ائتنا برمان حلو فقطف رمانات، فإذا هي حامضة،
فقال صاحب البستان: أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟!!
فقال له: أنت لم تأذن لي لأعرف الحلو من الحامض.. فقال: أنت من كذا وكذا سنة تحرس البستان وتقول هذا وظن أنه يخدعه،فسأل الجيران، فقالوا: ما أكل رمانة واحدة منذ عمل هنا، فقال له صاحب البستان: يا مبارك ليس عندي إلا ابنة واحدة فلمن أزوجها؟ قال المبارك: اليهود يزوجون للمال، والنصارى للجمال، والعرب للحسب، والمسلمون يزوجون للتقوى ـ فمن أي الأصناف أنت؟ زوّج ابنتك للصنف الذي أنت منه،فقال: وهل يوجد أتقى منك، ثم زوّجه ابنته.
فكان من ثمرة ذلك شجرة يانعة مباركة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، أكلاً من جهاد، وزهد، وعلم، وصدقة إنه "عبد الله بن المبارك".
وهذا والد الإمام البخاري يقول عند موته "والله لا أعلم أني أدخلت على أهل بيتي يومًا درهمًا حرامًا أو درهمًا فيه شبه" فجاء حديث الرسول الصحيح مجموع على يد ولده "محمد بن إسماعيل البخاري" أصح الكتب بعد كتاب الله.
2ـ " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا"
خلق الله في نفوس عباده محبة الولد، والرغبة في إسعاده، فقلوب الآباء مرهفة الحساسية تجاه أبنائهم، شديدة الشغف بهم غير أن كثيرًا من الآباء يقصرون اهتماماتهم على تأمين حياة راغدة ومعيشة هانئة بجمع المال، وكل ذلك حسن إن كان من حل فقد قال صلى الله عليه وسلم "إنك إن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس "غير أن القضية الأولى والأهم "وكان أبوهما صالحا".
وانظر كيف وصف الله الطريق لمن تملك الخوف قلوبهم على ذريتهم في المستقبل فكانت التقوى والصلاح هما الطريق.
ـ محمد بن المنكدر يصف الطريق
ورد عن محمد بن المنكدر أنه قوله لولده والله يا بني إني لأزيد في صلاتي ابتغاء صلاحك. فانظر كيف كان فقهه رضي الله لقضية صلاح الذرية، وعلم ما هو الشيء النفيس والغالي الذي يكتنزه لولده حتى ينفعه فيما هو مقبل عليه من العواقب والمشقات. لقد أدرك ابن المنكدر الطريق فهل تبصره أنت.
ـ وعمر بن عبد العزيز يضرب المثال
..وهو من هو في زهده وورعه ... مات وما خلف لأهل بيته من حطام الدنيا شيئا ... ثم ...يقول العارفون من أهل عصره: قد رأينا أبناء عمر بن عبد العزيز أغنى الناس، ورأينا أبناء عبد الملك بن مروان عالة يتكففون الناس.
فترك الحرام وقول المعروف وفعل الخيرات وبذل الصدقات هي الأمان لولد تتقلب أحواله في الدهر وأنت لا شك تاركه، ولكن الذي لا يزول، والذي بيده مقادير السماوات والأرض وخزائنها إن استودعته وديعتك لن يضيعها.
ـ إن المال والمنصب والجاه والعقار لا ينفع وحده إن لم يكلله "وكان أبوهما صالحا".
ـ حكى العالم أبو بكر بن يعقوب بن شيبة عن أبيه : ( لقد بلغ من خوف أحدهم على ابنه من دواهي الزمان لما وُلد, أنه دخل على زوجته فقال: إذا حسبت مولد هذا الفتى فلو عاش كذا وكذا من السنين وقد حسبتها أيامًا وقد عزمت أن أعدّ له لكل يوم دينارًا مُدّة عُمره؟!
فإن ذلك يكفي الرجل المتوسط له ولعياله، فأعدّ له "برميلاً" وملأه بالدنانير وتركه في الأرض ثم قال لها: أعدّي برميلاً آخر أجعل فيه مثل هذا يكون له, قال (الولد): وما نفعني ذلك مع حوادث الزمان، وقد احتجت إلى ما ترون!!) ورأيناه فقيراً يجيئنا بلا إزار نقرأ عليه الحديث ونبرّه!!
كان أحد العلماء "أبو المعالي الجويني" ينسخ بالأجرة، ويتكسب وينفق على زوجته الصالحة وابنه الرضيع, وكان قد أوصى زوجته ألاّ تمكّن أحدًا من إرضاعه، فدخل مرّة وقد أخذته إحدى الجارات فرضع قليلاً!! فما كان منه إلا أن أدخل إصبعه في فيه ولم يزل يفعل ذلك حتى قاء جميع ما شربه وهو يقول: يسهل عليّ أن يموت ولا يفسد طبعه بشرب لبن غير أمه!! وانظر كيف لقمة واحدة قد تفسد صاحبها.
وكذلك فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما أُتي بتمر الصدقة فأخذ سبطه الحسن بن علي -رضي الله عنهما- تمرة منها وجعلها في فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كخ كخ ليطرحها ثم قال: أما شعرت أنّا لا نأكل الصدقة"!!رواة البخاري.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخرج تمر الصدقة من فم الحسن وهو طفل لا تلزمه الفرائض ولم تجر عليه الأقلام؛ فدل ذلك على أن واجب التربية يبدأ منذ السنوات الأولى من عمر الطفل
" 3ـ ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحًا )
رجلان أتيا إلى قرية أهلها بخلاء لم يطعموهما ليجدا جدارًا أصحابه غير موجودين، "صبيان صغيران" يعيشان في مدينة أخرى، فيقيما الجدار ويصلحاه.
تأملي في حال هذا الرجل !!
لا شك أن لهذا الرجل سرًا بينه وبين الله رفع من قدره فحفظ الله به ولده، فلأجله ولأجل صبياه ابتعث رجلين عظيمين عند الله أحدهما نبي من أولي العزم، والآخر قيل فيه إنه بني وقيل إنه كان رجلا صالحًا.
جاء في تفسير ابن كثير رحمهم الله :
ومعنى الآية أن هذا الجدار إنما أصلحته لأنه كان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما قال عكرمة وقتادة وغير واحد كان تحته مال مدفون لهما وهو ظاهر السياق من الآية وهو اختيار ابن جرير رحمه الله وقال العوفي عن ابن عباس : كان تحته كنز علم وكذا قال سعيد بن جبير وقال مجاهد صحف فيها علم وقد ورد في حديث مرفوع ما يقوي ذلك .
روى الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في مسنده المشهور عن أبي ذر رفعه قال : إن الكنز الذي ذكره الله في كتابه لوح من ذهب مصمت مكتوب فيه : عجبت لمن أيقن بالقدر لم نصب وعجبت لمن ذكر النار لم ضحك وعجبت لمن ذكر الموت لم غفل لا إله إلا الله محمد رسول الله .
وروى ابن جرير في تفسيره ما جاء عن الحسن يعني البصري يقول في قوله " وكان تحته كنز لهما " قال لوح من ذهب مكتوب فيه : بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن وعجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح وعجبت لمن يعرف الدنيا ومقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها لا إله إلا الله محمد رسول الله وجاء في بعض الروايات : عجبت للمؤمن بالرزق كيف يتعب وعجبت للمؤمن بالحساب كيف يغفل وعجبت للمؤمن بالموت كيف يفرح . وقد قال الله " وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين "
وذكر أنهما حفظا بصلاح أبيهما ولم يذكر منهما صلاح وكان بينهما وبين الأب الذي حفظا به سبعة آباء وكان نساجا وهذا الذي ذكره هؤلاء الأئمة وورد به الحديث المتقدم وإن صح لا ينافي قول عكرمة أنه كان مالا لأنهم ذكروا أنه كان لوحا من ذهب وفيه مال جزيل أكثر ما زادوا أنه كان مودعا فيه علم وهو حكم ومواعظ والله أعلم .
وقوله " وكان أبوهما صالحا " فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم كما جاء في القرآن ووردت به السنة . قال سعيد بن جبير : عن ابن عباس حفظا بصلاح أبيهما ولم يذكر لهما صلاحا وتقدم أنه كان الأب السابع فالله أعلم .
وقوله " فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما " هاهنا أسند الإرادة إلى الله تعالى لأن بلوغهما الحلم لا يقدر عليه إلا الله وقال في الغلام " فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة " وقال في السفينة " فأردت أن أعيبها " فالله أعلم . وقوله تعالى " رحمة من ربك وما فعلته عن أمري " أي هذا الذي فعلته في هذه الأحوال الثلاثة إنما هو من رحمة الله بمن ذكرنا من أصحاب السفينة ووالدي الغلام وولدي الرجل الصالح وما فعلته عن أمري أي لكني أمرت به ووقفت عليه وفيه دلالة لمن قال بنبوة الخضر عليه السلام مع ما تقدم من قوله " فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما " وقال آخرون كان رسولا وقيل بل كان ملكا نقله الماوردي في تفسيره وذهب كثيرون إلى أنه لم يكن نبيا بل كان وليا فالله أعلم.
- haleema22مصطباوى جديد
- رقم العضوية : 605
عدد الرسائل : 34
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
رد: أصول تربية الطفل المسلم
الإثنين 04 أكتوبر 2010, 20:10
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى