منتديات المصطبة
زكريا أحمد 1896 - 1961 10610

لَاننآ نعشق آلتميز و آلمميزين يشرفنآ آنضمآمك معنآ في منتديات المصطبة


وتذكر آن منتديات المصطبة تريدك مختلفآ .. تفكيرآ .. وثقآفةً .. وتذوقآ .. فآلجميع هنآ مختلفون ..


نحن ( نهذب ) آلمكآن ، حتى ( نرسم ) آلزمآن !!


لكي تستطيع آن تتحفنآ [ بمشآركآتك وموآضيعك ].. سجل معنا توآجدك و كن من آلمميزين

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المصطبة
زكريا أحمد 1896 - 1961 10610

لَاننآ نعشق آلتميز و آلمميزين يشرفنآ آنضمآمك معنآ في منتديات المصطبة


وتذكر آن منتديات المصطبة تريدك مختلفآ .. تفكيرآ .. وثقآفةً .. وتذوقآ .. فآلجميع هنآ مختلفون ..


نحن ( نهذب ) آلمكآن ، حتى ( نرسم ) آلزمآن !!


لكي تستطيع آن تتحفنآ [ بمشآركآتك وموآضيعك ].. سجل معنا توآجدك و كن من آلمميزين
منتديات المصطبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
reem
مشرفة
مشرفة
رقم العضوية : 50
عدد الرسائل : 68
العقرب انثى الماعز
تاريخ التسجيل : 24/02/2008

زكريا أحمد 1896 - 1961 Empty زكريا أحمد 1896 - 1961

الأحد 10 يناير 2010, 14:40
زكـــريا أحمـــد 1896 - 1961


الشيخ زكريا أحمد .. اسم كبير فى عالم الفن ، وهو ليس فقط من كبار


الملحنين وإنما من صناع التراث الموسيقى والمتأمل لموسيقاه يجد فى ألحانه عذوبة شرقية قلما يوجد مثلها ، والشيخ زكريا له أكثر من 1000 لحن منها 61 لحن لأم كلثوم ، وقد غنى له كبار المطربين وقدم للمسرح عشرات الأوبريتات كما قدم العديد من الألحان للسينما وسجل بصوته بضعة ألحان منها لحنان للتليفزيون عام 1960 أثارا إعجاب الجمهور القديم والجديد على السواء نظرا لأدائه المتفرد
والشيخ زكريا هو آخر عضو فى سلسلة الفنانين المشايخ الذين ظهروا فى القرن التاسع عشر فى مصر وأوائل القرن العشرين ، وهم كثر لكن نذكر منهم على سبيل المثال
الشيخ درويش الحريرى ، الشيخ على محمود ، الشيخ سلامة حجازى ، الشيخ على المغربى ، الشيخ عبد الرحيم المسلوب ، الشيخ على الحارث ، الشيخ أبو العلا محمد ، الشيخ سيد الصفتى ، الشيخ سيد مرسى ، الشيخ اسماعيل سكر ، الشيخ أحمد الحمزاوى ، الشيخ سيد درويش

تـواريــــخ
عام 1896 ميلاد زكريا أحمد فى 6 يناير 1896
عام 1914 زكريا أحمد منشدا
عام 1919 زكربا أحمد ملحنا
عام 1924 زكريا أحمد يبدأ التلحين للمسرح 65 أوبريت تضم 500 لحن
عام 1924 أول أوبريت لزكريا أحمد لفرقة علي الكسار
عام 1927 لفرقة زكي عكاشة
عام 1928 لفرقة نجيب الريحانى
عام 1930 لفرقة صالح عبد الحي
عام 1931 زكريا احمد يلحن لأول مرة لأم كلثوم اللى حبك يا هناه من أشعار رامى
عام 1931 زكريا ملحن الدور يبدأ تلحين 9 أدوار لأم كلثوم
عام 1936 ألحان زكريا فى السينما بصوت أم كلثوم
عام 1941 زكريا وبيرم ثنائى يتجه نحو القمة مع صوت أم كلثوم
عام 1943 زكريا يبدع الأغنية الحديثة مع أنا فى انتظارك وحبيبى يسعد أوقاته لأم كلثوم
عام 1945 زكريا يتفرد بالألحان البدوية وشهرته تصل للعالم العربى مع السينما
عام 1947 زكريا أحمد وأم كلثوم فى خلاف بستمر 13 سنة
عام 1960 عودة زكريا للتلحين لأم كلثوم فى هو صحيح
عام 1960 الشيخ زكريا يسجل بصوته للتليفزبون ويستحدث مفهوم الأداء الجيد
عام 1961 وفاة زكريا أحمد 15 فبرابر 1961 بالقاهرة
عام 1970 عودة مسرح زكريا أحمد للحياة فى سيدى منجد وعزيزة ويونس
عام 1980 بداية إحياء ذكرى الشيخ زكريا بتقديم أعماله كل عام

زكربــا أحمد - النشــأة

من مواليد 6 يناير عام 1896 لوالده الشيخ أحمد حسن الذى كان يعمل بالجامع الأزهر ومن حفظة القرآن الكريم
كان والد زكريا يهوى سماع التواشيح الدينية ذات المقامات العربية الأصيلة ، فتأثر به ونمت لديه هواية الألحان ، لكن الوالد أراد لولده الاتجاه نحو المشيخة والعلم الدينى فألحقه بأحد الكتاتيب ثم بالمدرسة الابتدائية ثم التحق بالأزهر الشريف ، فتلقى العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية وأجاد حفظ وتلاوة القرآن الكريم ومن هنا لقب بالشيخ زكريا ، وكان للشيخ زكريا حضور فنى قوى أثناء دراسته بالأزهر ، فهو الذى يثير الإعجاب فى منتديات القراءة والتلاوة بصوته وأدائه الفذ وكان نجم حفلات التكريم التى تقام فى المناسبات العلمية
كان زكريا أحمد يتمتع بحاسة موسيقية جعلته يتتبع غناء كبار المنشدين والمطربين وتأثر بمنشدى التواشيح الدينية كالشيخ درويش الحريرى ، كما تأثر بألحان عبده الحامولى والشيخ سلامة حجازى ، وكان يذهب إلى أماكن تواجدهم وحفلاتهم ويحفظ ألحان هؤلاء بسرعة عجيبة ، وأصبح يشترى كتب الأغانى والموشحات والموسيقى
أزعجت هوايته هذه والده كثيرا فأخفى الشيخ زكريا كتب الأغانى وسط الكتب العلمية ، لكن سرعان ما اكتشف أمره وعنفه أبوه بشدة وكان شديد القسوة معه ، مما أخاف الشاب الصغير وجعله يترك منزل أبيه لا يعرف إلى أين يذهب وقد ضاقت به الدنيا
حزن الوالد كما اكتأب الولد لكن بعد ايام توسط أهل الخير بينهما فعاد اشيخ زكريا إلى منزل أبيه ، وبدأ الأب اللذى استبد به القلق على مستقبل ابنه ومصيره يحاول إسداء النصح له .. إن الفن فى رأيه لا يطعم ولا يفيد ، وهاهم أساطين الطرب وأساتذة التلحين عبده الحامولى ومحمد عثمان ومحمد سالم ، قد ماتوا جميعا فقراء ..
لم يكن ذلك المنزل الذى عاد إليه زكريا بالمنزل الهادئ بأى حال ، فقد ماتت والدته وتزوج والده بأخرى كانت تتفنن فى تدبير المكائد له وتثير عليه والده باستمرار حتى يئس من حياة مستقرة ، وبدأت الفن يلهب خياله ويواسيه فى معاناته ، فسار في طريق الفن يزور المسارح ويرتاد الحفلات ليسمع ويتعلم وأصبح الفن ملاذه وملجأه

الأســــاتذة
الشيخ درويش الحريرى
كان من حظ الشيخ زكريا أن التقى بالموسيقار الشيخ درويش الحريري ولاحظ هذا الأخير حب الشيخ الصغير للفن وحرصه الشديد على التعلم كما قدر فيه حاسته الموسيقية وحسن استماعه وحفظه السريع ، فقرر أن يهب تلميذه مما وهبه الله من علم بالفنون وأسرارها ودرس الشيخ زكريا على يديه العلوم الموسيقية ، وكان أول ما درس ألحان المولد النبوى وفنونها من مقامات وأوزان فحفظها وأجاد أداءها
الشيخ علي محمود
تقديرا منه لتلميذه ألحق الشيخ الحريرى تلميذه زكريا ببطانة الشيخ علي محمود الذي كان خبيرا بالعلوم الموسيقية وفن التلاوة ، فكان يحضر معه التسابيح التي تتلى قبل الفجر بساحة مسجد الحسين بالقاهرة ، كانت تلك التسابيح تؤدى من مقامات موسيقية مختلفة على مدى أيام الأسبوع ، وتعلم منها الشيخ زكريا الكثير
الشيخ على المغربى ، وقد تلقى زكريا أصول علم المقامات والأوزان وكيفيات التلحين
الشيخمحمود عبد الرحيم المسلوب ، وهو أستاذ من أساتذة سيد درويش ، وقد أخذ عنه الموشحات العربية
عبده الحامولى المطرب الأول حتى نهاية القرن 19
محمدعثمان ملحن الأدوار الفـذ حتى بداية القرن العشرين
إبراهيم القباني ، ملحن الأدوار المعروف فى بداية القرن العشرين

البدايـــات الفنيــة
فى عام 1914 فى بداية حياته الفنية التحق الشيخ زكريا منشدا ببطانات المشايخ كالشيخ على محمود والشيخ إسماعيل سكر وبدأ يظهر فى حفلاتهم ، فتعرف الناس على صوت زكريا أحمد وأدائه المتميز ، ثم بدأت الفرق الغنائية الأخرى تجتذبه للعمل بها ، منها فرقة الشيخ أحمد الحمزاوي والشيخ سيد مرسي ، وحصل الشيخ زكريا فى بداية طريقه على إعجاب الناس والفنانين على السواء

الشيخ زكريا أحمد الموسيقار والملحن

فى عام 1919 بدأ الشيخ زكريا مشواره الفنى كملحن ، بعد أن اكتملت المعرفة الفنية بحفظ التراث ودراسة أصول الموسيقى والتلحين والتدوين الموسيقى ، وقدمه الشيخان الحريرى وعلى محمود لإحدى شركة الاسطوانات كملحن موهوب ، فتعاقد معها على بعض الألحان ، وبهذا بدأت نجحت أول تجربة احترافية له

المسـرح الغنــائى
فى عام 1924 قرر الشيخ زكريا التلحين للمسرح الغنائى ، واستمر يلحن المسرحيات الغنائية لمختلف الفرق حتى بلغ عدد أوبريتاته 65 أوبريت ، وهو بذلك يمتلك أكبر قائمة من بين الملحنين فى التلحين للمسرح ، ومنها
لفرقة علي الكسار
عام 1924 دولة الحظ
عام 1925 الغــول ، ناظر الزراعة ، عثمان ح يخش دنيا ، الطنبورة ، الخالةالأميركانية ، ابن الرجا
عام 1926 28يــوم ، أنــوار ، آخر المـودة ،نادي السمر ، أبو زعيزع ، الوارث ، حكيم الزمان
عام 1927ملكة الجمال ، قفشتك ، ابن فرعون ، زهرة الربيع ، الساحر ابو فصادة ، حلم ولا علم ،السكرتير ، غاية المنا ، بدر البدور ، خمسة مليون
عام 1928 الكنـــوز
عام 1929 العروسة و العيلة و مين فيهم ، ما فيش منها ، ابن الاومباشى ، طاحونة الهوا ،ملكة الغابة
لفرقة زكي عكاشة
عام 1927 على بابا ، الأســتاذ
لفرقة نجيب الريحانى
عام 1928ياســمينة ، البــلابل ، الدنيا جرى فيها إيه
لفرقة صالح عبد الحي
عام 1930 قاضي الغــرام ، عيد البشــاير ، الهــادى
لفرقة منيرة المهدية
روايات أبو النــوم ، الأميرة الهندية
للفرقة القومية للتمثيل والموسيقى
روايــة عزيزة ويونس ، وهى آخر ما قدم للمسرح

احتوت أوبريتات زكريا ومسرحياته على أكثر من 500 لحن لاقى معظمها النجاح والانتشار وساهمت فى صنع مجد الشيخ زكريا الفنى ، كما ساهمت فى صنع ذوق الجمهور بالحفاظ على النغم الشرقى الأصيل

ألحـــان الأدوار
عاصر الشيخ زكريا مجد الدور الغنائى وكان لابد له من تثبيت أقدامه فى ذلك المضمار ، وبدأ عام 1931 تلحين لحن 9 أدوار لأم كلثوم منها يا قلبي كانمالك ( راست) ، هو ده يخلص من الله ( زنجران) ، إمتى الهوى ييجى سوا ( هـزام ) ، ومعظمها من نظم مؤلفين قدامى
والشيخ زكريا هو آخر من لحن الدور من الملحنين وكان آخرها دور عادت ليالى الهنا لأم كلثوم من نظم أحمد رامى عام 1938، وبهذا الدور انتهت تقريبا دورة الأدوار التى بدأها عبده الحامولى ومحمد عثمان فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر ، حيث تراكمت التحديثات بفضل المجددين الرواد فى أوائل القرن العشرين ، شعراء وملحنين ، مؤدية إلى ظهور الأغنية الحديثة وصعودها إلى قمة القوالب الغنائية ، ولم يعد يغنى الدور بعد ذلك إلا فى إطار إحياء التراث

الأغانى والطقاطيق
كان تأثير ألحان الشيخ زكريا من الأغانى والطقاطيق ساحرا لا يجارى ، فهو يتبارى مع الملحنين الآخرين فى إبراز جانبين غاية فى الأهمية ، الموسيقى الشعبية والأنغام الشرقية فيستقبلها الجمهور بحفاوة بالغة لما فيها من أصالة وخفة فى نفس الوقت ، وقد صنع الشيخ زكريا من كلمات بيرم التونسى الشعبية صورا فنية هى لآلئ نادرة يصعب تصور تلحينها بواسطة غير من الملحنين
وقد سجل بعض ألحانه بصوته مثل ياللى باهواك ، قلبى يميل ، انت ياعينى ، ياجريح الغرام
ومن أغانيه المشهورة الورد جميل وأغنية ياصلاة الزين ، وقد غناها بنفسه للتليفزيون المصرى بعد تسجيلها بصوت أم كلثوم بنحو عشرين عاما فى عام 1960 وهو فى الرابعة والستين من عمره ، وقد انبهر الناس بأداء الشيخ زكريا لهاتين الأغنيتين واهتزت مشاعرهم حتى صار المطربون ، بل وبعض الملحنينن ، يقلدون أداءه وهو فى تلك السن ، وبهذا الأداء أدخل زكريا أحمد مفهوما جديدا على الأغنية العربية أصبح اصطلاحا معروفا فيما بعد ويقصد به الأداء ، فقد قبل الجمهور ربما لأول مرة فى تاريخ الشرق غناء من صوت لا يمكن أن يكون مطربا ، إنه شيخ كبير ، ذو صوت أجش ، نفسه متقطع ، ولم يحترف الغناء من قبل طويلا بل ظل ملحنا معظم مشوار احترافه ، لكن بعض الناس قالوا بأن أداء الشيخ زكريا تفوق ، وبكثير ، على أداء أم كلثوم نفسها فى أغنية الورد جميل ، ولم يكن الجمهور هو الجمهور ، فقد كانت هناك أجيال جديدة فى عصر التليفزيون تذوقت أداء زكريا أحمد الرائع كما تذوقه الجيل القديم
ومن أغانيه الوطنية يا أرض زلزلى عرش الطغاة الظالمين ، خلى السيف ، ياويل عدو الدار
ومن أشهر مونولوجاته حاتجن ياريت يا اخواننا مارحتش لندن ولا باريس ، يأهل المغنى دماغنا وجعنا
ولفتحية أحمد أغنية ما زالت تردد لليوم هى يا حلاوة الدنيــا
الشيخ زكريا والسينما
قدم الشيخ للسينما ألحانه فى جميع أفلام أم كلثوم التى بداية من عام 1936، كما قدم العديد من الألحان فى أفلام أخرى ، ويذكر له أنه كان من أبرع الملحنين فى تلحين الأغانى البدوية التى كان يصيغ معظمها بيرم التونسى وحققت له نجاحا خاصا فى البلاد العربية التى كانت تقبل على اللهجة البدوية فى الأغانى
الشيخ زكريا وأم كلثوم
بدأ الشيخ زكريا التلحين لأم كلثوم عام 1931 بأغنية اللى حبك يا هناه من تأليف أحمد رامى ، ولزكريا أحمد سجل طويل من الأغنيات التى لحنها لأم كلثوم بلغت حوالى 60 أغنية بعضها للسينما ، وكان آخر ألحانه لها أغنيتها الشهيرة هوه صحيح الهوى غلاب عام 1960
ومن أشهر ما لحن لها أهل الهـوى ، الآهـات ، الأمـل ، أنا فىانتظارك ، كل الأحبة اتنين ، هوه صحيح ، غنى لى شوى شوى ، عن العشاق سألونى ، الورد جميل ، الليلة عيد ( حبيبى يسعد أوقاته)
تميزت ألحان زكريا لأم كلثوم بطابع خاص جعلها تتميز عن ألحان غيره لها ، وغير ألحان الأفلام فإن ما غنته له على المسرح فى حفلاتها يعتبر من درر الموسيقى الشرقية ، والحقيقة أن نهر الشيخ زكريا الذى لا ينضب من الأحان البديعة والغنية جعل بعض النقاد يقولون بأن الشيخ زكريا كان يخيف الملحنين الآخرين ، فألحانه تفيض فيضا تلقائيا لا تصنع فيها ولا تكلف ، ويتلقاها الجمهور دائما بالإعجاب ، ورغم إعجابه بصوت أم كلثوم وإعجابها هى الأخرى بألحانه لم تكن علاقتهما دائما على ما يرام ، بل كان بينهما محاكم وقضايا فى بعض الأحيان ، ويذكر أن طلبت منه أم كلثوم لحنا ذات مرة فطلب خمسة آلاف جنيه ثمنا له وكانت أجور الألحان وقتئذ بالمئات وليس بالآلاف ، وعندما رفضت أم كلثوم طلبه تقاطعا لسنوات ، لكنهما عادا واصطلحا ولحن لها عام 1960 هوه صحيح الهوى غلاب من كلمات بيرم التونسى قبل وفاتهما بعام واحد ، ومن أهم ألحان زكريا لأم كلثوم

عام 1931 اللى حبك يا هناه ( طقطوقة / راست) ، هوه ده يخلص من الله ( دور / زنجران) ،
جمالك ربنا يزيده ( طقطوقة / جركاه) ، يا قلبى كان مالك ( دور / راست)
عام 1932 إمتى الهوى ( دور / راحة أرواح) ، العزول فايق ورايق ( طقطوقة / عراق)
عام 1934 شجانى نوحى ( مونولوج / بياتى)
عام 1935 آه يا سلام ( دور)
عام 1936 يا ليل نجومك ( أغنية / صبا ) ، مين اللى قال ( دور / راست)
عام 1938 عادت ليالى الهنا ( دور / بياتى )
عام 1940 بكرة السفر ( طقطوقة / بياتى)
عام 1941 ( أغنية / راست)
عام 1942 القطن فتح ( أغنية / صبا )
عام 1943 أنا فى انتظارك ( أغنية / حجاز) ، الآهــات ( أغنية / هزام) ،
حبيبى يسعد أوقاته ( الليلة عيد - أغنية / بياتى )
عام 1944 أهل الهوى ( أغنية / نهاوند) ، الأوله فى الغرام ( أغنية / حجاز)
عام 1945 عن العشاق ( أغنية / زنجران) ، قوللى ولا تخبيش ( طقطوقة / هزام) ،
غنى لى شوى ( طقطوقة / راست) ، زهر الربيع ( قصيدة / هزام)
عام 1946 الأمـــل ( أغنية / راست) ، حبيب قلبى وافانى( أغنية / راست سوزناك)
عام 1947 جمال الدنيا ( طقطوقة / شورى) ، نصرة قوية ( أغنية / راست) ،
الورد جميل ( أغنية / هزام)
عام 1960 هوه صحيح الهوى غلاب ( أغنية / صبا )

الشيخ زكريا وسيد درويش
يقال كثيرا أن الشيخ زكريا قدم بألحانه امتدادا لألحان الشيخ سيد درويش ، وربما يحتاج هذا القول إلى بعض التأمل
على سبيل المثال لا الحصر هناك ثلاثة ألحان مشهورة للشيخ زكريا هى من مقام جديد على الموسيقى العربية هو من ابتكار الشيخ سيد درويش وهو مقام الزنجران ، أما الألحان فهى دور هوه ده يخلص من الله لأم كلثوم ، أغنية عن العشاق سألونى لأم كلثوم ، وأغنية يا حلاوة الدنيا لفتحية أحمد ، وهذا وحده يدل على أن زكريا أحمد قد سار على خطى سيد درويش رغم أنه عاصره

الألحان الموغلة فى الشرقية التى قدمها الشيخ زكريا ، والمليئة بالصور الشعبية توحى بإخلاصه للتراث الشعبى كمصدر لموسيقاه وألحانه كما كان الحال مع سيد درويش ، وإذا سمعنا الناس فى الأفراح والمناسبات الشعبية يغنون يا صلاة الزين ، ويغنون يا حلاوة الدنيا فى ابتهاج ومرح بعد مرور نحو نصف قرن على تلحينها فهو أمر يستحق النظر ، والحقيقة إن أغنية الليـلة عيـد لأم كلثوم ( حبيبى يسعد أوقاته) قد أصبحت تراثا ليس فنيا فقط ، بل تقليدا اجتماعيا قل أن ينجح أحد فى صنع مثله ، إن أغنية واحدة لا تصنع مجد فنان ، لكنها إذا أصبحت رمزا شعبيا لدرجة أن لا يشعر الناس بمقدم العيد إلا بسماعها مهما مرت السنين يجعلنا نضع هذا الفنان فى مصاف صناع التراث

الشيخ زكريا وبيرم التونسى
لا يمكن أن يأتى زكريا أحمد دون ذكر بيرم التونسى ، والعكس صحيح ، فقد تلازم الاثنان تلازما شخصيا وفنيا وكونا معا ثنائيا غزير الإنتاج عميق التأثير فى الناس والمجتمع ، ولا تزال أعمالهما المشتركة تردد للآن وكأنها صنعت بالأمس القريب
ومن أعمال زكريا وبيرم المشتركة ..
أغانى أم كلثوم ، أجمل أغانيها ومنها بكرة السفر ، يا فرحة الأحباب ، أنا فى انتظارك ، الآهات ، الأوله فى الغرام ، حبيبى يسعد أوقاته ، أهل الهوى ، غنى لى شوى شوى ، عن العشاق سألونى ، قوللى ولا تخبيش يا زين ، الأمــل ، حبيب قلبى وافانى (الحلم) ، نصرة قوية ، الورد جميل ، هوه صحيح
مونولوجات حاتجن ياريت يا اخواننا مارحتش لندن ولا باريس ، يأهل المغنى دماغنا ، آدى وقت البرنيطة ، قدر ده وده
أوبريتات أوبريت عزيزة ويونس
اقترب زكريا من بيرم كثيرا حتى فى قدرهما ، فقد عاشا تقريبا لنفس العمر وتوفى الشيخ زكريا فى ذكرى الأربعين لوفاة بيرم

إحياء ذكرى الشيخ زكريا
فى عام 1970 أى بعد وفاته بعشر سنوات كانت ألحان زكريا أحمد لأم كلثوم ملء الأسماع ، لكن بدأت تظهر على الساحة ألحان لزكريا غير تلك التى غنتها أم كلثوم ، وبعد طول غياب ، فأعيد تقديم أوبريتات سيدى منجد وعزيزة ويونس ، وعادت للظهور ألحان لم يسمعها الجمهور مثل حلاوة الدنيا ، وحاتجن يا ريت يا اخواننا ، كما قدمت ألحان لم يقم بتسجيلها مثل آدى وقت البرنيطة ، قدر ده وده ياما ناس كمالة عدد ، وجميعها من نظم بيرم ، ولاقت تلك الأعمال قبولا جماهيريا كبيرا وتنافست فرق الكورال على حفظها وتقديمها فى برامجها ، وقد بدأت هذه الحركة فى الإسكندرية مسقط رأس بيرم وسيد درويش وكان الشيخ زكريا يتردد عليها باستمرار ، وكانت تربطه صداقة بملحن سكندرى محب لألحان الشيخ زكريا وسيد درويش هو محمد عفيفى ، وبعد وفاة زكريا قرر محمد عفيفى أن يقدم ما لديه من كنوز غير معروفة للشيخ زكريا ، أسوة بما كان يقدمه من أعمال سيد درويش وقام بكتابة النوت الموسيقية وتدريب الفرق عليها ، ثم بعدها بعشر سنوات أخرى بدأ تقليدا بإحياء ذكراه مع ذكرى بيرم كل عام حيث تقاربت تواريخ مولدهما ووفاتهما فى احتفال بأحد مسارح المدينة ، كانت القاهرة مشغولة فى السبعينات بألحان محمد عبد الوهاب وبليغ حمدى والسنباطى ومن هم بعدهم ، بينما نسى الناس الملحنين السابقين الذين توقفوا عن التلحين ، حتى من كان منهم على قيد الحياة مثل كمال الطويل ، ومحمد القصبجى ، غير أن حركة الإسكندرية نجحت فى تصدير الفكرة إلى القاهرة بعد عشر سنوات ثالثة! وبدأت فرق القاهرة تقدم ألحان الشيخ زكريا من جديد وتحيى ذكراه بانتظام مع ذكرى بيرم التونسى

نقـــد زكريا أحمد
بالرغم من موهبته العالية إلا أن الشيخ زكريا اقتصر على التلحين ولم يقتحم ميدان الموسيقى البحتة ، ولم تعرف له مقطوعات موسيقية سواء على النمط القديم أو المستحدث ، على عكس ما حاول محمد القصبجى ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطى وغيرهم ، وهو بذلك يشترك مع سيد درويش فى أن كلاهما لم يدخل هذا المضمار

أخذ على زكريا أحمد تلحين بعض الأغانى التى لم تحمل قيما فكرية عالية وذلك فى بداية نشاطه الفنى ولو أن من غناها كان من كبار المطربين فى ذلك الوقت ، ورغم أن تلك الأغانى اعتبرت من المستوى الهابط فكريا ، إلا أنها لم تكن كذلك فنيا ، ومن أمثلتها أغانى وطقاطيق اشتهرت كثيرا مثل ارخى الستارة ، وهي اول اغنية انتشرت له في العشرينات وغنتها منيرة المهدية وكذلك عبد اللطيف البنا ، اوعى تكلمني بابا جاىورايا لرتيبة احمد ، ابوها راضي وانا راضي لصبري البنا ، ما تخافش على ، كله الا كده ، حزر فزر، وجميعها انتشرت بصورة كبيرة ، غير أن زكريا أحمد لا يدافع عن نفسه فقط بقيمة ألحانه ، فهو يقرر أن تلحينه هذه الأغانى كان لاضطراره المادى ، وفى حين كان يمكن للمطرب أو المطربة من الدرجة الثانية أو الثالثة أو حتى فى ذيل القائمة أن يضمن لنفسه دخلا يعينه على العيش من خلال عمله بالحفلات والأفراح ، فقد كان الملحن يعانى ماديا مهما بلغت عبقريته ، وقد علق سيد درويش ذات مرة عندما رفض عرض إحدى الشركات عشرة جنيات فى 8 أدوار ( لسيد درويش!) قائلا لصديقه بديع خيرى .. دى بلد يجوع فيها العباقرة .. وقد بلغ به الغضب أن مزق النوت الموسيقية قبل أن يغادر الاستوديو ، وخسر الفن 8 أدوار لهذا العبقرى الذى لم يلحن فى حياته غير عشرة أدوار ، وسار هو فى شوارع القاهرة مفلسا يسمع أغانيه على مسارح الفرق التى تجمع الثروات من وراء ألحانه
لم يهتم زكريا أحمد كثيرا بالمقدمات الموسيقية فى أغانيه إلا فى مرحلة متأخرة ، ونلاحظ أنه حتى عام 1946 فى أغنيته الأمل من مقام الراست لأم كلثوم قد استخدم مقدمة موسيقية تقليدية مثل مقدمات الأدوار القديمة وهى ليست إلا تمهيد قصير للمقام الموسيقى كان يتم استخدامه فى أى أغنية لأى ملحن وقد جرى العرف على ذلك أيام الأدوار ، وربما عاد هذا إلى تأثر زكريا بالأدوار القديمة وأنه هو نفسه كان من ملحنى الأدوار ، وقد خرج الشيخ زكريا عن ذلك فى أنا فى انتظارك عام 1943 ووضع لها مقدمة موسيقية رشيقة ، كما وضع من موسيقاه مقدمات لأغانى أخرى وإنا كانت غاية فى القصر حيث أن معظم تلك الأغانى كانت أغانى قصيرة ، ووضع أيضا مقدمة خاصةلأغنية الورد جميل ، لكنه استعمل نفس المقدمة كلازمة موسيقية بين الكوبليهات مما جعلها تفقد شخصيتها كتمهيد موسيقى مستقل ، ثم وضع مقدمة لأغنية هوه صحيح الهوى غلاب لأم كلثوم وأبقى عليها كمقدمة وأدخل موسيقات مختلفة كلزم بين الكوبليهات ، وهو ما اتبعه القصبجى وعبد الوهاب ورياض ، ولكنه رغم ذلك كان مختصرا للغاية فى تلك المقدمة إذ أنها فوق قصرها لم تخرج عن المقام الأساسى
الإقلال من شعر الفصحى فى ألحانه ، وهو فى ذلك قد اشترك مع محمد القصبجى وسيد درويش فى كون معظم أعمالهم من شعر العامية ، لكن يحب النظر إلى هذا فى إطار أن زكرياأحمد كان ملحنا شعبيا بالدرجة الأولى ، وإذا أخذنا فى الاعتبار قول أمير الشعراء .. أخشى على الفصحى من عامية بيرم .. ندرك مدى خطورة هذا الشعر ، و بيرم التونسى كان شاعر زكريا الأول ، وكذلك كان الأمر مع سيد درويش الذى أطلق العنان لألحانه الشعبية لتسرى فى كلمات بيرم وبديع خيرى ، وهما شاعران على أقصى درجة من الخطورة ، وإذا تذكرنا أن الشيخ زكريا لم يكن يصنع موسيقاه للقصور والصالونات ، فإنه يكون قد حقق مبتغاه
عدم وفاق زكريا مع أم كلثوم لسنوات جعله خارج حلبة المنافسة الكلثومية لفترة طويلة مما قلل من إبداعه الفنى دون شك ، إذ أن أم كلثوم كانت حامل لواء الأغنية فى الأربعينات والخمسينات والستينات ، وكان صوتها هو المحك الحقيقى والمعبر الرئيسى للملحنين ، نستثنى من ذلك عبد الوهاب لأنه هو نفسه كان مطربا كبيرا ولم يكن فى حاجة لصوت أم كلثوم ، وفى الحقيقة لم ينج من الخلاف مع أم كلثوم من ملحنيها من الكبار غير رياض السنباطى فقد اختلفت معهم جميعا ولم يكن خلافها سهلا وإنما كان ينتج عنه قطيعة طويلة ، وزكريا لم يكن اسثناءا

Ÿ اختلفت الآراء فى زكريا أحمد من حيث كونه محافظا أى تقليديا أو مجددا ، وقد عرف عنه أنه من أصحاب الألحان الشرقية الأصيلة ، وهذا الوصف يعتبر ميزة بالنسبة للمحافظين ، أما عند المجددين فقد يترجم أحيانا بالميل للقديم وعدم التجديد ، وإذا استمعنا إلى ألحان الشيخ زكريا نجده علما من أعلام الشرق ، وقد قام أقام حدودا له هى حدود عدم التغريب ، أى عدم اللجوء للموسيقى الغربية كمصدر من مصادر التجديد ، واستطاع زكربا التجديد فى إطار من الشرقية وطور ألحانه من الأشكال التقليدية كالدور والطقطوقة إلى الأغنية الحديثة ، كما أن ألحانه المسرحية غاية فى الخفة والعمق فى ذات الوقت ، فهى خفيفة الحركة عميقة النغم ، وقد استطاع الوصول إلى قلوب الناس وهز مشاعرها ، وإن كان هذا هو المطلوب فى عالم الموسيقى فيبدو أنه نجح فى مهمته دون استيراد عناصر من الخارج
وإذا كانت شرقية الألحان هى مقياس المحافظة فإن زكريا أحمد يعتبر من كبار المحافظين فى ميدان الموسيقى إذ أن شرقيته ليست محل شك ، ومحلية موسيقاه جعلتها أقرب إلى الناس وأسهل فى الاستيعاب ، غير أن التجديد لا يكون فقط باستخدام أساليب غربية فسيد درويش استطاع فك هذه المعادلة بمنتهى التمكن ، ولا نستطيع القول بأن السنباطى ، وهو مجدد ، كان مغربا ، لكن الاعتماد على الميلودى والطرب ، وهو من سمات القديم ، يضع الشيخ زكريا على رأس قائمة المحافظين
وكما هو الحال مع غيره من رواد الموسيقى العربية ، يمكننا قياس فن زكريا أحمد بمقياس بسيط هو مدى إمكانية أن يقوم ملحن آخر بصنع مثل ما أبدعه زكريا من فن ، ولا نظن أن هذا ممكن الآن ، ولا حتى قبل ذلك .. زكريا هو زكريا!
منقول من
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

avatar
reem
مشرفة
مشرفة
رقم العضوية : 50
عدد الرسائل : 68
العقرب انثى الماعز
تاريخ التسجيل : 24/02/2008

زكريا أحمد 1896 - 1961 Empty رد: زكريا أحمد 1896 - 1961

الأحد 10 يناير 2010, 14:43
العملاق زكريا أحمد

--------------------------------------------------------------------------------

من منا لا يعرف . . . . غنيلي شوي شوي . . . .

من منا لا يعرف . . . الحلم . . .الأهات . . . هو صحيح الهوى غلاب

رائعته هو وبيرم التونسي . . . وبقى يقولي . . . وانا أقوله . .

وخلصنا الكلام كله . . . .

امتى الهوى . . . و الكثير الكثير من الطقاطيق . . والأ دوار . . .

والموشحات . . .

هذا هو ذكريا . . . . أجمل واهم المطّربين ( بفتح وتشديد الطاء ) .

ولد ذكريا عام 1883 لأب عالم هو الشيخ أحمد حسن الملاحظ في الجامع الأزهر آنذاك و كان من حفظة القرآن الكريم . ألحقه أبوه بأحد الكتاتيب ثم طالبا في الأزهر فتزود الولد بالمعرفة و اكتسب لقب الشيخ أي العارف بأسرار الدين الإسلامي ، قضى الشيخ زكريا ست سنوات في الأزهر من السادسة إلى الثانية عشرة من عمره وتعلم القراءة والكتابة و أخذ نصيبه من العلم كما أكمل حفظ القرآن الكريم وكانت دروس الفقه و النحو والصرف تدرس آنذاك في أروقة الأزهر وقد جرت عادة الأزهر وقتئذ أن يحتفل الطلاب والمشايخ بإنجاز قراءة كل كتاب من كتب التدريس وكان الاحتفال يجري على الطريقة التالية يجلس التلاميذ في حلقة مستديرة ثم ينتخب من بينهم تلميذ مشهود له بإتقان تلاوة القرآن فيتلو ما تيسر وتختتم بذلك الحفلة وكان الشيخ زكريا هو المبرز دائما في هذه الحفلات فكم من مرات عديدة قرأ العشر وترنم في تلاوته بصوته الجميل وانتزع إعجاب مشايخه وتلاميذهم وكان الشيخ زكريا فخورا باستماع الناس إلى جمال صوته وحسن أداءه .
وفي الحقيقة إن الشيخ زكريا أحمد لم يخلق إلا ليكون مطربا وملحنا وفنانا ذا شهرة كبيرة في العالم العربي ولذا فان محاولات والده في الدراسة كانت عقيمة وغير مجدية . إذ أن الشيخ زكريا حينما كان يسمع درس الجغرافيا أو التاريخ أو الفقه لا يعلق بذهنه شيء ولكنه حينما يسمع أغنية أو موالا لمرة واحدة كان يحفظها ويرددها في الحال فكيف العمل إذا ووالد زكريا مصمم على أن يتابع ابنه الدراسة العلمية وزكريا بعيد عن ذلك الاتجاه .
كانت الكتب الموسيقية التي كان يشتريها الشيخ زكريا يضع لها أغلفة دينية أو لغوية وقد وضع غلاف الفقيه ابن مالك على كتاب مفرح الجنس اللطيف وعندما سأله والده ذات ليلة عما يدرسه قال له الفقيه ابن مالك ولما تبين الوالد كذبه قسا عليه بشدة مما دفع بالولد للهرب من البيت وكرهه الحياة فخرج من المنزل لا يلوي على شيء وهام على وجهه في الشوارع وبعد أيام قام الأهل والأصدقاء بدور الوسيط بين الولد ووالده وعاد الشيخ زكريا إلى منزل والده فقام الوالد بنصيحته وتوجيهه وقلبه يتقطع أسى وحسرة على ولده الذي ينحرف عن طريق العلم والأمان فقال يا بني الفن لا يوكل عيشا وهاهو عبده الحمولي سلطان الطرب مات ولم يترك لولده ما يتعلم به وهاهو محمد عثمان سيد من غنى وسيد من لحن وسيد من أحيا حفلات الطرب لم يجد أهله في بيته ساعة موته تكاليف الجنازة التي ستنقله إلى دنيا الخلود وهاهو محمد سالم العجوز الذي عاش أكثر من مائة عام والدنيا تصفق له والذهب يجري بين يديه لم يتمكن في بعض الأحيان من دفع ثمن الدواء الذي لا يتجاوز بضعة قروش فاقلع يا بني عن فكرة الفن وعد إلى دراستك راشدا لتؤمن مستقبلك على أحسن وجه وأسلم حال ولكن أين مكان النصيحة من فكر زكريا والفن قد طغى على نفسه وروحه وسائر حواسه .
ولم تكن حياة هذا الفنان في تلك الفترة من حياته هادئة ولا مستقرة ولا ناعمة فقد ماتت والدته وتزوج والده وكانت الزوجة الجديدة بالرغم من تظاهرها بالعطف على زكريا تكيد له المكائد وتسود صفحته عند والده وأخيرا استسلم الوالد للأمر الواقع وسار الشيخ زكريا في طريق الفن علنا فكان يزور المسارح والأجواق ليسمع ويتعلم كل ما يسمعه وقد هيأ له القدر اجتماعا بالموسيقار الشيخ درويش الحريري الذي أحب تلميذه زكريا وأفاض عليه مما وهبه الله من فنون وعلوم ومعرفة من هذا الفن الجميل وأول دروسه كانت ألحان المولد النبوي وما تحتويه من تقلبات الأنغام وتنقلات الأوزان فبرع في تلقيها وأدائها واشتهر بها وقدم الشيخ درويش لزكريا خدمة لا تقدر بثمن وذلك عندما ألحقه ببطانة الشيخ علي محمود الذي كان إلى جانب معرفته الموسيقية وفن قراءة القرآن من هواة الأذان والتسابيح والاستغاثات التي تتلى قبل الفجر في المسجد الحسيني وكانت تؤدى على نهج خاص ونغمات معينة فنغمة يوم السبت كانت العشاق ويوم الأحد الحجاز أما يوم الاثنين فنغمته السيكاه إذا كان أول اثنين من الشهر وبياتي إذا كان ثاني اثنين وحجاز إذا كان ثالثه وشورى على جهار كار إذا كان رابع أو خامس أيام الاثنين ويوم الثلاثاء سيكاه والأربعاء جهار كاه والخميس رست والجمعة بياتي وتلقى عن الشيخ إبراهيم المغربي أصول تركيب الألحان وعلم النغمات وضروب الإيقاع كما تلقى عن الشيخ محمود عبد الرحيم المسلوب الموشحات العربية وحفظ أيضا أدوار عبده الحمولي ومحمد عثمان وإبراهيم القباني ثم تعلم أصول التدوين الموسيقي النوطة وبدأ رؤساء التخوت الغنائية تتهافت على اكتساب هذا العنصر الجديد في عالم الغناء والطرب من تلك الفرق نذكر فرقة الشيخ أحمد الحمزاوي والملحن الشيخ سيد مرسي والشيخ إسماعيل سكر رئيس قراء قصة المولد في القاهرة والشيخ علي محمود وهكذا أصبح الشيخ زكريا في بداية الطريق الذي جاهد من أجله وغدا موضع إعجاب سائر الأوساط الفنية الموسيقية في القاهرة

بعد جهاد طويل مرير تمكن الشيخ زكريا أحمد من الوصول إلى هدفه ومبتغاه وحصل على المعرفة الفنية الموسيقية بأكمل معانيها ولكن لكل بداية صعوبات ومشقات لابد لتذليلها من جرأة وإقدام وتضحيات وقد أحس الشيخ زكريا بأن قوة جديدة أوشكت أن تدفعه إلى الأمام وتأكد أن قدمه في ميدان الفن قد بدأـ ترسخ و تثبت وتتحمل الأعاصير وبدأ يمهد لانطلاقة جديدة تتلاءم وما استفاده في هذه المرحلة من دراسة وتجربة وأخطاء ولكنه مهما استفاد من هذه الخبرة فهو في الحقيقة في بداية الطريق من حيث سنه وخبرته
أصابته ضائقة مالية كادت تزحزح كيانه فقام أصدقاؤه يبحثون له عن مخرج من تلك الأزمة الخانقة وعرض عليه أحدهم بتقديم بعض الألحان الطقاطيق لشركة اسطوانات بيضافون فاعتذر الشيخ زكريا لرهبته من المعركة للمرة الأولى فأصر عليه هؤلاء الأصدقاء أمثال الشيخ علي محمود والشيخ درويش الحريري وتعهدوا له بإصلاح ما يخطئ به في ألحانه وذهبوا في اليوم التالي إلى الشركة المذكورة وتعقدوا معها على إملاء بعض الاسطوانات وبعد أن تم العقد بينهم خرج كل منهم وفي جيبه خمسة عشر جنيها وكان هذا المبلغ بالنسبة للملحن المبتدئ لا يستهان به وفي تلك الليلة جلس زكريا يحاول محاولته الأولى وفي اليوم التالي عرضت الألحان على الشيخ علي محمد والشيخ درويش الحريري فأصلحها وتمت بالفعل الخطوة الأولى من المرحلة الكبيرة التي خلق لها هذا الملحن الموهوب
لقد لحن الشيخ زكريا خمسا وستين أوبرا وأوبريت وكان أجمل وأقوى إنتاج هو ما لحنه بين عامي 1924 و 1930 فلحن لفرقة علي الكسار دولة الحظ في نهاية عام 1924 ولحن في عام 1925 روايات الغول و ناظر الزراعة و عثمان ح يخش دنيا و الطنبورة و الخالة الأميركانية و ابن الرجا وفي عام 1926 لحن روايات 28يوم و أنوار و آخر المودة و نادي السمر و أبو زعيزع و الوارث و حكيم الزمان وكان كل هذا لفرقة علي الكسار كما لحن لفرقة زكي عكاشة رواية علي بابا و الأستاذ ولحن لفرقة علي الكسار أيضا 1927 ملكة الجمال و قفشتك و ابن فرعون و زهرة الربيع و الساحر ابو فصادة و حلم ولا علم و السكرتير و غاية المنا و بدر البدور و خمسة مليون ولحن لمسرح الريحاني عام 1928 ياسمينة ثم البلابل ولحن لفرقة الكسار الكنوز وفي عامي 1929 1930 لحن لفرقة الكسار أيضا العروسة و العيلة و مين فيهم و ما فيش منها و ابن الاومباشي و طاحونة الهوا و ملكة الغابة ولفرقة صالح عبد الحي لحن قاضي الغرام و عيد البشاير و الهادي و قد تضمنت هذه الروايات ما يزيد على خمسمائة لحن بلغت أكثرها قمة النجاح والشهرة
أما ألحان الشيخ زكريا للأدوار المصرية والقصائد والطقاطيق فقد بلغ في هذه الألوان قمة الإجادة والإبداع وكانت خطواته الأولى في ميدان الأدوار دور الراست يا قلبي كان مالك و هو ده يخلص من الله الزنجران و ايمتى الهوى يجي سوا الهزام ويذكر أحد أصدقاء الشيخ زكريا واسمه ماهر فرج عن قصة دور هو ده يخلص من الله أن زكريا قضى ثلاثة أشهر وهو يعد هذا اللحن وكان يقضي ساعات طويلة من الفجر إلى مغرب اليوم التالي سارحا في أجواء هذا اللحن وحدث أن انتابه المرض أكثر من مرة في هذه الأشهر الثلاثة ولكنه كان يتجلد ويستمر في التلحين وعندما انتهى منه وأصبح راضيا عنه ذهب به إلى أم كلثوم وانتقل اللحن من قمة التلحين إلى قمة الأصوات الساحرة صوت أم كلثوم وفي الحقيقة أن هذا الدور كان حدثا فنيا رائعا تحدثت عنه الصحف المصرية والعربية أياما طويلة لأنه كان تطويرا للأغنية العربية في مطلع القرن العشرين
ودور زكريا في الألحان الخفيفة الطقاطيق كان رائعا أذكر من هذه الألحان الأغنية من نغم الشورى قالوا لي ايمتى قلبك يطيب و العزول فايق ورايق ثم من أغانيه الحديثة الورد جميل على أن هذه الأغنية غنتها أم كلثوم بصوتها الفاتن ثم غناها زكريا وشتان بين الصوتين على أن بعض من الجمهور المستمع أثنى على أداء الشيخ زكريا على الرغم من بساطة صوته لأنه حينما غناها كان يتحسس بألفاظها ومعانيها وكلماتها كلمة كلمة لقد استطاع زكريا أن يهز مشاعر سامعيه بأدائه تلك الأغنية بذلك الإبداع الذي استأثر به هذا الفنان الموهوب الأمر الذي يترجم مشاعر زكريا وانفعالاته في مجال إبداعه ويروي زكريا أحرج مواقفه حين اجتماعه مع بعض الزملاء المنشدين للاحتفال بتجديد بعض معالم المسجد الأقصى فطلبوا من أحد زملائه أن يقرأ عشرا من القرآن الكريم استهلالا للحفل وكان ذلك المقرئ ضعيفا في أدائه كما لم تكن الآيات التي قرأها مناسبة للمقام فذهبت إلى حيث يجلس وهمست في أذنه أن يترك المكان فورا ويذهب إلى خارج المسجد بحجة من الحجج وفعلا ذهب وبدأت أقرأ مكانه الآيات المناسبة كقوله تعالى إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وقرأت سورة الكهف كاملة وأذنت لصلاة الجمعة وكنت فعلا في حالة تجل ولم أحس أن في المسجد أناسا بل كنت أشعر بأنني كنت أخاطب الله ورسوله وكان لهذا العمل الذي قمت به أعظم نجاح أحرزته في حياتي
توفي هذا الفنان الكبير في القاهرة في منتصف عام 1960 ودفن فيها وكان في حياته رسولا أمينا لفنه وعلمه ومعرفته وقلما يجود الزمان بأمثال هؤلاء العباقرة على الأمة العربية أن حياتهم بالنسبة لجمهورهم كذكرى وعبرة للذين يسلكون مسلكهم في طريقهم الصعب الطويل وجهادهم الفني الصحيح .
من ألحانه العبقرية هو صحيح الهوى غلاب لام كلثوم من الصبا ري ويقال ان اغنية انساك لام كلثوم كان في الاصل سيلحنها الاستاذ زكريا احمد ولكن الموت حال دون ذلك فاكملها بليغ حمدي عوضا عنه وبنفس المقام الذي اختاره زكريا وهو الراست

****

avatar
reem
مشرفة
مشرفة
رقم العضوية : 50
عدد الرسائل : 68
العقرب انثى الماعز
تاريخ التسجيل : 24/02/2008

زكريا أحمد 1896 - 1961 Empty رد: زكريا أحمد 1896 - 1961

الأحد 10 يناير 2010, 14:45
والملحّن المصري الوحيد ذو اللون الشرقي البحت

ـ إنت سمعت الست مبارح؟
ـ لا والله، أصلي نمت بعد الوصلة الأولى؟
ـ وهو في حدّ بينام والست بتغني؟
ـ إنت عاوز الجد يا ابراهيم، أنا باموت في الست لما تغني حاجة للشيخ.
وبعد، فإن الست هي أم كلثوم، والشيخ هو زكريا أحمد. هكذا كان متعارفاً عليهما بين الناس. والحديث بعض من حوار جرى أواخر عام 1953 بين عاملين في مقهى لم يعرفا بوجود الشيخ الذي يتحدثان عنه، وحين سمع هذا الكلام غمرته السعادة وقال لرفيقه: هذه الكلمة تساوي عندي أكثر من مليون جنيه".
هذه هي مكانة الشيخ زكريا أحمد التي وصلها يوماً في المجتمع المصري والعربي، فأردنا أن لا تمر هذا العام ذكرى رحيله الخامسة والأربعين.
نتذكر اليوم بعض مزايا أحد أبرز كبار الملحنين خلال القرن العشرين. عرف بغزارة نتاجاته كماً ونوعاً على السواء. فنان تمسك بجذوره إلى آخر لحظة من حياته، وعشق شرقيته وعروبته.
غادر الدنيا في العام 1961 في اليوم الأربعين لرحيل رفيقه شيخ كتّاب الأغنية الشعبية بيرم التونسي.
رحل تاركاً إرثاً غنياً (تجاوز الألف أغنية و 56 أوبريت)، تنهل منه الأجيال أفكاراً لحنية مشرقية متجددة ومضامين تأليفية ثرية بالسلالم والأنماط والتلوينات غير المستهلكة، والتي تنوعت ما بين الدور والموشح والطقطوقة وأغاني للمسرح والسينما ستبقى على مرّ العصور.
صاحب الروائع: "الورد جميل" و"قل لي ولا تخبيش يازين" و"يا حلاوة الدنيا" و"الآهات" و"هو صحيح الهوى غلاب" و"يا ويل عدو الدار" و"يا صلاة الزين" و "أهل الهوى"، والقائمة طويلة...
فكيف كانت مسيرة هذا المخلص لفنه، المعتد بآرائه، والإنسان الذي لم يتنازل عن حقوقه لأي كان حتى لأم كلثوم مالئة الدنيا، لكن كلمة طيبة تفيه حقه كانت تجعله ينسى الإساءة.
ربما يكون الراحل زكريا أحمد من فنانين قلائل كتبوا سيرتهم بأنفسهم. إذ بدأ بكتابة مذكراته اليومية منذ العام 1916، إثر حادثة، وبتفاصيل دقيقة، فكانت المعين الأول والمصدر لباحثين ومؤرخين درسوا حياة الشيخ وكتبوا عنه المؤلفات منهم صبري أبو المجد صديقه الذي ائتمنه زكريا على يومياته وسمح له بنشرها بعد وفاته وليس قبلها، لكن كتاب "السبعة الكبار" للباحث فيكتور سحاب يعتبر الكتاب الوحيد لجهة تحليل فن وأعمال وأسلوبي الشيخ زكريا أحمد في التلحين والغناء.
شقاوة طفولة وتمرد الشباب
قبل أن يلتحق زكريا أحمد بالقسم الابتدائي في الأزهر الشريف، كانت دراسته الأولى في كتاب الشيخ "نكلة". رغم شطارته وذكائه، وسرعة حفظه وحلاوة صوته، فإن شقاوته البالغة وعشقه للغناء تسببا بطرده أكثر من مرة من الأزهر. وتنقل بين مدارس عدة من مدرسة خليل آغا الأولية إلى الأزهر مرة أخرى ليجيد تلاوة القرآن الكريم. ومنذ صغره كان زكريا يميل إلى الغناء ويرتاد الموالد والأذكار ويطيب له سماع الشيوخ المعروفين بقراءاتهم وتلاواتهم وكذلك غنائهم.
تعلم على يد درويش الحريري أهم شيوخ الموسيقى على الإطلاق، حسب قول سيد مكاوي.
وعرف عن أحمد خوفه من تعنيف والده له فكان يشتري الكتب ويغلفها بأغلفة كتب التاريخ والأدب أو الدين. وفي سن المراهقة خلع الجبة والقفطان والتجأ إلى أقاربه بسبب خصامه مع والده الذي اضطر أمام الأمر الواقع إلى مصالحة ابنه إلا أن المصالحة لم تدم طويلاً إذ كانت سلسلة مآسٍ في انتظار زكريا من موت والدته إلى زواج والده بامرأة كانت تكيد له باستمرار.
عشق زكريا أحمد الغناء من صغره حين كان يسمع والدته (تركية الأصل)، تترنم بنغمات تركية شجية بعيداً من سمع الوالد، وهذه النغمات تركت أثرها في أعماق الصبي وفي مسيرته الفنية فيما بعد، وحين انتقل إلى القاهرة، عشق لياليها وحيويتها وأحب سماع الأذان وتأثر بهذه الأنغام السماوية وبالتواشيح الدينية التي كان ينشدها الشيخ درويش الحريري كما تأثر بألحان عبده الحامولي ومحمد عثمان وعبد الحي حلمي وسلامة حجازي وحفظ جميع تواشيحهم وأغانيهم ثم بدأ يخالط المنشدين والموسيقيين والمطربين.
كانت حياته مع والده عبارة عن معارك متكررة، وهروب، وحبس ومنع، ووسطاء إلى أن كان الحل الوسط في عمل زكريا كمقرئ للقرآن، ثم بدأ بتلحين الأهازيج والطقاطيق الخفيفة إذ ساد هذا النوع الخفيف في ذلك الوقت، وفيما بعد، في مرحلة النضج ندم على تلحين أغاني مثل "إرخي الستارة اللي في ريحنا لحسن جيرانك تجرحنا" وكذلك أغنية "بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة".
ثم بدأت الحركة المسرحية الغنائية بالتبلور والمسارح تزدحم بالمطربين والمستمعين خاصة في شارع عماد الدين وحي الأزبكية وروض الفرج وغيرها. وكان ظهور الحاكي له الدور الهام في الفورة الفنية والنهضة الموسيقية والغنائية وبروز أسماء لامعة في التلحين والغناء ثم زيادة إقبال الناس على السماع واقتناء الفونوغراف وأسطواناته.
وهنا برزت رغبة زكريا أحمد في دخول عالم التلحين للمسرح الغنائي خاصة بعد رحيل بطل المسرح الشيخ سيد درويش الذي رفده بالمسرحيات الخالدة والأوبريتات الغنائية. وكان زكريا شاركه تلحين البعض منها.
ثقافة وتواضع
عرف عن زكريا الفنان، بأنه ملحن واسع الثقافة ومتواضع في آن. فمن النادر أن نسمع وخاصة في أيامنا هذه، أن ملحناً وقف وراء الميكروفون يردد مذهباً في أغنية من لحنه، لمطربة وإن من الكبار. زكريا أحمد كان يطيب له في الكثير من تسجيلات أم كلثوم أن يتغنى بالمذهب مع المجموعة ويحضر التسجيل في الاستديو، وهذا نابع من حرصه على عمله، لكي يظهر في قمة الإتقان وكما يطمح. لذلك نستمع إلى أم كلثوم وهي تغني ألحان الشيخ زكريا، فيتناهى إلى أذننا ذلك الصوت الأجش العريض يخترق أصوات المذهبجية (الكورس) فيصلنا فريداً وواضحاً ومطرباً وهو يقول وراء الست: "العذول فايق ورايق عمره ما داق الغرام... "، و "قالولي إمتى قلبك يطيب وازاي يا عالم ازاي أنسى الحبيب..."، وغيرها من طقاطيق وأدوار. ولا يغيب عن بالنا غناؤه "الورد جميل" التي سجلها بعدما غنتها أم كلثوم بسنوات، أو أغنية "أهل الهوى"، وهل ننسى دور "ضيعت مستقبل حياتي" لحن سيد درويش لكن بتصرف الشيخ زكريا، في النغمات والعرب والقفلات، فيمنحها عصارة أحاسيسه الفياضة. ورغم تقدمه في العمر كان يظهر لنا مدى الثراء النغمي لديه والمخزون العلمي والخبرة الإيقاعية والأدائية التي منحته قدرة التحايل على الزمن وتحدي السن بأسلوب فني مبهر حتى بات البعض من الشباب يقلده في هذا الأداء.
خطوات أولى نحو القمة
تعلم زكريا على يد الشيخ درويش الحريري الذي يعدّ من أهم الموسيقيين في تاريخ البلاد العربية، وبعد أن شهد له بأنه أصبح صييتاً ألحقه ببطانة الشيخ علي محمود، وكان الشيخ علي سبباً في غرام الشيخ زكريا بالأذان، ذلك أن للأول طرق أداء خاصة بالأذان والتسابيح والابتهالات التي تتلى قبل الفجر في المسجد الحسيني ولكن بطريقته الخاصة حيث كان يؤدي الأذان كل يوم بنغمة مختلفة، فالسبت بنغمة عشاق، والأحد نغمة حجاز والإثنين نغمة سيكاه، وكل أثنين في الشهر ينوع بين السيكاه والبياتي أو بينه وبين الحجاز ثم بينه وبين الشوري على الجهاركاه والخميس راست والجمعة بياتي وهكذا كان الشيخ علي محمود ثاني أستاذ بعد درويش الحريري.
ثم كان التحاقه بفرقة الشيخ اسماعيل سكر وكان صيته يملأ البلاد واتجه أعيان القاهرة وكبارها لسماعه، وصولا إلى السلطان محمد رشاد خليفة المسلمين دعاه إلى الإستانة ليقرأ في حفلة كبرى، ورغم إن الآية الأولى التي استهل بها الحفل كانت تتعرض للسلطان إلا أن الأخير منحه النيشان المجيدي.
هنا بدأ يفكر بالتلحين لنفسه. لكنه آثر أن يبدأ بشخصية خاصة به ونهج لم يسبقه إليه أحد من قبل، حيث العودة إلى الريف والنهل من هذه الجذور، والحفاظ على الجمل الأصيلة النابعة من الناس البسطاء.
دوره في ثورة 1919
في معرض حديثه عن أثر الفنانين المصريين وأعمالهم في إذكاء الروح الوطنية وتأجيج نار الثورة، يقول صبري أبو المجد: ربما لم يكن الشيخ زكريا أحمد من قياديي ثورة 1919، لكن بالتأكيد انغمس فيها وصفى أعماله ولم يقبل الارتباط بأعمال جديدة منذ 9 آذار في تلك السنة وحين كان يسافر لإحياء أمسيات كان يتلو القرآن أو يقرأ الموالد النبوية، ويحمل بعض الرسائل من ثوار القاهرة إلى ثوار الأقاليم يضعها في طيات شال العمامة. وعندما يقرأ القرآن للجمهور كان يختار الآيات التي تحض على الاستبسال في الدفاع عن الأوطان والجهاد في سبيل الله وأكثر من مرة وفي أثناء وزارة يوسف وهبة باشا كان يقرأ وسط الشبان الوطنيين الثائرين قول الله تعالى:"اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم..." وكان يقرأ هذه الآية بالقراءات السبع وبالأربع عشرة قراءة مرات أخرى. وأكثر من مرة اجتمع في اجتماعات الأزهر وألقى خطباً وأناشيد وأغاني كانت تقابل من الجمهور بالتصفيق والهتاف..."
وفي تلك الفترة لحن زكريا أحمد ألحاناً سرت في الناس مسرى النار في الهشيم ومنها ما غناه عبد اللطيف البنا "قال يا سعد مين غيرك زعيم"، و "يا مصري دي أيام أنسك" و "لمصر فيك يا سعد" ، ومنها غناه زكي مراد كنشيد "مصر أولادها رجال" و "نار الوطنية في القلب". وكان لزكريا أحمد نشيد اسمه "سعد زغلول" كان يلقى في بداية العمل بمسرح الماجستيك حيث كان الجمهور والمنشدون والمطربون يرددونه معاً وقوفاً.
زكريا في رأي آخرين
رغم إن الكثير من الأعداء هاجوا زكريا أحمد واتهموه بسرقة سيد درويش مثل الكاتب يونس القاضي ومحمد البحر إبن سيد درويش ، لكنه أكمل طريقه وأثبت بما لا يقبل الشك بأنه صاحب فن خاص وذلك من خلال مسيرته وفيض ألحانه ومسرحياته.
عبد الحميد توفيق زكي
من أهم صفات زكريا أحمد الإنسانية، يذكر الناقد زكي في كتابه "أعلام الموسيقى المصرية عبر 150 سنة"، إنه كان شديد الحرص والإخلاص لأصدقائه، وله نظرة فلسفية في الحياة. لم يهتم يوماً بالمادة بقدر اهتمامه بأصدقائه وزيارتهم ومجاملاتهم. عاش حياة طبيعية ولم يعرف للحياة قيوداً ولا حدوداً، وحين يلحن يعيش مع اللحن وينسى الكون وما فيه. كان عزيز النفس بدرجة كبيرة للغاية ويمكن أن نتصور زكريا أحمد وطيبته كإنسان في كلماته المأثورة التي كان يرددها دائماً: "الفلوس لا بتدوم ولا الشتيمة بتلزق..

فيكتور سحاب
خصص الدكتور سحاب فصلاً ضمن كتابه "السبعة الكبار"، تضمن دراسة شاملة عن الراحل نقتطف منها أهم ملامح فن زكريا وسماته، إذ يميّزه كثيراً من بين مجايليه من الموسيقيين، "... بمزاجه الخاص ذي المقومات المركبة". وفي حين يراه البعض بأنه "...محافظ يعاند التطوير والتبديل"، يعتبره سحاب بأنه طور شكلين من أهم أشكال الغناء العربي هما الدور والطقطوقة ويسوق الأدلة والبراهين من خلال تحليل أعماله في هذين النوعين أو القالبين من قوالب الغناء العربي، ويعيد إليه الإسهام في تطوير أشكال أخرى... و"...تطويره لم يمس آلات الموسيقى العربية أو المقامات العربية أو الإيقاعات. إذ أسس تطويره على ملامح عربية أصيلة، فحفظ المضمون وبدل في الأشكال، منطلقاً من الأشكال الأصلية.".
في الغناء اعتبر الشيخ مدرسة، ومن أهم عناصرها ـ حسب سحاب ـ النبر المؤخر، الذي ينم عن إحساس كامل وسيطرة مطلقة على إيقاع الكلم وتفعيلات الموازين. مما تبيح له التصرف بتقطيع الجمل كيفما يشاء.
ثم العُرب القديمة في الغناء والخنفة الموروثة عن أسلوب الإنشاد الديني وصوته العريض واستخدامه الطبقات المنخفضة بشكل لافت، والدقة في التلوين المقامي، والتصرف العبقري في اللحن وخياله الموسيقي الخصب.
محمد حسن الشجاعي
المستشار الموسيقي في إذاعة القاهرة تحدث عن غزارة ألحان زكريا أحمد بأنه لم يتوافر لأي فنان في العالم العربي ولم يسقط منه لحن.
زكية حمدان
تروي إن زكريا أحمد أمضى شهر آب من عام 1950 في بيتها في الأشرفية ليحفظها لحن أغنية "يا حلاوة الدنيا" وتقول إنه حفّظ الموسيقيين الأغنية مثلما دونت ولما حفظوه جمع أوراق النوتة وقال لهم: "دلوقت نزيح النوتة، ونعزف على المزاج".
نجيب محفوظ
يروي إنه كان في "...سهرة سمر مع الشيخ زكريا ومجموعة من "أهل الهوى" رفاق زكريا، حين أخذ الشيخ يلحن أغنية أم كلثوم: "إيه اسمي الحب ما عرفش" مقطعاً مقطعاً، فيُسمع السامرين اللحن ويستشيرهم فيه، فيخرجون من السهرة وقد حفظوا الأغنية المقبلة لأم كلثوم. وقد لحن "يا ما أمرّ الفراق"، في وسط جنازة شاب، متأثراً بحزن المشيعين. فإذا أمسك بمفتاح اللحن مرّ به الأصدقاء وحيّوه، فلا يرد".
سليم سحاب
ـ إن ("...زكريا أحمد يتبع في المعتاد تصعيد الانفعال في ألحانه، أسلوب التتالي، وهو أسلوب ترداد فقرة موسيقية على درجة أعلى أو أخفض، مثنى وثلاث، حتى بلوغ دورة الانفعال. وقد أمكن إحصاء نماذج لهذا الأسلوب الملحمي، الموروث عن مدرسة القرن التاسع عشر المصرية الموسيقية، مثل: "خلي السيف يقول"، "يا حلاوة الدنيا"، "يا صلاة الزين"، "الورد جميل"، "دور أه يا سلام"، و بداية "يا بشير الأنس"، "دور إنت فاهم"، وأنشودة "يا ويل عدو الدار"). الشهيرة التي غناها محمد قنديل.
محمد عبد الوهاب
ـ "...هذا الرجل هو أصدق من يعبر عن رأيه بالطريقة التي يحبها. وبعض شبان اليوم لا يهضمون هذه الطريقة. ولكن الواقع أن زكريا يعبر عن طبيعة نفسه بصدق وفهم نادر الوجود... في طبعه هو أيضاً التحدي، فهو يستطيع تلحين التانغو والرومبا والفوكس تروت، لكنه يصر على تلحين ذلك النوع الذي وصل إلى مركزه في عالم التلحين عن طريقه".
وأيضاً قال عنه: "إن زكريا أحمد هو الوحيد في مصر ذو اللون الشرقي البحت الذي لا يدخل عليه أي تجديد. وهو وإن كان جميلاً ومطرباً، إلا أن هذا اللون كان يلحن به الموسيقيون عام 1920,. وربما كان هو أبعد نظراً مني في هذا لكنني أرى لزكريا أن يحاول التجديد في موسيقاه، فلربما استفاد من عراقته إن هي طعمت بألوان الفكر الجديد".
رياض السنباطي
ـ إن زكريا أحمد هو التلميذ المخلص للمدرسة الفنية القديمة، وله طابعه الخاص الذي اشتهر به، الميال إلى المرح حتى في الشكوى والأنين. فكأنه كالطير يرقص مذبوحاً من الألم.
رأيه في سيد درويش
كان الشيخان بمثابة توأمين، فسيد درويش يترأس الثورة في الموسيقى العربية فيما كان أحمد يذود عنها طوال حياته. ومما قاله لأبو المجد وحسب رواية زكريا أحمد في أيامه الأخيرة، إنه التقى الشيخ سيد مرات كثيرة في الاسكندرية قبل عام 1916. وفي مذكرات الراحل يذكر مدى انبهاره بعبقرية سيد درويش وتمجيده وإعجابه بالمدرسة الموسيقية التي جدد كيانها، واعترافه بزعامة سيد الفنية.
حفظ أحمد كل أعمال سيّد وتأثر بتلحينه الروايات المسرحية والغنائية تأثراً واضحاً، فلما مات سيد ورث منه زكريا زعامة المسرح الغنائي، والقدرة على التعبير التمثيلي في الموسيقى وغزارة الألحان. وأكثر من ذلك فقد ورث صداقة العمر مع بيرم التونسي الذي كان يشكل ثنائياً مع الشيخ سيد.
خلافه مع أم كلثوم
التقاها عام 1919 ودامت علاقته بها قرابة ثلاثين عاماً، يومها جاءت إليه من السنبلاوين، بالقرب من قريتها طماي الزهايرة سمعها مع شقيقها خالد ثم زارها في قريتها، وذكر هذا في مذكراته، ثم أهدى إليها موشحاً وطقطوقة في بيتها، ودعاها إلى القاهرة. فجمعتهما سهرة ضمت محمد القصبجي وأحمد صبري النجريدي (الذ أصبح زوجها فيما بعد) والشيخ أبو العلا محمد. وبعد السهرة تم اتفاقها مع علي الكسار، لتغني بين فصول رواياته أغنيات أبو العلا وانجريدي والقصبجي، ويقول زكريا: "...منذ تلك الليلة وأنا أصم لا أسمع إلا صوتها، أبكم لا أتحدث إلا باسمها. فقد أصبحت مفتوناً بها، لأنني أحببتها حب الفنان للحن الخالد وتمنى العثور عليه دهراً طويلا. ولكن الخلاف بدأ عام 1948 على بدل الأتعاب لألحانه لأنها كانت تضن عليه بالأجر، وكانت غالبية الملحنين يومها تشكو من هذا الأمر، فتوقف عن التلحين بل وقاضاها في المحكمة وبعد سنتين تم الصلح عند قاضي المحكمة، لكنه ظل يردد طويلاً بعد خصامه معها : "أم كلثوم لها عندي وزة (أكلها في بيتها يوم زارها) ولي عندها أربعون ألف جنيه". المبلغ الذي طالبها به لدى المحكمة.
الحانه لغير أم كلثوم
وغنى له العديد من المطربين والمطربات غير أم كلثوم: عبد اللطيف البنا، صالح عبد الحي، زكي مراد، الشيخ أمين حسنين، بديعة مصابني، فاطمة رشدي، نادرة، أسمهان، نعيمة المصرية، حامد مرسي،فتحية أحمد، ليلى مراد، نجاة علي، منيرة المهدية، عزيز عثمان، محمود شكوكو، رتيبة أحمد، محمد الكحلاوي، شافية أحمد، فايدة كامل، محمد قنديل، نجاة الصغيرة، اسماعيل شبانة ونجاح سلام في موشح بنت كرم. وآخرين.
آراء هامة في الموسيقى العربية

ودائما حسب سحاب: إن لزكريا إذ كان متعصباً لها، ففي حديث لمجلة الإذاعة اللبنانية عام 1950، قال: "إن الألحان المصرية والتونسية واللبنانية والعراقية وغيرها من الألحان العربية هي فروع لعائلة واحدة، لا جدل أن بينها بعض الفوارق. ولكن الفنان اليقظ يقدر بسرعة أن يلمس هذه القربى الشديدة بين الألحان. ولهذه العائلة النغمية أنسباء وأقرباء في الأقطار الشرقية المجاورة، هي الأقطار الفارسية والتركية وألحان بعض البلدان البلقانية. غير أن ضابطاً واحداً يجمعها كلها جميعاً هو الوحدة الموسيقية التي يتوقف عليها ضبط الألحان وموازينها".
وقبل وفاته ذكر في صحيفة الجمهورية المصرية: "من العار على كل موسيقي مصري أن يقول إن موسيقانا محلية. وعبد الوهاب له قطع كثيرة تصلح لأن تكون موسيقى عالمية. واللحن الشرقي الأصيل، مهما مر عليه الزمن ممكن تداوله عالمياً، يدل على ذلك أن أغنية "زوروني كل سنة مرة" موزعة توزيعاً عظيماً ولحنها شرقي صميم وهي من ألحان المرحوم سيد درويش، وعمر لحنها الذي يذاع اليوم أربعون عاما".
ويضيف أحمد: "إننا لم ندرس الموسيقى في الخارج، وقليل منا الذي يحمل شهادات موسيقية، والذي يدرس الموسيقى الغربية بالخارج لا يستطيع أن يغني عربي أو يلحن عربي صميم، والدليل أن رابعة العدوية جميع ألحانها ليس بها لحن عربي كألحان سلاّمة. وقد أرسلَت لي الإذاعة كي أنقذ الموقف وأعيد تلحينها بسبب جهل الملحنين في تصوير اللحن بالطابع الذي يتطلبه الموقف، لأنهم وضعوا لحناً لواحدة عربية متصوفة هي رابعة، يصلح لواحدة إفرنجية اسمها زيزي في جاردن سيتي".
وفي مفهوم تجديد الموسيقى العربية قال: "إن هذا الذي يسمونه تجديداً في الموسيقى هو في الواقع قضاء على روحنا الشرقية الأصيلة. إن الموسيقى لم تعد في هذه الأيام إلا متاجرة بعواطف المستمعين. والألحان التي يقال إنها مجددة هي التي تهدم الذوق الفني في الشرق. أما أنا فلن أهبط بفني إلى مستوى المتاجرة. سأظل على ما أنا عليه، أعطي لحناً واحداً قوياً في العام وأصبه في حنجرة صافية تحسن تأديته ثم آوي إلى نفسي وأنا في اطمئنان إلى أنني أديت واجبي وليس أكره عندي من أن يمر الناس على لحن لي مروراً عابراً فلا يحسوا به".

ألحانه للسينما
شارك في تلحين73 فيلماً، تضمنت 91 أغنية من ألحانه.
1932، أنشودة الفؤاد، غناء نادرة. 1934، النائبان، أو المندوبان. 1935، بسلامته عاوز يتجوز.
1936، وداد، أم كلثوم وأحمد علام. 1936، نشيد الأمل، أم كلثوم. 1937، مبروك. 1940، ليلى بنت الريف ليلى مراد. 1940، دنانير أم كلثوم. 1940، عاصفة على الريح. 1941، العريس الخامس. 1941، الشريد. 1942عايدة ونداء القلب. 1944 البؤساء وسلامة والقلب له واحد وليلة الحظ وأرض النيل . 1945 الآنسة بوسة وأميرة الأحلام وليلى بنت الفقراء وكازينو اللطافة ونور من السماء. 1947 أنا ستوتة وفاطمة. 1948 نرجس. 1950 حبيبتي سوسو. 1951 البنات شربات وآدم وحوا. 1952 مسمار حجا وأنا وحدي وحكم قراقوش.

مقتطفات من مذكراته

عام 1918،
في 2 كانون الثاني يزوره عبد الوهاب في بيته
31 آب يقابله سيد درويش
1919 فيه أحداث هامة كان لها أثرها في حياته، يقول:
في 2 يونية عرفت أم كلثوم، وقد جاءت إلى السنبلاوين للاستماع إلي، وسمعتها تغني مع أخيها خالد وعزمتني عندها في الريف...
وفي 10 يوليو زرت أم كلثوم بطماي الزهايرة وأكلت عندها وزة على الطبلية.
في 20 أغسطس تم زفافي.
عام 1920
يسافر إلى المحلة الكبرى في 12 حزيران للعمل من أجل شهرة أم كلثوم.
في 14 سبتمبر عام 1921 ولدت له بنتاً لكنها توفيت بعد شهر ونصف.

ومن مذكراته في عام 1961 (عام وفاته) نقرأ ما يلي:
6 يناير (ك2): توفي إلى رحمة الله الأخ محمود بيرم التونسي، وشيعناه إلى ضريح السيدة زينب أنا وبديع وشهاب وكل من يعرفه...
8 يناير: عملنا بروفة أم كلثوم صباحاً.. اتفقنا على وجود عبده صالح ليحفظ.. وقالت أم كلثوم: سأتصل بعبده صالح ليخبرك بموعد البروفة.
9 يناير: توفي إلى رحمة الله أنور منسي، وعزينا فيه بعمارة الأوقاف ...
12 يناير: أحيا أولادي عيد ميلادي وحضر الحفلة منصور وعائلة محمد عثمان الذي أرسل خروفاً، ورقصوا وغنوا وبعد خروجهم حضر الفيشاوي وعائلته واتعشوا وروحوا 2 صباحاً ...
14 يناير: ...كلمني محمد فوزي لأقابله باكراً لنتكلم في تسجيل "هو صحيح الهوى غلاب" لأم كلثوم.
15 يناير: أجلت قضية الآهات ليوم 5 فبراير.
13 فبراير: ذهبت إلى ملجأ العميان في الزيتون لأسمع صوتاً جديداً قيل إنه معجزة. كانت الليلة، ليلة الأربعين للمرحوم بيرم التونسي رحمه الله وغفر له ولنا جميعا.
14 فبراير: انتهت يوميات زكريا أحمد إذ توفي ليلتها....

أهم تسجيلاته بصوته
"الأمل"، "أنا في انتظارك"، "أهل الهوى ياليل"، "دور إنت فاهم"، "يا صلاة الزين"، "الورد جميل"، "دور ضيعت مستقبل حياتي" من ألحان الشيخ سيد درويش، ودور "الفؤاد ليه نهاره".
..وألحانه المسرحية
لحن لفرقة علي الكسار ثلاثين مسرحية
ـ 1924، الغول، لبديع خيري. دولة الحظ لأمين صدقي.
ـ 1925، ناظر الزراعة لأمين صدقي. عثمان حيخش دنيا لبديع خيري. الطمبورة لحامد سيد. الخالة الأمريكانية لحامد سيد. إبن الراجا لبديع خيري.
ـ 1926، 28 يوم لحامد سيد. أنوار لبديع خيري. آخر موضة لخيري. نادي السمر لسيد. الكونفال لسيد. أبو زعيزع لخيري. الوارث لخيري. حكيم الزمان لجبرائيل أجفا وأحمد زكي.
ـ 1927، السفور. البرنس الصغير. مملكة الجمال. قفشتك وزهرة الربيع كلها لحامد سيد. وإبن فرعون لأحمد زكي.
ـ 1928، البلابل والكنوز لبديع خيري.
ـ 1929، العروسة. العيلة. مين فيهم. أبن الأومباشي. طاحونة هوا كلها لسيد حامد. مافيش منها. وملكة الغابة لخيري.
فرقة زكي عكاشة لحن ثلاث مسرحيات:
ـ 1926 علي بابا لتوفيق الحكيم ، الأستاذ والحساب لبديع خيري 1927.
فرقة منيرة المهدية:
ـ 1927 أبو النوم. الأميرة الهندية لحامي سيد . و 1938 جيوكوندا والأميرة روشنارا لخيري .
فرقة عزيز عيد وفاطمة رشدي سبع مسرحيات:
ـ 1927، سالامبو. بدر البدور. 1928، حلم ولا علم. 1928، الساحر أبو فصادة. السكرتير. غاية المنى. 5 مليون.
فرقة نجيب الريحاني ثلاث مسرحيات:
1928، ياسمين. 1938، أنا وانت. 1939الدنيا جرى فيها إيه.
فرقة صالح عبد الحي مسرحيتان:
1929، قاضي الغرام و1930، عيد البشاير.
فرقة يوسف وهبي مسرحية واحدة:
1930، الهاوي
الفرقة القومية مسرحيتان:
1940، يوم القيامة و1945، عزيزة ويونس.
للمعهد العالي للموسيقى
1941، مسرحية سيدي المنجد فقط.


__________________
abokhalil
abokhalil
مشرف
مشرف
رقم العضوية : 7
عدد الرسائل : 210
الجدي ذكر القط
تاريخ التسجيل : 22/01/2008

زكريا أحمد 1896 - 1961 Empty رد: زكريا أحمد 1896 - 1961

الأحد 10 يناير 2010, 14:48
أهم ألحان زكريا لأم كلثوم

عام 1931 اللى حبك يا هناه ( طقطوقة / راست) ، هوه ده يخلص من الله ( دور / زنجران) ،
جمالك ربنا يزيده ( طقطوقة / جركاه) ، يا قلبى كان مالك ( دور / راست)

عام 1932 إمتى الهوى ( دور / راحة أرواح) ، العزول فايق ورايق ( طقطوقة / عراق)

عام 1934 شجانى نوحى ( مونولوج / بياتى)

عام 1935 آه يا سلام ( دور)

عام 1936 يا ليل نجومك ( أغنية / صبا ) ، مين اللى قال ( دور / راست)

عام 1938 عادت ليالى الهنا ( دور / بياتى )

عام 1940 بكرة السفر ( طقطوقة / بياتى)

عام 1941 ( أغنية / راست)

عام 1942 القطن فتح ( أغنية / صبا )

عام 1943 أنا فى انتظارك ( أغنية / حجاز) ، الآهــات ( أغنية / هزام) ،

حبيبى يسعد أوقاته ( الليلة عيد - أغنية / بياتى )

عام 1944 أهل الهوى ( أغنية / نهاوند) ، الأوله فى الغرام ( أغنية / حجاز)

عام 1945 عن العشاق ( أغنية / زنجران) ، قوللى ولا تخبيش ( طقطوقة / هزام) ،

غنى لى شوى ( طقطوقة / راست) ، زهر الربيع ( قصيدة / هزام)

عام 1946 الأمـــل ( أغنية / راست) ، حبيب قلبى وافانى( أغنية / راست سوزناك)

عام 1947 جمال الدنيا ( طقطوقة / شورى) ، نصرة قوية ( أغنية / راست) ،

الورد جميل ( أغنية / هزام)

عام 1960 هوه صحيح الهوى غلاب ( أغنية / صبا )
avatar
عذب السجايا
مصطباوى جديد
مصطباوى جديد
رقم العضوية : 194
عدد الرسائل : 10
الجدي ذكر الماعز
تاريخ التسجيل : 11/07/2009

زكريا أحمد 1896 - 1961 Empty رد: زكريا أحمد 1896 - 1961

الأحد 10 يناير 2010, 14:51
* أحسب أن الأوان قد آن لأقول إنّ الشيخ الفنان العبقري زكريا أحمد هو صاحب لحن نشيد حماة الحمى للشاعر النابغة المصري مصطفى صادق الرافعي .
* لَدَيَّ كتاب : مع ألحان زمان من تأليف حسن درويش وهو ابن الفنان المجدد الشيخ سيد درويش ، والكتاب من مجموعة إصدارات خاصة تتولاها الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر ، وقد نُشِر في يناير 2005 ، وفيه فصل خاص بالشيخ زكريا من ص 281 إلى ص 348 ، ويتضمن الفصل منتخبات من ألحانه من ص 332 إلى ص 348 ، وبين هذه المنتخبات نشيد حماة الحمى : الكلمات في ص 341 و ص242 ، ثم النوتة الموسيقية للنشيد في ص 343 وص 344 .

* بهذا التوثيق أكون قد أدَّيت الواجب نحو هذا الرجل الذي لقِيَ تجاهلا وعداء في حياته وبعد وفاته ممن كان له عليهم إفضال معروف ومشهور !
__________________
العمدة
العمدة
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
رقم العضوية : 8
عدد الرسائل : 1234
الثور ذكر الثعبان
تاريخ التسجيل : 22/01/2008

زكريا أحمد 1896 - 1961 Empty رد: زكريا أحمد 1896 - 1961

الأحد 10 يناير 2010, 14:53
رحم الله شيخ الملحنين
زكريا أحمد

ذلك الصرح العملاق الذي يأخذك إلي عصره
في لحظات ...كما قال عنه عبد الوهاب
كان الأستاذ زكريا أحمد ملحنا عملاقا وإنسانا بسيطاً
لم يكن يعير المظاهر اهتماما...وكان وفيا لأصدقائه
ومن كلماته :أنا اللي يشتمني ...زي اللي يديني فلوس
لا الشتيمة قاعدة ..ولا الفلوس
وقد كتب عنه الأستاذ كمال أبو المجد في سلسلة أعلام العرب
كتابا قيما ...أورد فيه الخصومة التي جرت بينه وبين الشيخ يونس القاضي
وتطاولات الشيخ يونس عليه.....ومنتهي السماحة من
الشيخ زكريا
وقد وصف لنا نجيب مصر (نجيب محفوظ) ليلة قضاها مع أهل الهوي
وهي شلة من الأصدقاء جمعهم حب الفن بصحبة الشيخ زكريا
وقد أبدع الأستاذ نجيب في وصف هذه الليلة التي يقول عنها :
أشرق الصباح ولم نلحظ ذلك من جمال الصحبة
وشدة الطرب وفكاهات
الشيخ زكريا التي لاتنتهي ...
رحم الله الجميع
avatar
loveman
مشرف
مشرف
رقم العضوية : 19
عدد الرسائل : 171
القوس ذكر الكلب
تاريخ التسجيل : 02/02/2008

زكريا أحمد 1896 - 1961 Empty رد: زكريا أحمد 1896 - 1961

الجمعة 12 فبراير 2010, 14:45

ماشاء الله

ايه الابداع ده كله




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى