منتديات المصطبة
سيد درويش 10610

لَاننآ نعشق آلتميز و آلمميزين يشرفنآ آنضمآمك معنآ في منتديات المصطبة


وتذكر آن منتديات المصطبة تريدك مختلفآ .. تفكيرآ .. وثقآفةً .. وتذوقآ .. فآلجميع هنآ مختلفون ..


نحن ( نهذب ) آلمكآن ، حتى ( نرسم ) آلزمآن !!


لكي تستطيع آن تتحفنآ [ بمشآركآتك وموآضيعك ].. سجل معنا توآجدك و كن من آلمميزين

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المصطبة
سيد درويش 10610

لَاننآ نعشق آلتميز و آلمميزين يشرفنآ آنضمآمك معنآ في منتديات المصطبة


وتذكر آن منتديات المصطبة تريدك مختلفآ .. تفكيرآ .. وثقآفةً .. وتذوقآ .. فآلجميع هنآ مختلفون ..


نحن ( نهذب ) آلمكآن ، حتى ( نرسم ) آلزمآن !!


لكي تستطيع آن تتحفنآ [ بمشآركآتك وموآضيعك ].. سجل معنا توآجدك و كن من آلمميزين
منتديات المصطبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
عاشقة شادية
عاشقة شادية
مشرفة
مشرفة
رقم العضوية : 55
عدد الرسائل : 821
الدلو انثى الثور
تاريخ التسجيل : 07/03/2009

سيد درويش Empty سيد درويش

الجمعة 10 يوليو 2009, 21:52
فنان الشعب سيد درويش



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]






هو
فنان شعبي قدم العديد من الألحان الرائعة والتي مازالت تتردد إلي الآن، وغلبت على
العديد من ألحانه الطابع الوطني، وعلى الرغم من رصيد ألحانه الضخم إلا أن هذه
الألحان قد ولدت في خلال فترة حياة قصيرة، حيث توفى سيد درويش وهو مازال في ريعان
الشباب وهو في الثلاثينات من عمره.


قيل
عنه إنه مجدد الموسيقى العربية، وهو اللقب الذي يستحقه عن جدارة نظراً لطابع ألحانه
المتميز والذي كان مختلفاً إلى حد كبير عن السائد وقتها.




النشأة

ولد
السيد درويش البحر في 17 مارس عام 1892م، بحي كوم الدكة قسم العطارين بالإسكندرية،
لأسرة متواضعة الحال وكان الولد الوحيد لوالديه وله ثلاثة شقيقات هن فريدة، ستونة،
وزينب، التحق سيد وهو في الخامسة من عمره بأحد الكتاتيب وذلك ليتلقى العلم ويحفظ
القرآن، توفى والده وهو في السابعة من عمره، وقامت والدته بإلحاقه بأحد المدارس،
وبدأ ولعه بالموسيقى والغناء منذ أن كان صغيراً وبدأت تتضح هذه الموهبة من خلال
مدرسته وحصة الموسيقى، حيث كان يقوم بحفظ الأناشيد وتفوق في هذا على زملائه، تزوج
سيد درويش وهو في السادسة عشر من عمره.




حياته
وفنه


عشق
سيد الموسيقى والغناء والألحان فأنخرط في هذا العالم منذ الصغر، فكان يقوم بحفظ
ألحان وأناشيد الشيخ سلامة حجازي، بالإضافة للتواشيح التي كان يسمعها من كل من
الشيخ احمد ندا، وحسن الأزهري، ويقوم
بترديدها على أصحابة، كما كان منصتاً جيداً لأناشيد السيرة
النبوية.


التحق
سيد درويش بالمعهد الديني الذي قام الخديوي عباس بإنشائه، ولكنه لم يستمر بالدراسة
به كثيراً حيث قضى به عامين فقط، ذاعت شهرته نتيجة للحفلات التي كان يقوم بإحيائها،
وكان دائماً يميل إلى الاستماع للموسيقى وسماع كبار الموسيقيين مثل إبراهيم
القباني، داود حسني وحفظ أدوارهم الشهيرة، مثل "المحاسن واللطافة، يامنت واحشني،
بأفتكارك ايه يفيدك" وكان يقوم بغناء ما يقوم بحفظه في الحفلات بعد
ذلك.


ضاقت
الظروف المعيشية على سيد درويش مما اضطره للعمل في عدد من الفرق الغنائية المتواضعة
التي تقدم أعمالها في عدد من المقاهي وكان يقدم بعض أغاني الشيخ سلامة حجازي، ومن
العمل في الغناء إلى العمل كمناول لعمال البناء في إحدى العمارات تحت الإنشاء،
وبينما كان سيد يقوم بالغناء في إحدى المرات تصادف وجود الأخوين سليم وأمين عطا
الله بجوار مكان عمله على احد المقاهي، وقد جذبهم صوته وتطور الأمر سريعاً حيث قام
الأخوان بالاتفاق معه على السفر إلى سوريا مع فرقتهم من أجل إحياء حفلات هناك وكان
ذلك في عام 1909م، وأثمرت هذه الرحلة عن لقاء درويش مع الفنان عثمان الموصلي حيث
أخذ عنه الكثير من التواشيح، بعد أن انتهى سيد درويش من رحلته عاد مرة أخرى إلى
بلده وتنقل من عمل لأخر فأتجه للفن فترة وعمل بالفرق في المقاهي، ثم كاتباً بمحل
لتجارة الأثاث.


ثم
قام سيد درويش بالسفر مرة أخرى إلى
سوريا وذلك بعد أن أرسل إليه سليم عطالله وذلك في 1912م، وكانت هذه الرحلة هي
البداية الحقيقة التي انطلق منها فن سيد درويش حيث استمرت قرابة العامين، تعرف فيهم
أكثر على فن عثمان الموصلي وقرأ عدد من الكتب الموسيقية منها كتاب " تحفة الموعود
في تعليم العود".




انطلاقات
فنية




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].jpg" style="width: 150px;height: 200px" border="0">






أتجه
سيد درويش إلى القاهرة وذلك من أجل التوسع في فنه ومحاولة أثبات ذاته، جاءت أولى
حفلاته في كازينو " البسفور" في عام 1917م، ومنذ أن أنتقل إلى القاهرة استجمع كامل
طاقته من اجل هدف واحد وهو التلحين فقدم كم ضخم من الأعمال الرائعة والتي تميزت
بالاختلاف، فقد كان يستقي ألحانه دائماً من الشعب فكان يحول الكلمات البسيطة
والمواقف إلى لوحات فنية رائعة تنبع من الشعب ثم يضع عليها سيد درويش لمساته
السحرية ليصدرها للشعب مرة أخرى، فتنطبع ألحانه في وجدان جميع الأشخاص بجميع
شرائحهم الغني منهم والبسيط ، المثقف والمتواضع الثقافة.


واكبر
دليل على ذلك هو الاستمرار الذي تميزت به ألحانه، التي ظلت تتردد إلى الآن على لسان
المصريين وغيرهم.




ألحانه


تمكن
سيد درويش أن ينتقل بألحانه إلى شكل ومرحلة جديدة لم تكن مألوفة في هذا العصر،
فتميزت ألحانه بالبساطة بالشكل الذي يتمكن المواطن البسيط من ترديدها، نذكر من
ألحانه أغنية البرابرة، أغنية الصنيعية، الحماليين، يا بلح زغلول وغيرها من الأغاني
ذات الكلمات السلسة والألحان المتميزة التي تلتصق بإذن المستمع من المرة
الأولى.


كما
قدم درويش الأغنية الوطنية والثورية التي أشعلت الحماس في ذلك العصر الذي كان
المواطن المصري محتاج لمثل هذا النوع من الغناء، ومن الأغاني الوطنية الشهيرة
النشيد الوطني المصري " بلادي بلادي"، "قوم يا مصري".


كانت
مواضيع الأغاني التي يختارها سيد درويش غير تقليدية فلم ينساق وراء أغاني الحب
والهجر، وما إلى ذلك فقط، بل أخترق الحياة اليومية للشعب ولحن أغاني لجميع الطبقات
مهما كانت بسيطة ولكنها عبرت عنهم، ولكن لم يمنع ذلك من تعرضه لأغاني الحب والدلال،
فقدم مزيج ما بين الاثنين.




قدم
العديد من الألحان والتي وصل عددها إلى أكثر من 80 لحن من خلال عدد من المسرحيات
الغنائية، لكل من جورج أبيض، ونجيب الريحاني، وعلي الكسار من المسرحيات الغنائية
التي قام بتلحينها رواية "فيروز شاه" لجورج ابيض، كما قام بتلحين عدد من الروايات
لنجيب الريحاني كانت أولها هي رواية "ولو" وعدد من الروايات الأخرى التي قام درويش
بتلحينها.


من
الأوبريتات التي قام بتلحينها العشرة الطيبة، شهرزاد، البروكة، كما قدم العديد من
الأدوار والموشحات والطقاطيق والمسرحيات والأوبريتات.




الوفاة


توفى
سيد درويش وهو في الثلاثينات من عمره وذلك في 15 سبتمبر عام 1923م بالإسكندرية، جاءت وفاة سيد درويش مفاجئة
للكثيرين فقد توفى ولم يتجاوز الواحد والثلاثون من عمره، وقد تعددت الأقوال التي
قيلت حول سبب الوفاة.

منقول
عاشقة شادية
عاشقة شادية
مشرفة
مشرفة
رقم العضوية : 55
عدد الرسائل : 821
الدلو انثى الثور
تاريخ التسجيل : 07/03/2009

سيد درويش Empty السيد درويش

الجمعة 11 ديسمبر 2009, 22:04
الحديث عن سيد درويش لا يكاد ينتهى إلا ويبدأ من جديد

إن الجو الذى خلقه سيد درويش بموسيقاه أثر بعمق فى وجدان الناس واستمر أثره لعشرات السنين ولا زالت موسيقاه تحدث نفس الأثر كلما سمعت ولا يمل المرء من تكرار سماعها إذ أنها تميزت تميزا فريدا فى الأصالة وحسن التعبير

الحقيقة هى أن فن سيد درويش جزء من تراث أمة تعتز بمبدعيها كما تعتز بأصالتها ، وهو جزء من كفاح شعب متصل من أجل آمال تحققت وآمال لم تتحقق بعد

ها نحن نكتب عن سيد درويش بعد مرور أكثر من ثمانين عاما على وفاته ، وكاتب هذه السطور قد ولد بعد وفاة سيد درويش ، فما الذى يدعونا إلى ذلك؟ سنحاول هنا أن نجيب على هذا السؤال

كتب كثيرون عن سيد درويش وظهرت أعماله فى الإذاعة والمسرح والسينما والتليفزيون بعد وفاته بسنوات طويلة ، وهو هنا يختلف عن غيره من الفنانين الذين استمرت أعمالهم بعد وفاتهم ، إذ أن موسيقاه قد ظهرت ثانية بعد فترة طويلة من التوارى زادت على ثلاثين عاما أعقبت وفاته المفاجئة عام 1923

فكيف تعود وبقوة بعد هذا الانقطاع الطويل وتنتشر فى أجيال لم تعاصر سيد درويش ولم تسمع أعماله قط

صدر أيضا عن سيد درويش عديد من الكتب والمقالات ، ونحاول نحن هنا التركيز على الجوانب الفنية فى أعماله أكثر من أحداث حياته

رحــلة فنـــان

ترى ما الذى جعل من سيد درويش فنانا على أى حال؟

ولد سيد درويش مرتين ، الأولى هى ولادته الجسدية لأمه وأبيه فى الإسكندرية عام 1892

والثانية هى ولادته الفنية لوطنه وأمته فى بالقاهرة عام 1917


فى أسرة بسيطة فى أحد أحياء الإسكندرية العريقة وهو كوم الدكة ولد الطفل سيد درويش ، وحى كوم الدكة هذا حى غريب فى كل شيء ، فهو على ربوة عالية فى وسط المدينة تطل على أحياء الوسط الراقى بينما تفصله عن ذلك الوسط حواجز اجتماعية واضحة ، كوم الدكة ليس به مدرسة ، فقط كتاب صغير لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم بسيط ، بينما فى الخارج مدارس أجنبية ومسارح وشركات وجمعيات خيرية دولية نشطة ، والحى كما لو كان قرية فى وسط المدينة

انتمى سيد درويش مباشرة إلى الاثنين معا ، حيه الشعبى ومدينته التى جمعت ثقافة أوربا كلها ، وهكذا جاء فنه أيضا ، أصيلا شعبيا لكنه التف فى ثوب حضارى متقدم للغاية

لم ينشأ سيد درويش فى أسرة فنية ولم يجد أحدا يشجعه على السير فى اتجاه الفن ، بل على العكس لقى العنت والتعنيف والإكراه على عمل أشياء لم يجد فيها إحساسه بذاته ، وفى ظل ظروف معيشية غاية فى القسوة كان الفن بالنسبة لمثله ترفا لا يمكن لمسه

حمل الفتى الصغير مسئوليات أكثر من طاقته فقد توفى والده وهو فى السابعة، وحملته أسرته على الزواج المبكر فى السادسة عشرة من عمره ، واضطرته تلك المسئوليات إلى العمل مبكرا من أجل الأسرة الجديدة وهو لم يكمل تعليمه بعد

فى هذه الظروف كان الفنى الصغير يبحث عن وسيلة للتعبير عما فى نفسه من ضغوط وعن أحلامه فى الحياة ، فلم يجد أفضل من الموسيقى ، وانجذب بحسه العالى إلى ما سمعه من أساتذته فى المدرسة وبدأ يبحث بنفسه عن مصادر أخرى لهذا الفن فأخذ يتردد على ألأماكن التى تقدم الفنون فى مدينته الهادئة الإسكندرية ، المحلى منها والأجنبى ، ثم بدأ يردد ما حفظه على أسماع أصدقائه

كان سيد درويش طالبا بالمعهد الدينى بمسجد أبى العباس المرسى الشهير ، لكن أصدقاءه وجدوا فى الشيخ الصغير موهبة تستحق الاستماع إليها فدعوه لإحياء حفلاتهم العائلية ، وسرعان ما انتشر الأمر فطلبه آخرون وعرضوا عليه أجرا مقابل ذلك فقبل

حاول الشيخ عندئذ العمل بالفن لكنه لم يفلح ، ومن أعاجيب القدر أنه عندما استسلم لضغوط الحياة وبدأ يعمل كبناء لحساب أحد المقاولين فإذا بهذا العمل نفسه يقوده إلى أبواب الفن ، فهاهو المقاول يكتشف فيه موهبة ذات فائدة عظيمة عندما سمعه يغنى وسط العمال وهم يرددون غناءه ، لم يكن المقاول فنانا لكنه ، تماما كشركات الإنتاج ، ومن زاوية مصلحية بحتة ، عرض على سيد درويش التفرغ للغناء للعمال بينما يحتفظ بنفس الأجر لما وجد أن غناءه أثناء العمل يزيد من حماس العمال ويجعلهم يعملون بلا كلل أو ملل ، فاستراح الشيخ الصغير من عناء العمل وتفرغ للغناء

فى عام 1909 يتدخل القدر مرة أخرى فيسمع غناءه رجلان من الشوام كانا يجلسان مصادفة على مقهى بجانب العمارة التى يعمل بها الشيخ سيد وهما أمين وسليم عطا الله صاحبا فرقة مسرحية تعمل بالشام ، عرض الرجلين عليه على الفور العمل بفرقتهما فقبل الشيخ سيد وسافر فى أول رحلة له خارج مصر وعمره حينئذ 17 عاما ، لكنه لم يمكث غير عشرة شهور لم يوفق فيها ماديا لكنه جمع تراثا موسيقيا قيما خاصة بعد لقائه بالموسيقى المخضرم عثمان الموصلى

فى عام 1912 التقى سيد درويش بعثمان الموصلى مرة أخرى فى رحلة ثانية إلى الشام مع نفس الفرقة وأكمل خلال تلك الرحلة ما كان يتوق إلى جمعه من مواد التراث وعاد بعد عامين وقد أحضر معه العديد مما عثر عليه هناك من الكتب الموسيقية

فى عام 1914 عاد سيد درويش للعمل بمقاهى الإسكندرية لكنه لم يكتف بتقديم ما حفظه عن الأقدمين كالشيخ سلامة حجازى ، ولكنه بدأ يبدع ألحانه الخاصة فقدم أول أدواره يا فؤادى كما ظهرت أغانيه القصيرة السريعة إلى الوجود وغناها بنفسه كما غناها غيره من المطربين ، وبدأ نجمه يعلو فى المدينة حتى سمع عنه الشيخ سلامة حجازى وقرر أن يذهب لسماعه بنفسه

ما أن سمعه الشيخ الكبير حتى أثنى عليه وعلى الفور ، ومثلما حدث مع أمين وسليم عطا الله ، عرض عليه العمل بفرقته بالقاهرة فقبل الشيخ سيد

كان الشيخ سلامة حجازى هو الفنان الأول فى مصر فى ذلك الوقت وقد جابت شهرته الآفاق لما تمتع به من حنجرة ذهبية وأداء عال إلى جانب رقى مادته ، وكان هو بطل عروض فرقته التى قدمت المسرح العالمى معربا وغنى فيها الشيخ سلامة القصائد القوية ، ولكن ما عرضه على الشيخ سيد لم يكن دورا فى إحدى رواياته بل غناء بين الفصول ، وهو تقليد معروف فى ذلك الوقت لطول الزمن بين الفقرات ، وقد استفاد منه محمد عبد الوهاب لاحقا

وبدأ الشيخ الصغير يغنى ، لكنه تلقى استقبالا فاترا من الجمهور الذى تعود صوت سلامة حجازى ، وأصيب الشيخ سلامة نفسه بصدمة جعلته يخرج إلى الجمهور ليقدم سيد درويش قائلا : ” هذا الفنان هو عبقرى المستقبل“ لكن الشيخ سيد أصيب بإحباط كبير جعله يقفل عائدا إلى مدينته فى اليوم التالى

فى عام 1917 عاد الشيخ سلامة ليكرر نصيحته للشيخ سيد بالذهاب إلى القاهرة ولكنه هذه المرة عرض عليه عرضا آخر أقوى ، فكان الشيخ سلامة مقتنعا تماما بموهبة الشيخ سيد ، ولذلك طلب منه التلحين ولفرقة جورج أبيض ولرواية كاملة هى فيــروز شاه

كانت فيروز شاه تجربة خاصة من جورج أبيض الذى اعتاد المسرح الجاد وقرر أن يخفف شيئا من مادته فى اهذا العرض كى يجتذب جمهورا أكبر مثل ذلك الذى يرتاد المسرح الكوميدى ، ولم تنجح تجربته لكن الجمهور جذبه شيء جديد هو ألحان سيد درويش ، لقد تركت انطباعا بأن تيارا فنيا جديدا أتى وأنه أقوى من أن يعرض مرة واحدة

لم يكن جمهور تلك الليلة فقط هو المتأثر ولكن تناثرت الأخبار إلى الفرق الأخرى المنافسة التى عزمت على استثمار الحدث لصالحها فتسابقت لاكتساب سيد درويش إلى جانبها وأغدقت عليه لاجتذابه

فى خلال شهور اصبح سيد درويش يلحن لجميع الفرق المسرحية بالقاهرة وانضم لفرق : نجيب الريحانى ، على الكسار ، منيرة المهدية ، وكان عطاؤه غزيرا حتى قيل عنه أن باستطاعته تلحين خمس روايات في شهر واحد

فى عام 1919 اندلعت الثورة الشعبية بقيادة سعد زغلول وكان للشيخ سيد فضل تغذيتها بالأناشيد الوطنية والأغانى التى تعرضت لكل ما هو وطنى ، وفى طريق الثورة على القصر الفاسد والاحتلال الأجنبى قدمت روايات محلية احتوت على كثير من الرمز ضد الاستبداد وأعلت كثيرا من شأن القيم والرموز الوطنية والشعبية وحقيقة قام المسرح بدور كبير فى هذا الاتجاه وكانت ألحان سيد درويش هى السبب فى نجاح هذه المسارح والفرق بانتشارها العارم بين الناس وبسرعة فائقة

غير أن طموحات سيد درويش لم تكن مسرحية ولم تكن مادية بل كانت موسيقية بالدرجة الأولى ، هو يريد موسيقى أفضل ، وإن كان المسرح هو الوسط الملائم فليكن ، لكنه اصطدم بإدارات تلك الفرق التى تريد من الهزل كما لا بأس به إلى جانب الجد ، كما تريد تقليل النفقات ما أمكن ، فعمل على إنشاء فرقته الخاصة ليستقل بنفسه

فى عام 1920 أنشأ سيد درويش فرقته الخاصة وقدم بها روايات العشرة الطيبة لمحمد تيمور وشهرزاد لبيرم التونسى والباروكة الإيطالية

لم يكن سيد درويش وحده فى الساحة الفنية وقتها ، فقد كان هناك عملاقان عالمان هما داود حسنى وكامل الخلعى ، وهما مصريان أجادا التلحين خاصة للمسرح وقاما بتلحين أعقد النصوص حتى الأوبرا ، وكان على سيد درويش ، الذى لم يختلط بهما ، منافستهما وأن يخرج من تلك المنافسة متفوقا وبسلام ! وقد كان له ذلك

وربما كان سر ذلك فى أن سيد درويش لم يعتبر نفسه محترفا فى أية لحظ ، كان هاويا إلى درجة العشق ، عشق الفن والجمال والحرية والتعبير ، ولم يكن الفن عنده مهنة كغيرها لكسب القوت ، وإنما رسالة سامية وواجب وطنى ، ويذكر عنه رفيق دربه بديع خيرى أنه عندما عانت فرقته من مصاعب مادية كان ينزل إلى وسط البلد وهو مفلس فيسمع ألحانه تقدمها الفرق الأخرى فيعود إليه إحساسه بالسعادة وينسى ما كان فيه من هم

فى عام 1921 قرر سيد درويش بعد نجاحه أن يكتب عن الموسيقى ، فكتب للصحافة مقالات موسيقية كان يقصد بها توعية الجمهور والتثقيف الموسيقى العام واعتبر هذا الميدان الذى لم يرتاده أحد قبله أحد واجباته تجاه الرسالة الفنية التى حمل لواءها ، وكان يختم مقالاته بتوقيع ”خادم الموسيقى سيد درويش“ ، ثم قرر أن ينشر كتابا يضم نوت ألحانه واتفقت معه إحدى الصحف على نشر الكتاب فى حلقات

أصبح سيد درويش سيد درويش! ولم يكن هناك باب إلا وطرقه من أجل توصيل رسالته والمشاركة فى المد الشعبى والقومى الصاعد حينذاك بكل ما يستطيع من طاقة

وهو على تلك القمة تمنى سيد درويش أن يفعل شيئا طالما حلم به ، أن يذهب إلى أوربا ، وإيطاليا بالذات موطن الموسيقار فيردى محب مصر ، كى يستزيد من العلوم الموسيقية ويقدم ألحانه فى أفضل صورة

فى عام 1923 استعد سيد درويش للسفر لكن القدر لم يمهله ووافته المنية بالإسكندرية مسقط رأسه عندما ذهب إليها ذات فجر ليكون فى استقبال الزعيم سعد زغلول العائد من المنفى وبينما كان الشعب فى فرحة غامرة بعودة زعيمه كانت أسرة سيد درويش تبكيه فى هدوء حزين ولم يتنبه أحد فى الخارج إلى وفاة روح الثورة سيد درويش

موسيقى سيد درويش
كان سيد درويش يستلهم ألحانه من الألحان الشعبية البسيطة التى يرددها الناس فى مناسبات مختلفة ، وكان يستمع إلى كافة طوائف الشعب من باعة وشيالين ومراكبية وسقايين وفلاحين وعمال وغيرهم ، وكان له القدرة على تحويل تلك النغمات البسيطة إلى ألحان ذكية يستطيع كل الناس ترديدها فى سهولة

يحكى عنه صديقه الكاتب "بديع خيرى" أنه كان يصطحبه إلى حى بولاق بالقاهرة ليستمع إلى "بائع عجوة" ينادى فى نغمات جميلة مرددا " على مال مكة .. على مال جدة .. مال المدينة يا شغل الحجاز" ، وظهرت تلك النغمات فى لحنه الشهير "مليحة قوى القلل القناوى"

التعبير الموسيقى عند سيد درويش
تتلخص مدرسة سيد درويش الفنية فى مبادئ أساسية هى
اختيار الموضوع والكلمات
التعبير عن الموضوع والكلمة باللحن
اختيار النغمات ذات الجذور الشعبية المصرية
صياغة الجمل اللحنية فى أبسط صورة
صياغة الألحان فى تراكيب حديثة متطورة وإيقاعات شابة مليئة بالحيوية
استطاع سيد درويش التعبير عن هموم وطنه وآماله فى أصدق صورة ، باللحن والكلمة
ومن أهم أسباب انتشار موسيقى وألحان سيد درويش أنها بسيطة وسهلة مع عمق نغماتها وتأثيرها القوى فى النفوس ، ولم تكن ألحانه تحتاج إلى أصوات محترفة لترددها ، وقد كانت الأغانى السائدة فى ذلك الوقت من أصول تركية غير معبرة عن البيئة والمزاج المصرى ومليئة بالتراكيب المعقدة والزخارف اللحنية وهو ما كان معروفا بـ "موسيقى الصالونات" يسمعها فقط خاصة العائلات والطبقة الأرستقراطية من الأتراك ، كما أن موضوعاتها اقتصرت على الحب والغرام والهجر والفراق ، لكن سيد درويش استطاع أن يجعل الغناء للجميع ، وأحس المصريون لأول مرة فى العصر الحديث بأن لهم موسيقاهم المعبرة عنهم وعن جذورهم ومشاعرهم

وعمل سيد درويش كثيرا على إيقاظ الروح الوطنية بين المصريين بألحانه وبما يختار لها من كلمات معبرة ، بعضها من نظمه هو ، والبعض الآخر من تأليف الشعراء الوطنيين ، وكان أحيانا يعجب بكلمات منشورة فى إحدى الصحف فيقوم بتلحينها على الفور دون معرفة مسبقة بمؤلفها ، ومنها لحن " قوم يا مصرى" لبديع خيرى فقد كان الشعور الوطنى يوحد بين الكتاب والفنانين فى وقت ساد فيه الاحتلال وفسدت السلطة ، ولم يتقاض أجرا عن تلحينه لأعطم ألحانه الوطنية

ويكفى النظر إلى بعض مقاطع أغانيه لكى نعرف عن ماذا يتحدث سيد درويش وما الذى يعبر عنه ، ولكى ندرك النقلة الكبيرة التى أحدثها

فى أنشودة أنا المصرى

نا المصرى كريم العنصرين .. بنيت المجد بين الإهرامين

جدودى أنشأوا العلم العجيب ، ومجرى النيل فى الوادى الخصيب

لهم فى الدنيا آلاف السنين

ويفنى الكون وهم موجودين

وفى لحن سالمة يا سلامة

صفر يا وابور واربط عندك نزلنى فى البلد دى

بلا أميركا بلا أوربا مافى شى أحسن من بلدى
وفى نشيد قوم يا مصرى

قوم يا مصرى مصر دايما بتناديك ، خد بناصرى نصرى دين واجب عليك
شوف جدودك فى قبورهم ليل نهار .. من جمودك كل عضمة بتستجار
صون آثارك ياللى ضيعت الآثار .. دول فاتوا لك مجد خوفو لك شعار
ليه يا مصرى كل أحوالك عجب .. تشكى فقرك وانت ماشى فوق دهب
مصر جنة طول ما فيها انت يا نيل .. عمر ابنك لم يعش أبدا ذليل"

وفى أغنية طلعت يا محلا نورها

طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة .. ياللا بنا نملا ونحلب لبن الجاموسة"

وفى لحن الصنايعية

الحلوة دى قامت تعجن فى البدرية .. والديك بيدن كوكو كوكو فى الفجرية"
ياللا بنا على باب الله يا صنايعية .. يجعل صباحك صباح الخير يا اسطى عطية"

والنشيد الوطنى الذى وضع سيد درويش كلماته مستوحيا إياها من كلمات الزعيم الوطنى مصطفى كامل

بلادى بلادى .. لك حبى وفؤادى
وهو نشيد الشعب الذى غناه فى ثورة 1919 وهو النشيد الوطنى الحالى بعد أكثر من 80 عاما

والأغنية التى انتقدت تجنيد الشباب بالقوة لخدمة الجيش البريطانى

يا عزيز عينى وانا بدى اروح بلدى ..بلدى يا بلدى والسلطة خدت ولدى


آثــار مدرسة سيد درويش فى الموسيقى
يقول الموسيقيون فى مصر ، كبارهم وصغارهم
" كلنا خرجنا من عباءة سيد درويش"

وهم يعترفون بذلك لأنه كان المجدد الأول فى العصر الحديث ، ولأن التطور الذى أحدثه كيفا وكما كان كفيلا بمد من جاءوا بعده من الفنانين بمدد لم ينفد بعد وقد مضت أكثر من ثمانبن سنة على وفاته ، وتكفى هذه الشهادة لإثبات مدى أصالة عن هذا الفنان ، وكانت الموسيقى قيله من عزف وغناء وتأليف وتلحين لمئات السنين تهتم بالقوالب الشكلية والزخرفة بصرف النظر عن الجوهر والمضمون ، واتفق فى ذلك الفن التركى مع بقايا الفن الأندلسى من الموشحات وانفصال كلاهما بالتالى عن واقع الحياة والناس ، وقد توجه سيد درويش بالموسيقى نحو الأصول الشعبية والتحديث فى آن واد

سار على نهج سيد درويش كبار الملحنين فى القرن العشرين ، والذين لم تقتصر ألحانهم على مصر بل ذاعت فى جميع الأقطار العربية ، وهم محمد القصبجى ، زكريا أحمد ، محمد عبد الوهاب ورياض السنباطى ، وأحدثت تلك الألحان ثورة جديدة فى الذوق العربى الموسيقى ، وساهمت فى إثراء الحركة الثقافية القومية


والواقع أن المتتبع لآثار فن سيد درويش فى أعمال الآخرين لا يجدهم فقط قد ساروا على منهجه وإنما يجد أيضا مقاطع كاملة من أعماله فى أعمالهم ، وهم لم يستطيعوا حتى تحويرها أو تغييرها معالمها فظهرت كما هى!

وقد يقود هذا إلى الحديث عن سرقة ألحان سيد درويش من قبل الفنانين اللاحقين ، لكن فى رأينا أنه التأثير القوى الذى لا فكاك منه! فهؤلاء الفنانين أساتذة كبار وبوسعهم وضع ألحان غاية فى الثراء وليست الاقتباس من شيم الأثرياء ، ونحن إذ ننفى عنهم هذه التهمة فهم بعترفون بأنهم واقعون تحت تأثير سيد درويش وأنهم تربوا جميعا فى مدرسته الرحيبة ، ولهذا لا بأس من تتبع آثار سيد درويش فى موسيقاهم لنعلم مدى ذلك التأتير ولنضع سيد درويش فى مكانته الحقيقية بين الفنانين

كثيرا ما وصف سيد درويش بالعبقرية ، ومن مظاهر عبقريته :

أن عمره الفنى لم يتجاوز ست سنوات وتوفى عن 31 عاما لكنه أحدث ثورة هائلة فى الموسيقى الشرقية

مازالت أعماله تردد حتى اليوم

استطاع لأول مرة فى تاريخ الموسيقى العربية التعبير باللحن عن الكلمات والمواقف الدرامية

أول فنان يجعل من الموسيقى الشعبية فنا قوميا راقيـا

وضع أسس المسرح الغنائى التعبيرى وألف أعظم الألحان المسرحية حتى الآن

ألف عشرة أدوار غنائية من مقامات مختلفة هى كم صغير فى عالم الأدوار لكنها أفضل عشرة على الإطلاق

وضع مقاما موسيقيا جديدا أسماه زنجران
جعل الغناء للجميع بعد ما كان مقصورا على المطربين المحترفين

ظهرت آثاره الفنية فى كل ما جاء بعده من موسيقى

لم يستطع أحد حتى الآن تقديم أعمال موسيقية ترقى إلى مستوى أعماله


واستحق سيد درويش لقب "أبو الموسيقى المصرية" حيث كانت منزلته الفنية بالشرق كمنزلة " بيتهوفن" بالنسبة للموسيقى الأوربية


من ألقـــــاب سيد درويش

1- أبو الموسيقى المصرية

2- فنان الشعب

3- خـــالد الذكر

4- الفنان الخالد

5- الشيخ ســـيد

6- مؤسس الموسيقى المصرية الحديثة

7- الأســـتاذ الأكـبر

8- الموسيقار الأول

9- الموسيقار الخالد

10- نابغة الموسيقى

11- إمام الملحنيـــن

12- عبقرى الموسيقى



اعمال السيد درويش

ســـر أسماء الروايات - حول أعمال سيد درويش

أوبريتــات سيد درويش 30 أوبريت مسرحى - 256 لحن

الفـــــــــــــرقة الروايـــــة / الأوبــــريت

جورج أبيض1 فيـــروز شاه

الريحــــانى 12 الهـوارى خد بالك يا أســـتاذ كلـه من ده فشـــــر

ولـــــــــو الطاحونة الحمراء إش رن

شــهرزاد العشــــــرة الطيبة الباروكة قولوا له

علي الكسار 11 فلفـــــــل راحـــــــت عليـك مرحـــــب قلنــا له

ولســــــه أم أربعة وأربعيــن الانتخابات الهــلال

أحـــلاهم البربرى في الجيش اللى فيــهم



منيرة المهدية 2 كلها يومين كليوباتـــــــــــــرا

أولاد عكاشـة 3 هـــــــــدى الدرة اليتيــــــــمة عبد الرحمن الناصــــر

سـيد درويش 4 شــــهرزاد العشرة الطيــــــبة البــاروكة العبــرة


ســـر أسماء الروايات

وقد يتساءل بعضنا لماذا تلك الأسماء الغريبة للمسرحيات ، والواقع أن أسماء الروايات كانت كأنها تعكس مسرحا كبيرا تعمل عليه الفرق فى تنافس وانسجام فى آن واحد ، وكلما نجحت رواية لإحدى الفرق جاءتها رسالة من فرقة أخرى بعنوان قد لا يمت لموضوع المسرحية بصلة لكن مغزاه فى النكتة أو القفشة المصرية التقليدية ، وتعبر الرواية الناجحة عن نجاحها بكلمة موجهة للفرق الأخرى قائلة "اللى فيهم " على سبيل المثال أى أنها الأفضل ، فتقدم فرقة أخرى رواية بعنوان "ولـــو" تعنى نحن هنا ، ثم يجئ رد من فرقة ثالثة تقول "إش" فى تنبيه لأنها قدمت مفاجأة جذبت الجمهور ، فترد الأخرى بعنوان "رن" أى ابق على حالك يا مسرح فلان فنحن على القمة ، ثم يأتى من يقدم "أحلاهم" أى أحلى الفرق وأحلى المسرحيات ، ثم تتباهى إحدى الفرق بنجاح أحد عروضها وتعد بالمزيد فيكون العنوان التالى " ولســه" أى ما زال هناك المزيد ، وهكذا فهى رسائل موجهة للحمهور أيضا الذى كان يتابع ساحة التنافس بين العروض فى شغف وربما لا يدرى إلى أيها يذهب!

وقد يتذكر بعضنا فؤاد المهندس فى أواخر القرن العشرين عندما أطلق مسرحية باسم " روحية اتخطفت" فردت عليه فرقة أخرى فى نفس الشهر بمسرحية عنوانها " احنا اللى خطفناها"! وكلا الفرقتين يذكر بالطبع تلك المباريات بين فرق الريحانى والكسار وغيرها فى أوائل القرن ، المهم أن الجمهور يصبح طرفا

ولعل أطرف تلك العناوين والردود عنوان " قولوا له" لفرقة الريحانى ويأتيه الرد بقفشة مضحكة فعلا من فرقة الكسار " قلنا له" فى تورية غاية فى الذكاء ، فهى تنفى أن الخطاب كان موجها لها وأيضا تقول لصاحب الخطاب عن طريق إشراك الجمهور فى اللعبة بالرد " قلنا له " وهو فى اصطلاح فى اللهجة المصرية يعنى أبلغناه مرارا بأنه لن يفلح وأننا مستمرون فى التفوق عليه وكسب الجمهور! وبالطبع فإن لتلك الروايات أسماؤها الأصلية التى وضعها مؤلفها ولكن قد يضحى بها صاحب الفرقة وهو المنتج فى سبيل تغذية تلك الحرب التجارية بشيء من الدعاية فنجد مسرحية بنت الحاوى مثلا يتغير اسمها إلى " راحت عليك " وليس المقصود هنا هو خلاصة موقف داخل المسرحية يقدر ما هو رسالة موجهة لفرقة منافسة بالدرجة الأولى!

هل رأيت فى أى من بلاد العالم شيئا مثل هذا يحدث؟! إنها خفة الدم المصرية وولع المصريين بالقفشات والنكات ، وهى تأخذ قالب القافية الفكاهى الشائع بين عامة الشعب المصرى حيث يتبارى اثنان أو أكثر فى اللعب بالألفاظ وابتكار صور من التورية غاية فى البراعة فى مختلف المناسبات


ويهمنا هنا أن نسجل هذه الصورة لبيان عدة مؤشرات

أولها كيف كان حال المسرح وكم كان نشطا وغزير الإنتاج ، وكيف كان الجمهور يقبل على المسارح ويغذى الحركة الفنية بتواجده المستمر وانفعاله بما يقدم ، وتجاوب الجمهور لا يأتى من فراغ

ثانيها أن ألحان تلك المسرحيات ولو أنها لفرق مختلفة ومتنافسة كانت كلها لسيد درويش ، ويقال لذلك أن سيد درويش قد عاصر العصر الذهبى للمسرح فرقا وجمهورا ، ولكن فى رأينا أن العكس هو الصحيح ، أى أن سيد درويش هو الذى خلق العصر الذهبى للمسرح وجعل كل الفرق وكل الناس تتمتع بفنه الرائع ، فالمسرح كان موجودا قبله وظل موجودا بعده ، ولكن لم يكتب له مثل ذلك الازدهار

ثالثها أن سيد درويش قد تمكن بقدرة عجيبة على إمداد تلك الفرق الكبيرة بألحان متنوعة كانت العنصر الأساسى فى نجاح عروضها حيث كان الجمهور يخرج منتشيا أو متحمسا من الصالة بعد انتهاء العرض مرددا ما سمعه من ألحان جذابة يجدها معبرة عنه ومصورة آماله وآلامه أيضا

رابعا أن سيد درويش كان المنبع الذى أخذ منه المتنافسون مواردهم الحقيقية لتقديمها للجمهور ، وفى الوقت الذى كانت تتنافس فيه الفرق وهو يمدها جميعا وحده بألحانه كان يبدو وكأنه ينافس نفسه ، فلم يكن هناك على الساحة لا من يستطيع ولا من يجرؤ على لمس آفاقه الفنية ، والحقيقة أن ألحان سيد درويش كانت هدف المسرحيين الأول ، كل فرقة تريد أن تتفرد به لضمان نجاحها وزيادة جمهورها ، لكن سيد درويش لم يحتكره أحد وظل يعمل للجميع دون تفرقة ، ولذا فإن سيد درويش يستحق عن جدارة لقب أبو المسرح الغنائى العربى


أشهر الألحان المسرحية

أوبريت العشرة الطيبة
واحــــــــــــــــــدة أوه آن الأوان يا حلــــــــــوة آن يحميكى يا شابه لشــبابك

على قد الليل ما يطول ياللى تصلى ع النبى تكسب يا مرحبــــــــــــــــــا بك

يقطع فلان على علان يا حلالك يا بلالك بيــــــــها اتمخطـــــرى يا عروسـة

الأمــر أمر الأغاباشى عشـــان ما نعــــلا ونعــــلا احنا الغجر وانتوا الحكام

يا زمــــــان الخلطبيط هــــــــــــــوه بعـيـــــــــــنه الليلة ياما اكتر عرسـانها


أعيد تقديم العشرة الطيبة بعد وفاة سيد درويش بسنوات فقدمته الإذاعة المصرية فى الخمسينات موزعا توزيعا أوركستراليا حديثا بقيادة للموسيقار محمد حسن الشجاعى ثم قدمت بالإسكندرية فى السبعينات بإشراف محمد البحر نجل سيد درويش والموسيقار محمد عفيفى

أوبريت شـــــــــهرزاد

أنا المصرى أحسن جيوش اليوم يومك يا جنود دقت طبول الحــــــرب

الجيش رجع م الحرب

أعيد تقديم أوبريت شــــهر زاد بعد وفاة سيد درويش وقدمته إذاعة القاهرة فى الستينات بقيادة الموسيقار محمد حسن الشجاعى وعلى مسرح سيد درويش بالإسكندرية فى السبعينات بقيادة الموسيقار محمد عفيفى وفى دار الأوبرا عام 1992 بقيادة الموسيقار مصطفى ناجى فى الاحتفال بالمئوية الميلادية لسيد درويش

أوبريت البــــــــاروكة

الشــــــيطان

أعيد تقديم أوبريت الباروكة بعد وفاة سيد درويش فقدمت فى القاهرة بإخراج زكى طليمات وإشراف محمد البحر نجل سيد درويش عام 1959 والفرقة الاستعراضية الغنائية على مسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية عام 1997


أوبريت راحـت عليك

مين زيى والله تستاهل يا قلبى آدى سـت الكل



أوبريت رن

عين الحسود فيها عـــود يا حلاوة ام اسماعيل إشــــمعنى يا نخ

الحشاشين ( ياما شاء الله ع التحفجية) العمــال ( ما قلتلــــكش ان الكتـــــرة)



أوبريت ولو

الــــوارثين (ع النسوان يا سلام) الصنايعية ( الحلوة دى قامت تعجن) الســـقايين



أوبريت إش

بنت مصر (دا بس مين اللى يقلس) اقرأ يا شيخ قفاعة تجـــار العجم

يا ورد على فل وياسمين السياس ( إوعى يمينك)



أوبريت قولوا له

إوعـــــــاك تصـــدقى الشيالين ( شد الحزام) خفيف الروح القلل القنـــاوى

طلعت يا محلا نورها يا ولــــد عمى يا كيكى كيكو قوم يا مصرى

ســــالمة يا ســـــلامة البحر بيضحك



أوبريت كله من ده

الموظـــــــــفين (هز الهلال يا سيد) يا ابو عبدة قول لابو حمدة



أوبريت كلها يومين

نـــم يا خـوفو يحيا العدل جانا الفرح جانا صابحة الزبدة ســــــــبيرتو

رأيت روحى ف بستان



أوبريت أم اربعة واربعين أوبريت الهـــلال

هادى يا هادى احنا الجنود زى الأسود



أوبريت ولســــــــه أوبريت فشـــر

يا نواعم يا تفــــاح الجرســـونات يا ابو الكشـــاكش



أوبريت الطاحونة الحمراء أوبريت قــلنا له

يا امه ليه تبكى علىّ إيه العبـــــارة



أوبريت اللى فيهم أوبرا كليوباترا

أشــنجر دام ( سودانى ) يا فرحتى بجواب محبوبى كم روعتنى السيوف



موشحات سيد درويش 12 موشح



الموشـــــــــــــــح المقــام لموشــــــــــــــح المقـــــام



يا شادي الألـــحان راست حبي دعـــــــــاني شـــورى

يا عذيب المرشـف راست يا صاحب الســحر حجاز كار

يا ترى بعد البعــاد راست يا بهجة الــــروح حجاز كار كورد

يا حمــــــــام الأيك نوا أثر صــــحت وجـــدا بيــــــاتى

العذارى المائسـات راست اجمعوا بالقرب شــملى عجــــــم

يا غصين البــــان حجــاز منيتى عـز اصطبارى نهــــاوند



أدوار سيد درويش 10 أدوار



الــــــدور المقــــــام الــــــدور المقــــــام



يا فـــؤادى ليه بتعشـق عجـــــــم عشـــــقت حســـنك بسـتة نكار

يا للى قـوامـك يعجبنى نكـــــريز يــــوم تركت الحب هـــــــزام

فى شــــــــــرع ميـــن زنجــران أنا عشــــــــــــــقت حجاز كار

الحبيب للهجـر مـــايل ســــازكار عـواطـفــــــــــــــك نوا أثـــــر

ضيعت مستقبل حياتي شــــورى أنا هـــــــــــــــويت كــــــورد



أناشيد سيد درويش 12 نشــــــــيد



النشــــــــــيد المؤلف النشــــــــــيد المؤلف

بلادى بلادى ســيد درويش نشيد العروبة- أباة الضيم بديع خيــرى

بني مصر مكانكم تهيأ أحمد شـــوقى احنا الجنود زى الأسود بديع خيــرى

اليوم يومك يا جنود بيرم التونسى قوم يا مصرى بديع خيــرى

أنا المصرى بيرم التونسى الجيش رجع م الحرب بيرم التونسى

دقت طبول الحرب بيرم التونسى يا مصر يحميكى لأهلك بديع خيــرى

أحسن جيوش فى الأمم بيرم التونسى مصــــرنا وطننـــــــــا سـيد درويش



أغانى سيد درويش طقاطيق ومونولوج 66



الأغنيــــــة المقـــام المقـــام



زورونى كل سنة مرة عجــــم ياللى تحب الورد بيــــاتى

ياناس انا مت ف حبى حجاز كار حرج على بابـــا راســت

بصــــارة بـــــــراجة عجــــم يا ورد على فــل عجـــــم

خفيـــــــف الــــــروح بيـــاتى أهو دا اللى صار حجاز كار كرد

طلعت يا محـلا نورها جهاركاه يا عزيـز عيــنى بيـــــاتى

والله تســـتاهل يا قلبى عجــــم يا بلــح زغلــول جهاركاه

حـــول أعمـــال سيد درويش

معظم هذه الألحان سجلت على اسطوانات بصوت سيد درويش أو بأصوات مطربين ومطربات آخرين أو بصوت المجموعة ، ومع اندثار تلك الاسطوانات بمرور الزمن أصبح المتوفر منها قليل وقد طبع بعضها على شرائط كاسيت فى الثمانينات ولكن ظل أهم مرجع لألحان سيد درويش هو حفظة ألحانه ممن عاصروه وأبناءه وهواة موسيقاه بعد ذلك إلى جانب الفنانين الكبار مثل محمد عبد الوهاب وزملائه من الرواد اللاحقين

وفى موطنه الإسكندرية أنشئ فريق كورال باسم سيد درويش ظل يقدم ألحانه فى الحفلات العامة على مدى 25 عاما منذ 1967 حتى 1992 بقيادة الموسيقار السكندرى محمد عفيفى والذى يعد أهم مرجع فنى فى ألحان سيد درويش ثم تولت فرقة الإسكندرية للفنون الشعبية مهمة تقديم تلك الألحان من عام 1992 حتى 1997 بقيادته أيضا ، وقد احتفظ بمكتبته الخاصة بالنوت الموسيقية كما كتبها سيد درويش ، كما تحتفظ بعض المراكز الثقافية المصرية كدار الأوبرا وأرشيف الإذاعة وبعض المكتبات وقصور الثقافة بتسجيلات ونوت وكتب ودراسات عن فن سيد درويش

لكن اللافت للنظر أن المعاهد الموسيقية العربية وكليات التربية الموسيقية (!) ما زالت لا تهتم كثيرا بفن هذا الرائد العظيم وتعتمد فى مناهجها على التراث الشرقى القديم ذى الأصول التركية وعلى مناهج الموسيقى الغربية فى تدريس الموسيقى ، وهى تخرج ألوفا من الخريجين كل عام والنتيجة صفر ! لا شيء يستحق الذكر

ورغم أن سيد درويش قد نال من الشهرة ما نال سواء فى حياته أو بعد مماته لم يصل إلا القدر اليسير من فنه إلى غالبية الناس ، ولا يمكن بأى حال اعتبار ما قدم من أعمال بعد رحيله كافيا أو موازيا لما ناله من تقدير الشعب والفنانين والنقاد على السواء

ونحن لا نطالب بعودة فن سيد درويش للحياة فهو فن حى رغم أنوف كثيرة ، ولا نطالب الناس بالاستماع إلى فن قديم ، فهو قد سبق عصره بمراحل ، بل سبق عصرنا هذا الهزيل ، وإنما نطالب بعودة سيادة القيم الفنية الراقية والفن الرفيع على الساحة الفنية والاجتماعية والسياسية أيضا ، فإن أهم أهم ما قدمه سيد درويش هو قيمة افتقدت قبله وافتقدت بعده وهى حرية التعبير ، أليس هذا هو مطلب الجماهير الآن فى كل مكان ، بل أليس هذا بعينه هو السمة الأساسية لكل المجتمعات المتحضرة؟

إن فن سيد درويش ليس موسيقى وألحانا وغناء فقط ، لقد كان إنسانا شابا متفاعلا مع كل شيء فى الحياة بإيجابية تامة لا يرضى لنفسه ولا لغيره ووطنه إلا الكرامة والعزة وحريته المطلقة فى النقد والتعبير ، وقد اتخذ موقعه الصلب إلى جانب أبناء شعبه بكل قوة وصبر فى سبيل ذلك كثيرا ، لم يغن للسلطة يوما ، ولم يهلل لشعارات كاذبة ، ولم يكتف بالطبل والزمر مثل آلاتية العوالم والكباريهات وفنانى الفيديو كليب ، قال عنه سعد زغلول أن سيد درويش كان زعيما وطنيا لأنه عبر عن آمال الناس وطموحاتها ، وقال فيه صفوة مفكرى مصر الرواد مرثيات تهتز لها الأبدان ، لقد كتبوا فيه شعرا ، بما فيهم أمير الشعراء أحمد شوقى ، وكتب شعرا فيه بيرم التونسى وأحمد رامى والعـقاد والمحدثين مثل صلاح جاهين وغيره ، قال عنه محمد عبد الوهاب أنه الأستاذ الأكبر ، وقال عنه السنباطى أن كل ما نحن فيه من فن أثر من آثار سيد درويش ، ولم يكن كل ذلك إلا لأن الرجل كان صاحب رسالة ، لقد نشأ وسط الشعب وأفنى حياته من أجل البسطاء والرقى بحياتهم ، لم يعين فى منصب حكومى ، ولم يأخذ بيده صاحب سلطة ، ولم بكن بيده سلاح غير موهبته وإيمانه بالله وحبه لوطنه ولأمته

وأيا كانت الجهة التى قد تتولى مهمة تقديم تراث سيد درويش وإعادة إنتاج ما قدمه فى سنواته الست على مسارح القاهرة فإنها ستكسب كثيرا من وراء ذلك ، نعم تكسب ماديا وكثيرا ، سواء كانت حكومية أم خاصة ، ونضرب فى ذلك مثلا أمامنا وهو عندما بدأ الفنان إيمان درويش حفيد سيد درويش مسيرته الفنية غنى ألحان الشيخ سيد من جديد ، وانطلق بها مسجلا اسمه بين الفنانين النجوم وانتشرت ألبوماته بألحان سيد درويش ، ووجد من يمول له ألبومات الكاسيت بل وفيلما سينمائيا يغنى فيه أيضا أعمال الشيخ سيد ، وحققت تلك الحركة الشجاعة منه ومن المنتج كسبا ماديا هائلا ، وكان لها فضل إعلام الجيل الجديد بفن سيد درويش وقد سمعنا ما أداه من أغنيات مطعمة بأداء موسيقى حديث من فرقة حديثة وتوزيع موسيقى جميل أضاف شكلا حديثا لتلك الأغانى جذب إليها الشباب ، وقد أظهرت تلك الألبومات تلك الخاصية العجيبة فى موسيقى سيد درويش وهى أنها جذبت الناس فى وقتها وما زالت تجذبهم للآن ، وقد يقال هذا فى الموشحات القديمة وألوان الفولكلور ، إلا أن هناك فرقين أساسيين

أولهمـا أن الأغانى التى غناها إيمان احتوى بعضها على ألحان طوائف منقرضة من المجتمع ، لم يعد لها وجود على الإطلاق ، مثال ذلك الأروام ، الجرسونات اليونانيين وغيرهم ، وقد ألف هذه الصور بديع خيرى وصاغها لحنا سيد درويش استمدت من واقع المجتمع آنذاك أى أنها كانت صورا واقعية لفئات موجودة تشكى وتئن كغيرها ، وتماما كما استقبلها كافة الناس فى وقتها وليس أصحاب تلك الفئات دون غيرهم فقد استقبلها الجيل الحالى بشغف وأقبل عليها ، ولا يوجد تفسير لذلك إلا أنها صور صادقة تعبر عن النفس البشرية بصرف النظر عن انتماءاتها ، ولأن موسيقى سيد درويش كما قال ناقدنا العظيم الدكتور حسين فوزى لا تكتفى بتعقب الكلمات عن كثب بل تلبسها لبسا .. فيجد المستمع نفسه أمام صورة حية وكأنه يراها ولكن بأذنيه!

ثانيهما أن القديم من الموشحات وغيرها يحب سماعه هواة الموسيقى فقط ، أما عامة الشعب فليس بنفس القدر مطلقا ، ومع ألحان سيد درويش تنتتفى هذه الحالة الخاصة فهى تجذب إليها كل الآذان إلا الصماء

والمطلوب ليس إذاعة ما سمعه الناس وعرفوه ، الحلوة دى قامت تعجن ، وطلعت يا محلا نورها ، وزورونى كل سنة مرة .. المطلوب هو إعادة إنتاج ما لم يسمعه الناس .. كيف من بين مئات الألحان الذاخرة بذاكرة وطن وشعب يعرف الجيل الجديد منها بضعة أعمال لا غير؟ هل هذا ما استسغناه أم أن هذا ما سمح لنا بسماعه؟

المطلوب هو المسرح أبو الفنون جميعا

كان سيد درويش عندما يطلب منه غناء أحد ألحانه فى الجلسات الخاصة مع الأصدقاء والفنانين يغنى أحد أدواره ، أنا عشقت ، أنا هويت ، أو غيرها ، فإذا طلب الحاضرون أحد ألحانه المسرحية رد قائلا: " هذه الألحان لى ، أما من يريد المسرح فليذهب إلى المسرح " .. ما معنى هذا الكلام؟ معناه ببساطة أنه لم يكن يضع ألحانه المسرحية للتطريب والمزاج الشخصى ، ولكنه يضعها فى إطارها العام ، فى التعبير عن النص والفكر المسرحى ، فى الشخصيات المتنوعة فى الرواية ، فى المواقف المتباينة ، فى الحوار بين الأشخاص ، فى حركتهم ، وفى التعبير عن الجماعات وعن صراع الطبقات وعن سلوك البشر فى الحياة العامة فى كل مداراتها .. هذا هو المسرح ، وهذا ما عناه سيد درويش ، وما كان ليقتطع جزءا من نسيج متكامل ليتغنى به فى جلسة خاصة ، فالرجل يعى رسالته تماما وما كان ليعبث بها بنفسه

والقول بأن العصر قد تغير هو قول مغلوط لا ينم إلا عن الجهل التام والعمى المطلق ، ذلك بأن مجتمعاتنا العربية ما زالت تعانى من نفس الأمراض الاجتماعية التى حاربها سيد درويش ، الفقر والجهل والمرض ثالوث مزمن أصاب الناس فى مقـتل ، وحريات مفقودة يتنافـس على سـلبها الحكام وهواة التعصب والهيمنة ، وأفكار هدامة تدعو للتخلف وتصيب الناس بالعـته ، وتسيب أخلاقى ينتشر بين الشباب ، وفساد اقتصادى وسياسى ، والقائمة طويلة .. ، وهكذا ليست الدعوة لفن سيد درويش هى دعوة لشخص نريد أن نمجده ، فالمجد لله وحده ، ولا للنغم لأنه نغم ، لكنه رمز لما يجب أن يكون عليه فـننا ، يجب أن يحمل رسالته السامية من جديد وينفض عنه تراب الركود ويزيل وحل التلهى ، وينطلق بالتعبير الصادق إلى آفاق مستقبل أفضل ، فليت المدارس والمعاهد تعلم شيئا وليت المسارح تكف عن هز الوسط وليت السينما تمتنع عن الأفلام المشينة والتليفزيون والفضائيات العربية تتوقف عن بث الرذيلة ، إن استمرار هذه الاتجاهات سيقضى على الفنون حتما ، وأمة بلا فن هى أمة عمياء لا ترى نفسها إلا أحسن الأمم مهما بلغت من تخلف

ونتساءل ألم يحن الوقت لفك أسـر موسيقى هذا الفنان؟! أم أن القيود التى فرضت على نشر فنه أيام الملكية والاحتلال لا تزال تتمتع بأسباب وجيهة للبقاء!

_________________
avatar
زين الشباب
مصطباوى جديد
مصطباوى جديد
رقم العضوية : 136
عدد الرسائل : 7
الجدي ذكر الثعبان
تاريخ التسجيل : 30/06/2009

سيد درويش Empty رد: سيد درويش

الثلاثاء 15 ديسمبر 2009, 21:09

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


شكرا لمجهودك الكبير

تسلم ايدك اختى الغالية
عاشقة شادية
عاشقة شادية
مشرفة
مشرفة
رقم العضوية : 55
عدد الرسائل : 821
الدلو انثى الثور
تاريخ التسجيل : 07/03/2009

سيد درويش Empty رد: سيد درويش

الأربعاء 16 ديسمبر 2009, 22:00
[i :albino:
avatar
reem
مشرفة
مشرفة
رقم العضوية : 50
عدد الرسائل : 68
العقرب انثى الماعز
تاريخ التسجيل : 24/02/2008

سيد درويش Empty رد: سيد درويش

الأحد 10 يناير 2010, 14:06
سيد درويش استحق بجدارة لقب فنان الشعب لانه غنى لكل طوائف الشعب وكان وطنى من الطراز الاول الى جانب انه

فنان رقيق الاحساس والمشاعر يارب جود على مصر بفنان مثله


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى