- قمر النهارمصطباوى جديد
- رقم العضوية : 207
عدد الرسائل : 29
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
الملحن المصري الكبير كمال الطويل
الخميس 06 مايو 2010, 23:42
تمر في هذا العام الذكرى الخامسة لرحيل الملحن الكبير كمال الطويل.الموسيقيّ المكافح والموهبة الغزيرة والإنسان العصامي الذي بنى اسمه سنة بعد أخرى بعرق وجهد وبروح وطنية صادقة.
كان رمزاً للكبرياء حتى وصفه البعض بكونه "كبرياء يمشي على الأرض". هذه الميزة أبعدته عن الكذب والرياء والادعاء وحتى عن الدفاع ضد مهاجميه إذ اختار العزلة والرد عبر موسيقاه كي يحتفظ بكرامته وليبقى اسمه نقياً. لكن متغيرات الزمن والمناخ العربي العام كان لا بد لها من تأثير على فنان رقيق وموهبة كبيرة فتوقف أو كاد أن يتوقف عن التلحين والعطاء منذ سبعينيات القرن الماضي وخاصة بعد رحيل عبد الحليم حافظ الذي أسس معه ثنائية فريدة استمرت لأكثر من عقدين، فكانت فترة خصب وانتاج أثمرت أجمل الألحان الوطنية والرومنسية، ما تزال زاداً لنا أينما كنا، رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على آخر تعاون بينهما، لتصبح المثال والنموذج للفن الغنائي الصادق.
محطات كثيرة في مسيرة حافلة بالنجاحات والإخفاقات والصعود والهبوط والفرح والدموع وما بينها من تراكمات ألحان وأفكار وموسيقى فيها الأصالة الشرقية والحداثة معاً، سبقت عصرها ونغمات تفتحت على تيارات ومسارات وتغيرات فنية وسياسية واجتماعية وتعدّ نتاجاتهما في تلك المرحلة مع آخرين مثل محمد الموجي ومرسي جميل عزيز وعبد الرحمن الأبنودي ـ على سبيل المثال ـ ثورة على الأغنية القديمة التي سادت قبلهم.
بداية الوعي الموسيقي
أثناء بعثة والده إلى انكلترا، عاش الطفل كمال في كنف جده لوالده في طنطا، فكان جَدّه يصطحبه إلى جلسات الإنشاد في مولد السيد البدوي، وهناك استمع إلى أساطين التلاوة والإنشاد مثل الشيخ مصطفى اسماعيل. وهكذا بدأ يكوّن مخزونه الموسيقي الذي تراكم عبر السنين في وجدانه وبه كان يواجه وحدته وغربته وحزنه الذي رافقه منذ دراسته في مدرسة الأرومان الداخلية وزاد ذلك كله حنينه الجارف لوالدته. تلك الوحدة زادها إحساسه بالغربة بين مجموعة طلاب أكبر منه سناً. ولم يكن يخفف وطأة الحزن سوى جلوسه وحيداً يدندن بعض الأغنيات. ولعبت المصادفة دورها حين استمع إليه مدرس الأناشيد في المدرسة محمد صلاح الدين وأعجب بصوته وقدمه إلى المفتش العام للموسيقى أحمد خيرت المعروف حينذاك إذ كان التلاميذ يحفظون أناشيده ويتغنون بها. وهكذا أصبح كمال المطرب الرسمي للمدرسة التي قررت إقامة حفل في نهاية العام لتقديم مطربها الموهوب، لكن بديلاً حل مكانه، فما السبب؟؟
بدلة سموكنغ أو لا غناء!!
كان شرط المدرسة أن يلبس كمال بدلة سموكنغ كي يقف على المسرح. لكن الحرمان والكبرياء حالا دون تحقيق هذا الشرط التعجيزي، إذ لم يكن يطلب شيئاً من والده وكانت كبرياؤه تمنعه من طلب أي شيء من أحد أعمامه أو أقربائه. وبذلك ضاعت الفرصة حيث استبدل بتلميذ آخر موهبته أقل لكن حالته المادية مكنته من شراء بدلة رسمية فكانت واقعة أدمت قلب الفتى الصغير قرر على إثرها هجر الموسيقى والمدرسة.
وعي سياسي مبكر
ولد كمال الطويل وسط عائلة لها تاريخ طويل في الحركة الوطنية المصرية، عائلة عريقة تجمع تفاصيل شخصية مصر. فعمّه هو توفيق باشا الطويل أحد تلامذة الزعيم سعد زغلول وأحد قادة حزب الوفد القديم الذي كان يتزعم الحركة الوطنية الشعبية في مصر في الفترة الممتدة من ثورة 1919 إلى ثورة 1952.
والده كان شاعراً مشاغباً في شبابه وصوفياً في مراحل حياته المتقدمة. استمع كمال الصغير إلى قصة النشيد الشهير "يا عم حمزة" الذي ألقاه والده عندما كان طالباً في السعيدية الثانوية وفي طياته صرخة ضد الاحتلال الانكليزي والملكية "يا عم حمزة.. إحنا التلامذة.. ما يهمناش الجن ولا المحاكم.. واخدين ع العيش الحاف.. والنوم من غير لحاف.. مستبيعين مستقلين ومصر حرة". وقام محمود الحفني الطالب بنفس المدرسة بتلحين هذا النشيد ليصبح لسان حال كل الطلبة ثم انتشر في كل مصر مما حدا إدارة المدرسة إلى التحقيق مع الطالبين محمود زكي الطويل ومحمود الحفني بتهمة (عشق الوطن) وتم فصلهما لمدة عام.
هكذا تفتح الوعي السياسي باكراً لدى كمال الطويل وبقي الهاجس الوطني كامناً في وجدانه حتى قامت ثورة يوليو عام 1952، لتطفو المشاعر مجدداً على السطح، ومن ثم كان العدوان الثلاثي على مصر، سبب تفجر طاقات الطويل في ألحان دفعته إلى قمة الانتشار عبر كلمات صلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودي وصوت عبد الحليم حافظ الشجي السلاح القوي الذي عبرّ من خلاله عن مشاعره الجياشة.
شهدت فترة الخمسينيات وما بعدها أحداثاً سياسية متتالية وحروباً فكانت الأغنية الوطنية وسيلة تعبير قوية عن مشاعر الجماهير والتي زاد انتاجها بحكم المناخ السائد فباتت الأعلى صوتاً رغم إنتاج أنواع أخرى، وكان كمال الطويل رمز من رموز تلحين الأغنية الوطنية رغم أن هناك من سبقه إليها مثل محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي، وكان استعانته بصوت عبد الحليم الشاب، من الأمور التي وضعت الطويل في مصاف الملحنين اللامعين الكبار.
فكيف بدأ التعاون بين الطويل وعبد الحليم؟
الطويل وعبد الحليم، مسيرة حافلة
عام 1947 سافر كمال الطويل إلى القاهرة، وهناك ذهب للسؤال عن صديقه أنور منسى في معهد الموسيقى العربية فقيل له إنه في بروفة مع الأستاذ محمد عبد الوهاب على أغنية "اتمختري واتمايلي يا خيل" لليلى مراد، فتح كمال باب غرفة البروفة بعفوية فغضب عبد الوهاب لكن منسى سارع ليهمس في أذنه (إنه صديق من الاسكندرية وليس له في الموسيقى) فاستأنف عبد الوهاب البروفة، لكن كمال الطويل خجل من الأمر ودفعته كبرياؤه إلى أن يقرر عدم العودة إلى الاسكندرية وأن يواصل دراسته للموسيقى في القاهرة كي يكون مطرباً وبذلك توجه إلى معهد الموسيقى والمسرح وطلب من العميد يومها محمود الحفني أن يسجله لكن الأخير اعتذر منه لأن الدراسة بدأت قبل ثلاثة شهور، وحينها اكتشف الحفني إن الواقف أمامه هو إبن صديقه القديم زكي الطويل فعقد له لجنة فورية قررت قبوله بالمعهد لكنه اكتشف إن زملاءه يفوقونه في المستوى لأن غالبيتهم من متخرجي معهد فؤاد الأول ومنهم: أحمد فؤاد حسن، علي اسماعيل، فايدة كامل وعبد الحليم شبانة.
عبد الحليم لفت نظر كمال الطويل لصغر سنه ونحول جسمه وهنا يقول الطويل عنه:
ـ خلال دراستي بالمعهد كان عبد الحليم يأتي إلي قسم الأصوات ويواظب على حضور محاضرة التمثيل وفي يوم سألته عن ذلك فقال: أنا بقسم الآلات وأحب التمثيل.
فارتاح الطويل له وأخبره بأنه ينوي ترك الدراسة في المعهد لأنه يجد صعوبة في اللحاق بزملائه فطلب منه حليم التروي وكان يمر عليه يومياً لمراجعة ما فاته من مناهج. وتكررت اللقاءات بينهما وتوطدت الصداقة وكل منهما يتحدث عن أحلامه، كمال في عالم الغناء وحليم في عالم الموسيقى. لكن كل منهما اكتشف موهبة معاكسة لدى الآخر.
فعبد الحليم اكتشف لدى الطويل ملحناً أكثر منه مطرباً فسأله ذات يوم: لماذا لا تلحن فاستحسن الطويل الفكرة وراح يبحث في أشعار والده فوجد قصيدة تقول: "إلهي ليس لي إلاك عوناً.. فكن عوني على هذا الزمان"، أعجب حليم باللحن واتفقا على اختيار زميلتهما فايدة كامل وكانت مطربة معتمدة في الإذاعة، لغناء القصيدة التي نجحت إلى حد بعيد ما دفع كمال إلى اختيار قصيدة أخرى لوالده تقول: "قل ادعُ الله إن يمسسك ضرّ" غنتها شادية وفي المعهد ساعده استاذه بالمدرسة محمد صلاح الدين في معرفة معالم المقامات الشرقية.
يقول الطويل: اكتشفت صوت عبد الحليم خلال دراستنا بالمعهد فعبد الحليم هو الذي حفّظ فايدة كامل أغنية "إلهي ليس لي غيرك عونا"... وبعد تخرج عبد الحليم في المعهد كان مرشحاً لبعثة دراسية إلى روسيا ولكنه عمل في طنطا فكان همّي أن يعمل بالإذاعة ولكن آلة الأوبوا التي تخصص فيها عبد الحليم لم تكن مدرجة في فرقة الإذاعة يومذاك، ومع ذلك وافق حافظ عبد الوهاب على التحاق عبد الحليم بالفرقة الموسيقية للإذاعة وكان الأخير مستشار الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام ومدير موسيقات الجيش.
ويكمل: بعد تخرجنا من المعهد ذهبت للعمل في الاذاعة بينما عمل حليم مدرساً براتب 8 جنيهات. لكن بعد سعي حثيث تم اعتماد عبد الحليم كعازف بفرقة موسيقى الإذاعة في العاشر من كانون الثاني عام 1949، أصبح راتبه الشهري 25 جنيهاً وهذا يعد نقلة مهمة في حياة عبد الحليم.
أما أول أغنية غناها عبد الحليم من ألحان الطويل فكانت في العام 1954 وعنوانها "لقاء" وهي من كلمات صلاح عبد الصبور. فيما كان أو لقاء وطني بينهما مع صلاح جاهين في العام 1956 وقصيدة "إحنا الشعب" أو أغنية يتغنى بها الثنائي للرئيس عبد الناصر بعد انتخابه من قبل الشعب لرئاسة الجمهورية.
وبعد العدوان الثلاثي على مصر كانت الأغنية الأكثر انتشاراً "السد العالي" أو "حكاية شعب" التي كتبها أحمد كامل وغناها حليم في حفل أضواء المدينة في أسوان لمناسبة وضع حجر الأساس لبناء السد العالي وبحضور الرئيس عبد الناصر واستقبلت بعاصفة من التصفيق والتشجيع غير مسبوقين، وكان ذلك عام 1960.
وبسبب ازدياد حركات التحرر والاستقلال في البلدان العربية ازداد إنتاج الأغنية الوطنية بسبب إقبال الشعوب العربية عليها فكانت أغنية "الجزائر" عام 1962 إحدى أغنيات المرحلة لحليم والطويل.
وفي عام النكسة أقام حليم والطويل والأبنودي في مبنى الإذاعة ولم يخرجوا إلا بعد إنتاج عشر أغنيات تتعلق بالحدث أهمها "أحلف بسماها".
وفيما بعد أصبح الثلاثي الطويل وجاهين وحليم رموز الثورة الإعلامية الأولى. إذ عبروا عن طموحاتها في كل أوقاتها وعن مطالب الناس في الحرية والتنمية والوحدة العربية، وهي ألحان نالت شهرة وانتشاراً، حفظها الشباب عن ظهر قلب على امتداد ارض الوطن العربي. خاصة أن الطويل وضع مشاعره في نغمات وإيقاعات شعبية قريبة إلى الأذن العربية مثل "حكاية شعب" أو (السد العالي) التي كتبها أحمد شفيق كامل. وأغنيات: "المسؤولية"، "بستان الاشتراكية"، "صورة"، "يا أهلاً بالمعارك"، "بلدي يا بلدي"، "وجميعها كتبها صلاح جاهين وغناها عبد الحليم حافظ، الذي كان من حسن حظه غنائها إذ أسهمت بصعود نجمه كمطرب الجماهير. وفي كل عام كان الثلاثي يقدم واحدة من هذه الأغنيات في شهر تموز أي في مناسبة عيد الثورة واحتفال مصر بها.
ويعزى نجاح الأغنيات أيضاً إلى بساطة اللحن الغنائي وروحه الشعبية المندفعة والكلمة الجديدة، حملت في طياتها الأحلام الوطنية والاجتماعية، ما دفع الملايين إلى الالتفاف حولها واحتضانها، كما أن الطويل قدمها في قالب تطريبي بسيط مع سمة الهتاف الجماعي في بعض الجمل اللحنية كل ذلك مغلف بضخامة موسيقية وتوزيع أوركسترالي وآلي يعتبر حديثاً في ذلك الوقت، ابتكره الطويل واستمر على منواله إلى الستينيات حين قدم لحليم أغنيات رومنسية شجية مثل "بلاش عتاب" في فيلم "معبودة الجماهير" حيث دمج أفكاراً شرقية وغربية معاً في إطار تعبيري درامي حالم.
لكن يبدو أن المشوار الطويل بين علمين بدأ يتأثر بالتغيرات العديدة المحيطة بهما، خاصة بعد نهاية عهد الثورات والانتصارات أو الانكسارات وتغير مناخ الأغنية ورغبة عبد الحليم ربما أو تطلعه إلى أسماء أخرى بارزة في عالم التلحين أمثال الموجي وبليغ حمدي وآخرين فكانت الشرارة الأولى خلافاً على قيادة الفرقة الموسيقية، حيث كان عبد الحليم يرغب دائماً بإعطاء التعليمات وقيادة الفرقة الموسيقية بوجود الطويل الذي لم يعجبه الأمر، في حين كان الموجي لا يمانع في قيادة حليم للفرقة في الحفلات، فكان ابتعاد الطويل عن حليم الذي بدوره التجأ إلى الملحنين المذكورين اللذين أوصلاه إلى النجاح، كما كانت ألحان محمد عبد الوهاب في الأفلام.
المستقبل - الاثنين 4 شباط 2008 - العدد 2866 - ثقافة و فنون - صفحة 20
كان رمزاً للكبرياء حتى وصفه البعض بكونه "كبرياء يمشي على الأرض". هذه الميزة أبعدته عن الكذب والرياء والادعاء وحتى عن الدفاع ضد مهاجميه إذ اختار العزلة والرد عبر موسيقاه كي يحتفظ بكرامته وليبقى اسمه نقياً. لكن متغيرات الزمن والمناخ العربي العام كان لا بد لها من تأثير على فنان رقيق وموهبة كبيرة فتوقف أو كاد أن يتوقف عن التلحين والعطاء منذ سبعينيات القرن الماضي وخاصة بعد رحيل عبد الحليم حافظ الذي أسس معه ثنائية فريدة استمرت لأكثر من عقدين، فكانت فترة خصب وانتاج أثمرت أجمل الألحان الوطنية والرومنسية، ما تزال زاداً لنا أينما كنا، رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على آخر تعاون بينهما، لتصبح المثال والنموذج للفن الغنائي الصادق.
محطات كثيرة في مسيرة حافلة بالنجاحات والإخفاقات والصعود والهبوط والفرح والدموع وما بينها من تراكمات ألحان وأفكار وموسيقى فيها الأصالة الشرقية والحداثة معاً، سبقت عصرها ونغمات تفتحت على تيارات ومسارات وتغيرات فنية وسياسية واجتماعية وتعدّ نتاجاتهما في تلك المرحلة مع آخرين مثل محمد الموجي ومرسي جميل عزيز وعبد الرحمن الأبنودي ـ على سبيل المثال ـ ثورة على الأغنية القديمة التي سادت قبلهم.
بداية الوعي الموسيقي
أثناء بعثة والده إلى انكلترا، عاش الطفل كمال في كنف جده لوالده في طنطا، فكان جَدّه يصطحبه إلى جلسات الإنشاد في مولد السيد البدوي، وهناك استمع إلى أساطين التلاوة والإنشاد مثل الشيخ مصطفى اسماعيل. وهكذا بدأ يكوّن مخزونه الموسيقي الذي تراكم عبر السنين في وجدانه وبه كان يواجه وحدته وغربته وحزنه الذي رافقه منذ دراسته في مدرسة الأرومان الداخلية وزاد ذلك كله حنينه الجارف لوالدته. تلك الوحدة زادها إحساسه بالغربة بين مجموعة طلاب أكبر منه سناً. ولم يكن يخفف وطأة الحزن سوى جلوسه وحيداً يدندن بعض الأغنيات. ولعبت المصادفة دورها حين استمع إليه مدرس الأناشيد في المدرسة محمد صلاح الدين وأعجب بصوته وقدمه إلى المفتش العام للموسيقى أحمد خيرت المعروف حينذاك إذ كان التلاميذ يحفظون أناشيده ويتغنون بها. وهكذا أصبح كمال المطرب الرسمي للمدرسة التي قررت إقامة حفل في نهاية العام لتقديم مطربها الموهوب، لكن بديلاً حل مكانه، فما السبب؟؟
بدلة سموكنغ أو لا غناء!!
كان شرط المدرسة أن يلبس كمال بدلة سموكنغ كي يقف على المسرح. لكن الحرمان والكبرياء حالا دون تحقيق هذا الشرط التعجيزي، إذ لم يكن يطلب شيئاً من والده وكانت كبرياؤه تمنعه من طلب أي شيء من أحد أعمامه أو أقربائه. وبذلك ضاعت الفرصة حيث استبدل بتلميذ آخر موهبته أقل لكن حالته المادية مكنته من شراء بدلة رسمية فكانت واقعة أدمت قلب الفتى الصغير قرر على إثرها هجر الموسيقى والمدرسة.
وعي سياسي مبكر
ولد كمال الطويل وسط عائلة لها تاريخ طويل في الحركة الوطنية المصرية، عائلة عريقة تجمع تفاصيل شخصية مصر. فعمّه هو توفيق باشا الطويل أحد تلامذة الزعيم سعد زغلول وأحد قادة حزب الوفد القديم الذي كان يتزعم الحركة الوطنية الشعبية في مصر في الفترة الممتدة من ثورة 1919 إلى ثورة 1952.
والده كان شاعراً مشاغباً في شبابه وصوفياً في مراحل حياته المتقدمة. استمع كمال الصغير إلى قصة النشيد الشهير "يا عم حمزة" الذي ألقاه والده عندما كان طالباً في السعيدية الثانوية وفي طياته صرخة ضد الاحتلال الانكليزي والملكية "يا عم حمزة.. إحنا التلامذة.. ما يهمناش الجن ولا المحاكم.. واخدين ع العيش الحاف.. والنوم من غير لحاف.. مستبيعين مستقلين ومصر حرة". وقام محمود الحفني الطالب بنفس المدرسة بتلحين هذا النشيد ليصبح لسان حال كل الطلبة ثم انتشر في كل مصر مما حدا إدارة المدرسة إلى التحقيق مع الطالبين محمود زكي الطويل ومحمود الحفني بتهمة (عشق الوطن) وتم فصلهما لمدة عام.
هكذا تفتح الوعي السياسي باكراً لدى كمال الطويل وبقي الهاجس الوطني كامناً في وجدانه حتى قامت ثورة يوليو عام 1952، لتطفو المشاعر مجدداً على السطح، ومن ثم كان العدوان الثلاثي على مصر، سبب تفجر طاقات الطويل في ألحان دفعته إلى قمة الانتشار عبر كلمات صلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودي وصوت عبد الحليم حافظ الشجي السلاح القوي الذي عبرّ من خلاله عن مشاعره الجياشة.
شهدت فترة الخمسينيات وما بعدها أحداثاً سياسية متتالية وحروباً فكانت الأغنية الوطنية وسيلة تعبير قوية عن مشاعر الجماهير والتي زاد انتاجها بحكم المناخ السائد فباتت الأعلى صوتاً رغم إنتاج أنواع أخرى، وكان كمال الطويل رمز من رموز تلحين الأغنية الوطنية رغم أن هناك من سبقه إليها مثل محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي، وكان استعانته بصوت عبد الحليم الشاب، من الأمور التي وضعت الطويل في مصاف الملحنين اللامعين الكبار.
فكيف بدأ التعاون بين الطويل وعبد الحليم؟
الطويل وعبد الحليم، مسيرة حافلة
عام 1947 سافر كمال الطويل إلى القاهرة، وهناك ذهب للسؤال عن صديقه أنور منسى في معهد الموسيقى العربية فقيل له إنه في بروفة مع الأستاذ محمد عبد الوهاب على أغنية "اتمختري واتمايلي يا خيل" لليلى مراد، فتح كمال باب غرفة البروفة بعفوية فغضب عبد الوهاب لكن منسى سارع ليهمس في أذنه (إنه صديق من الاسكندرية وليس له في الموسيقى) فاستأنف عبد الوهاب البروفة، لكن كمال الطويل خجل من الأمر ودفعته كبرياؤه إلى أن يقرر عدم العودة إلى الاسكندرية وأن يواصل دراسته للموسيقى في القاهرة كي يكون مطرباً وبذلك توجه إلى معهد الموسيقى والمسرح وطلب من العميد يومها محمود الحفني أن يسجله لكن الأخير اعتذر منه لأن الدراسة بدأت قبل ثلاثة شهور، وحينها اكتشف الحفني إن الواقف أمامه هو إبن صديقه القديم زكي الطويل فعقد له لجنة فورية قررت قبوله بالمعهد لكنه اكتشف إن زملاءه يفوقونه في المستوى لأن غالبيتهم من متخرجي معهد فؤاد الأول ومنهم: أحمد فؤاد حسن، علي اسماعيل، فايدة كامل وعبد الحليم شبانة.
عبد الحليم لفت نظر كمال الطويل لصغر سنه ونحول جسمه وهنا يقول الطويل عنه:
ـ خلال دراستي بالمعهد كان عبد الحليم يأتي إلي قسم الأصوات ويواظب على حضور محاضرة التمثيل وفي يوم سألته عن ذلك فقال: أنا بقسم الآلات وأحب التمثيل.
فارتاح الطويل له وأخبره بأنه ينوي ترك الدراسة في المعهد لأنه يجد صعوبة في اللحاق بزملائه فطلب منه حليم التروي وكان يمر عليه يومياً لمراجعة ما فاته من مناهج. وتكررت اللقاءات بينهما وتوطدت الصداقة وكل منهما يتحدث عن أحلامه، كمال في عالم الغناء وحليم في عالم الموسيقى. لكن كل منهما اكتشف موهبة معاكسة لدى الآخر.
فعبد الحليم اكتشف لدى الطويل ملحناً أكثر منه مطرباً فسأله ذات يوم: لماذا لا تلحن فاستحسن الطويل الفكرة وراح يبحث في أشعار والده فوجد قصيدة تقول: "إلهي ليس لي إلاك عوناً.. فكن عوني على هذا الزمان"، أعجب حليم باللحن واتفقا على اختيار زميلتهما فايدة كامل وكانت مطربة معتمدة في الإذاعة، لغناء القصيدة التي نجحت إلى حد بعيد ما دفع كمال إلى اختيار قصيدة أخرى لوالده تقول: "قل ادعُ الله إن يمسسك ضرّ" غنتها شادية وفي المعهد ساعده استاذه بالمدرسة محمد صلاح الدين في معرفة معالم المقامات الشرقية.
يقول الطويل: اكتشفت صوت عبد الحليم خلال دراستنا بالمعهد فعبد الحليم هو الذي حفّظ فايدة كامل أغنية "إلهي ليس لي غيرك عونا"... وبعد تخرج عبد الحليم في المعهد كان مرشحاً لبعثة دراسية إلى روسيا ولكنه عمل في طنطا فكان همّي أن يعمل بالإذاعة ولكن آلة الأوبوا التي تخصص فيها عبد الحليم لم تكن مدرجة في فرقة الإذاعة يومذاك، ومع ذلك وافق حافظ عبد الوهاب على التحاق عبد الحليم بالفرقة الموسيقية للإذاعة وكان الأخير مستشار الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام ومدير موسيقات الجيش.
ويكمل: بعد تخرجنا من المعهد ذهبت للعمل في الاذاعة بينما عمل حليم مدرساً براتب 8 جنيهات. لكن بعد سعي حثيث تم اعتماد عبد الحليم كعازف بفرقة موسيقى الإذاعة في العاشر من كانون الثاني عام 1949، أصبح راتبه الشهري 25 جنيهاً وهذا يعد نقلة مهمة في حياة عبد الحليم.
أما أول أغنية غناها عبد الحليم من ألحان الطويل فكانت في العام 1954 وعنوانها "لقاء" وهي من كلمات صلاح عبد الصبور. فيما كان أو لقاء وطني بينهما مع صلاح جاهين في العام 1956 وقصيدة "إحنا الشعب" أو أغنية يتغنى بها الثنائي للرئيس عبد الناصر بعد انتخابه من قبل الشعب لرئاسة الجمهورية.
وبعد العدوان الثلاثي على مصر كانت الأغنية الأكثر انتشاراً "السد العالي" أو "حكاية شعب" التي كتبها أحمد كامل وغناها حليم في حفل أضواء المدينة في أسوان لمناسبة وضع حجر الأساس لبناء السد العالي وبحضور الرئيس عبد الناصر واستقبلت بعاصفة من التصفيق والتشجيع غير مسبوقين، وكان ذلك عام 1960.
وبسبب ازدياد حركات التحرر والاستقلال في البلدان العربية ازداد إنتاج الأغنية الوطنية بسبب إقبال الشعوب العربية عليها فكانت أغنية "الجزائر" عام 1962 إحدى أغنيات المرحلة لحليم والطويل.
وفي عام النكسة أقام حليم والطويل والأبنودي في مبنى الإذاعة ولم يخرجوا إلا بعد إنتاج عشر أغنيات تتعلق بالحدث أهمها "أحلف بسماها".
وفيما بعد أصبح الثلاثي الطويل وجاهين وحليم رموز الثورة الإعلامية الأولى. إذ عبروا عن طموحاتها في كل أوقاتها وعن مطالب الناس في الحرية والتنمية والوحدة العربية، وهي ألحان نالت شهرة وانتشاراً، حفظها الشباب عن ظهر قلب على امتداد ارض الوطن العربي. خاصة أن الطويل وضع مشاعره في نغمات وإيقاعات شعبية قريبة إلى الأذن العربية مثل "حكاية شعب" أو (السد العالي) التي كتبها أحمد شفيق كامل. وأغنيات: "المسؤولية"، "بستان الاشتراكية"، "صورة"، "يا أهلاً بالمعارك"، "بلدي يا بلدي"، "وجميعها كتبها صلاح جاهين وغناها عبد الحليم حافظ، الذي كان من حسن حظه غنائها إذ أسهمت بصعود نجمه كمطرب الجماهير. وفي كل عام كان الثلاثي يقدم واحدة من هذه الأغنيات في شهر تموز أي في مناسبة عيد الثورة واحتفال مصر بها.
ويعزى نجاح الأغنيات أيضاً إلى بساطة اللحن الغنائي وروحه الشعبية المندفعة والكلمة الجديدة، حملت في طياتها الأحلام الوطنية والاجتماعية، ما دفع الملايين إلى الالتفاف حولها واحتضانها، كما أن الطويل قدمها في قالب تطريبي بسيط مع سمة الهتاف الجماعي في بعض الجمل اللحنية كل ذلك مغلف بضخامة موسيقية وتوزيع أوركسترالي وآلي يعتبر حديثاً في ذلك الوقت، ابتكره الطويل واستمر على منواله إلى الستينيات حين قدم لحليم أغنيات رومنسية شجية مثل "بلاش عتاب" في فيلم "معبودة الجماهير" حيث دمج أفكاراً شرقية وغربية معاً في إطار تعبيري درامي حالم.
لكن يبدو أن المشوار الطويل بين علمين بدأ يتأثر بالتغيرات العديدة المحيطة بهما، خاصة بعد نهاية عهد الثورات والانتصارات أو الانكسارات وتغير مناخ الأغنية ورغبة عبد الحليم ربما أو تطلعه إلى أسماء أخرى بارزة في عالم التلحين أمثال الموجي وبليغ حمدي وآخرين فكانت الشرارة الأولى خلافاً على قيادة الفرقة الموسيقية، حيث كان عبد الحليم يرغب دائماً بإعطاء التعليمات وقيادة الفرقة الموسيقية بوجود الطويل الذي لم يعجبه الأمر، في حين كان الموجي لا يمانع في قيادة حليم للفرقة في الحفلات، فكان ابتعاد الطويل عن حليم الذي بدوره التجأ إلى الملحنين المذكورين اللذين أوصلاه إلى النجاح، كما كانت ألحان محمد عبد الوهاب في الأفلام.
المستقبل - الاثنين 4 شباط 2008 - العدد 2866 - ثقافة و فنون - صفحة 20
- قمر النهارمصطباوى جديد
- رقم العضوية : 207
عدد الرسائل : 29
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
رد: الملحن المصري الكبير كمال الطويل
الخميس 06 مايو 2010, 23:43
قصيدتان لأم كلثوم بشرتا بمرحلة كلثومية جديدة
والله زمان يا سلاحي.. القفزة الكبرى:
يحكي الكاتب محمد الشافعي قصة ولادة النشيد الشهير "والله زمان يا سلاحي"، يقول:
ـ ...في عام 1956، أثناء حرب السويس، وضع كمال الطويل مشاعره على مفاتيح البيانو بداية في جمل موسيقية، ومن ثم اتصل بصلاح جاهين ليسمعه تلك الجمل الموسيقية وما كان من جاهين إلا أن كتب "والله زمان يا سلاحي" واتفقا على أن تغنيه أم كلثوم. اتصل بها الطويل فطلبت منه أن يذهبا إليها على الفور، ورغم رفض الإذاعة التسجيل باستديوهاتها لأنها مهددة بالقصف إلا أن أم كلثوم أصرت على التسجيل في الإذاعة فكان ذلك وسجلت النشيد الذي صار فيما بعد لسان الشعب العربي...
وبعد انتصار مصر على العدوان الثلاثي قررت الدولة إقامة مسابقة لاختيار سلام جمهوري جديد اشترك فيها 67 ملحناً منهم محمد عبد الوهاب بلحنين. ولم يتقدم كمال الطويل للمسابقة ولكن اللجنة اختارت لحنه "والله زمان يا سلاحي" لدخول المسابقة. وفجأة اتصل الكاتب محمد حسنين هيكل بالطويل وأخبره باختيار النشيد كسلام جمهوري، وهكذا بات النشيد الوطني لمصر وبقي كذلك حتى العام 1979 حين استبدله الرئيس السادات بنشيد "بلادي بلادي" لسيد درويش عقب اتفاقية السلام مع إسرائيل...".
وفي العراق بقي نشيداً وطنياً قبل أن يغيره صدام حسين في أواسط الثمانينيات بنشيد (وطن مدّ على الأفق جناحاً) من كلمات شفيق الكمالي ومن تلحين الموسيقي اللبناني وليد غلمية.
قصة كبرياء والمكافأة الضائعة
رغم أن الطويل لم يتقدم بنشيد "والله زمان يا سلاحي" لإشراكه في المسابقة كما أسلفنا، لكن اللجنة في الإذاعة هي التي قدمته، وتم اختياره ليكون نشيداً وطنياً لمصر. وقرر الرئيس عبد الناصر صرف مكافأة مالية بقيمة خمسة آلاف جنيه لكمال الطويل الذي لم يأخذ المكافأة رغم إن عبد الناصر سأله في عيد الثورة: أخذت المكافأة يا كمال؟
رد كمال: خلاص يا فندم. فقال عبد الناصر لكمال الدين حسين: لازم ياخد المكافأة فوراً.
لكن حسين ترك منصبه بعد يومين وجاء علي صبري الذي خفّض المكافأة إلى ألف جنيه، ثم أصبحت سيارة فيات دفع الطويل ثمنها. أي إضافة إلى أنه لم يأخذ المكافأة دفع من ماله من أجل السيارة التي منحت له.
مجدي العمروسي أبعد الطويل عن أم كلثوم
بعد نجاح نشيد "والله زمان يا سلاحي" أبدت أم كلثوم إعجابها بأسلوب كمال الطويل في اللحن وصياغة الجمل اللحنية بحداثة ومعاصرة، وكان لحن لها قصيدة في فيلم رابعة العدوية. فطلبت منه أن يلحن لها أغنيتين واحدة من تأليف بيرم التونسي دينية، وأخرى "لسة فاكر". ثم سافر الطويل مع زوجته إلى أوروبا وحين عاد أسرّ له مجدي العمروسي بأن أم كلثوم مستاءة من سفره إلى أوروبا في حين أن الالاف لا يستطيعون السفر إلى أوروبا للعلاج. وكان من طبيعة الطويل الكبرياء التي لا حدود لها، والتي دفعته إلى قطع صلته بأم كلثوم ولم يكن يرد على اتصالاتها. فاستغربت أم كلثوم الأمر وطلبت من مصطفى أمين أن يعرف السر، فقال له الطويل: السر هو أنني لم أجد اللحن الذي يتناسب مع أم كلثوم. وبقي على موقفه إلى أن رحلت أم كلثوم. وبعدها سأله أمين عن الحقيقة فأخبره بما قاله له العمروسي، فأكد له أمين: إن هذا لم يحدث أبداً والعمروسي فعل ذلك ليبعدك عن طريق أم كلثوم كي تتفرغ لعبد الحليم ولا تنشغل عنه.
والجدير ذكره إن خطة العمروسي نجحت إذ قدم الطويل عشرات الألحان الناجحة لعبد الحليم بلغت أكثر من 56 لحناً بدءً بأغنية "لقاء" الإذاعية والتي سبقت "صافيني مرة" أول لحن من محمد الموجي لحليم.
ولادة "على قد الشوق" و"أسمر يا اسمراني"
يروي مجدي العمروسي في كتابه "أعز الناس" إنهم حين يذهبون إلى الإسكندرية يقيمون في شاليه لكمال الطويل في سيدي بشر، وحين كانوا يتمشون كان كمال يمشي مفتح العينين على الآخر، أي جاحظ العينين، سارح النظرات والخاطر يدندن لحناً في طريق الولادة أو التكوين، ويتمتم بكلمات غير مفهومة، فنعرف إنه في حالة تفكير في لحن أو كلمات فلا نزعجه ولا نكلمه إطلاقاً. ويومها ولد لديه مطلع أغنية "على قد الشوق" كنغمات أولية أو لحن مبدئي كان كمال يدندنه وأكمل المذهب كله وأثناء سيره توقف كمال وأسمعنا إياه وطار عبد الحليم بالمذهب وحث كمال على إكماله فقال كمال: لغاية هنا ولازمنا مؤلف يكمل، وفعلاً أكمل محمد علي أحمد الكلمات بعد ذلك وباتت الطبق الطائر كما سماها الشاعر كامل الشناوي.
يقول العمروسي: كان كمال الطويل غزير الإنتاج، سريع الانتهاء من أي لحن، ولا أنسى أبداً أننا عبد الحليم وكمال وأنا كنا نزور بعض الأصدقاء في حلوان وكنا نركب سيارتي وعبد الحليم بجواري وكمال في الخلف وقبل أن نتحرك إلى حلوان سلم عبد الحليم نص أغنية "أسمر يا اسمراني" تأليف اسماعيل الحبروك وبدأ كمال في تلحين الأغنية وهو ينقر بأصبعه على ظهر الكرسي الذي يجلس عليه عبد الحليم وحين وصلنا إلى حلوان كان كمال قد انتهى من تلحين المذهب والكوبليه الأول وعند عودتنا أنهى الكوبليه الثاني والثالث وفي اليوم التالي سجلت الراحلة فايزة أحمد الأغنية بصوتها ووضعت في فيلم "الوسادة الخالية" كما سجلها عبد الحليم أيضاً بصوته.
يقول كمال النجمي في أحد مؤلفاته إن "ظهور الطويل والموجي في قصائد قصة "رابعة العدوية" كان إيذاناً بمرحلة أخرى من الغناء الكلثومي للقصائد..". وربما قصد النجمي بأن ألحان المذكورين أتت بالجديد في الجمل وأساليب اللحن ما كان مختلفاً وثائراً على طريقة غناء القصائد السائدة من قبل.
رأيه بالمطربين الشباب وبالموجة الجديدة
كان يقول بأن مطربي هذه الأيام يبحثون عن المال فقط وإن عمرو دياب مثلاً ليس مطرباً بقدر ما هو (أحسن المرقصاتية). وكان يؤمن بأن الفن كله سياسة وأن الفنان بلا موقف لا قيمة له وأن الفن لا يمكن أن يواجه الأزمات إلا إذا أعطيته ميكروفون بينما الآن نجد أن الجماهير في واد وأجهزة الإعلام في واد آخر، وحتى لو قدم الاعلام بعض الأغنيات مثلاً الجادة فلن يصنع اتجاه عام لأنه انفصل تماماً عن قضايا وطموحات الجماهير. متفائلاً جداً بصوت آمال ماهر والمطربة لينا.
آخر ألحانه
بعد عام من وفاته عثرت أسرته على أربعة ألحان أحدها مسجل على شريط كاسيت بصوته.
في العام 2004، صرح بذلك نجله الملحن زياد الطويل لجريدة "الشرق الأوسط"، وعناوين الأغاني: "صاحية"، "ولا كل من ضحكت" وهما من كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودي واغنية "إلا قولي" للشاعر محمد حمزة ورابعة رفض زياد الكشف عن اسمها وأشار إلى أن والده انتهى من تلحينها بالكامل قبل فترة طويلة من وفاته إلا أن الأصوات الموجودة على الساحة لم تشجعه على تقديمها، حيث إن إحدى هذه الأغنيات وهي "ولا كل من ضحكت" غناها والده بصوته وسجلها على كاسيت موجود معه الآن.
وكشف زياد عن وجود مفاوضات مع مطرب معروف ليغني هذه الأغنية وقال بأن الفنانة وردة أبدت إعجابها بأغنية "صاحية".
كذلك نفى زياد أن يكون والده الراحل كمال الطويل قد كتب مذكراته أو سجلها بصوته.
دعوى قضائية:
قبل أن يمر عام على وفاة كمال الطويل، أقام الملحن زياد الطويل نجل الراحل، دعوى قضائية ضد كل من: برنامج "ستار أكاديمي" والموسيقار حلمي بكر بسبب قيام الأخير بإذاعة شريط نادر بصوت كمال الطويل وهو يغني لحن "ولا كل من ضحكت عينيه عاشق ولا كل من فرد الإيدين مشتاق" وهو لحن أعده كمال الطويل قبل 27 عاماً لكي يغنيه عبد الحليم حافظ الذي لم يمهله القدر ليغنيه. ورفض كمال الطويل منحه لأي صوت آخر رغم محاولات هاني شاكر وسميرة سعيد للحصول عليه.
وسبب إقامة الدعوى ـ حسب زياد الطويل ـ أن والده أعطى الشريط لحلمي بكر على سبيل التذكار لا بغرض الإذاعة، "لذا أعتبر هذا بمثابة خيانة أمانة لأغراض تجارية لا تخفى على أحد لأن البرنامج له طابعه التجاري".
ومن جهة أخرى قال الملحن حلمي بكر: "قدمت لحن أستاذي كمال الطويل تقديراً له وليس بغرض تجاري لأن ما يربطني بالراحل علاقة بدأت قبل أن يولد زياد، وأنا حزين ليس بسبب الدعوى القضائية فقط لكن لاتهامي بالاتجار بقيمة كبيرة مثل كمال الطويل.
وأخيراً رحل كمال الطويل في العام 2003 بعد أن عاصر كل الموجات الغنائية الجديدة وعاصر الحروب والانهيارات وكان مكتئباً وحزيناً على حال العرب العامة بعد أن فقدوا الكثير من سماتهم وهيباتهم.
والله زمان يا سلاحي.. القفزة الكبرى:
يحكي الكاتب محمد الشافعي قصة ولادة النشيد الشهير "والله زمان يا سلاحي"، يقول:
ـ ...في عام 1956، أثناء حرب السويس، وضع كمال الطويل مشاعره على مفاتيح البيانو بداية في جمل موسيقية، ومن ثم اتصل بصلاح جاهين ليسمعه تلك الجمل الموسيقية وما كان من جاهين إلا أن كتب "والله زمان يا سلاحي" واتفقا على أن تغنيه أم كلثوم. اتصل بها الطويل فطلبت منه أن يذهبا إليها على الفور، ورغم رفض الإذاعة التسجيل باستديوهاتها لأنها مهددة بالقصف إلا أن أم كلثوم أصرت على التسجيل في الإذاعة فكان ذلك وسجلت النشيد الذي صار فيما بعد لسان الشعب العربي...
وبعد انتصار مصر على العدوان الثلاثي قررت الدولة إقامة مسابقة لاختيار سلام جمهوري جديد اشترك فيها 67 ملحناً منهم محمد عبد الوهاب بلحنين. ولم يتقدم كمال الطويل للمسابقة ولكن اللجنة اختارت لحنه "والله زمان يا سلاحي" لدخول المسابقة. وفجأة اتصل الكاتب محمد حسنين هيكل بالطويل وأخبره باختيار النشيد كسلام جمهوري، وهكذا بات النشيد الوطني لمصر وبقي كذلك حتى العام 1979 حين استبدله الرئيس السادات بنشيد "بلادي بلادي" لسيد درويش عقب اتفاقية السلام مع إسرائيل...".
وفي العراق بقي نشيداً وطنياً قبل أن يغيره صدام حسين في أواسط الثمانينيات بنشيد (وطن مدّ على الأفق جناحاً) من كلمات شفيق الكمالي ومن تلحين الموسيقي اللبناني وليد غلمية.
قصة كبرياء والمكافأة الضائعة
رغم أن الطويل لم يتقدم بنشيد "والله زمان يا سلاحي" لإشراكه في المسابقة كما أسلفنا، لكن اللجنة في الإذاعة هي التي قدمته، وتم اختياره ليكون نشيداً وطنياً لمصر. وقرر الرئيس عبد الناصر صرف مكافأة مالية بقيمة خمسة آلاف جنيه لكمال الطويل الذي لم يأخذ المكافأة رغم إن عبد الناصر سأله في عيد الثورة: أخذت المكافأة يا كمال؟
رد كمال: خلاص يا فندم. فقال عبد الناصر لكمال الدين حسين: لازم ياخد المكافأة فوراً.
لكن حسين ترك منصبه بعد يومين وجاء علي صبري الذي خفّض المكافأة إلى ألف جنيه، ثم أصبحت سيارة فيات دفع الطويل ثمنها. أي إضافة إلى أنه لم يأخذ المكافأة دفع من ماله من أجل السيارة التي منحت له.
مجدي العمروسي أبعد الطويل عن أم كلثوم
بعد نجاح نشيد "والله زمان يا سلاحي" أبدت أم كلثوم إعجابها بأسلوب كمال الطويل في اللحن وصياغة الجمل اللحنية بحداثة ومعاصرة، وكان لحن لها قصيدة في فيلم رابعة العدوية. فطلبت منه أن يلحن لها أغنيتين واحدة من تأليف بيرم التونسي دينية، وأخرى "لسة فاكر". ثم سافر الطويل مع زوجته إلى أوروبا وحين عاد أسرّ له مجدي العمروسي بأن أم كلثوم مستاءة من سفره إلى أوروبا في حين أن الالاف لا يستطيعون السفر إلى أوروبا للعلاج. وكان من طبيعة الطويل الكبرياء التي لا حدود لها، والتي دفعته إلى قطع صلته بأم كلثوم ولم يكن يرد على اتصالاتها. فاستغربت أم كلثوم الأمر وطلبت من مصطفى أمين أن يعرف السر، فقال له الطويل: السر هو أنني لم أجد اللحن الذي يتناسب مع أم كلثوم. وبقي على موقفه إلى أن رحلت أم كلثوم. وبعدها سأله أمين عن الحقيقة فأخبره بما قاله له العمروسي، فأكد له أمين: إن هذا لم يحدث أبداً والعمروسي فعل ذلك ليبعدك عن طريق أم كلثوم كي تتفرغ لعبد الحليم ولا تنشغل عنه.
والجدير ذكره إن خطة العمروسي نجحت إذ قدم الطويل عشرات الألحان الناجحة لعبد الحليم بلغت أكثر من 56 لحناً بدءً بأغنية "لقاء" الإذاعية والتي سبقت "صافيني مرة" أول لحن من محمد الموجي لحليم.
ولادة "على قد الشوق" و"أسمر يا اسمراني"
يروي مجدي العمروسي في كتابه "أعز الناس" إنهم حين يذهبون إلى الإسكندرية يقيمون في شاليه لكمال الطويل في سيدي بشر، وحين كانوا يتمشون كان كمال يمشي مفتح العينين على الآخر، أي جاحظ العينين، سارح النظرات والخاطر يدندن لحناً في طريق الولادة أو التكوين، ويتمتم بكلمات غير مفهومة، فنعرف إنه في حالة تفكير في لحن أو كلمات فلا نزعجه ولا نكلمه إطلاقاً. ويومها ولد لديه مطلع أغنية "على قد الشوق" كنغمات أولية أو لحن مبدئي كان كمال يدندنه وأكمل المذهب كله وأثناء سيره توقف كمال وأسمعنا إياه وطار عبد الحليم بالمذهب وحث كمال على إكماله فقال كمال: لغاية هنا ولازمنا مؤلف يكمل، وفعلاً أكمل محمد علي أحمد الكلمات بعد ذلك وباتت الطبق الطائر كما سماها الشاعر كامل الشناوي.
يقول العمروسي: كان كمال الطويل غزير الإنتاج، سريع الانتهاء من أي لحن، ولا أنسى أبداً أننا عبد الحليم وكمال وأنا كنا نزور بعض الأصدقاء في حلوان وكنا نركب سيارتي وعبد الحليم بجواري وكمال في الخلف وقبل أن نتحرك إلى حلوان سلم عبد الحليم نص أغنية "أسمر يا اسمراني" تأليف اسماعيل الحبروك وبدأ كمال في تلحين الأغنية وهو ينقر بأصبعه على ظهر الكرسي الذي يجلس عليه عبد الحليم وحين وصلنا إلى حلوان كان كمال قد انتهى من تلحين المذهب والكوبليه الأول وعند عودتنا أنهى الكوبليه الثاني والثالث وفي اليوم التالي سجلت الراحلة فايزة أحمد الأغنية بصوتها ووضعت في فيلم "الوسادة الخالية" كما سجلها عبد الحليم أيضاً بصوته.
يقول كمال النجمي في أحد مؤلفاته إن "ظهور الطويل والموجي في قصائد قصة "رابعة العدوية" كان إيذاناً بمرحلة أخرى من الغناء الكلثومي للقصائد..". وربما قصد النجمي بأن ألحان المذكورين أتت بالجديد في الجمل وأساليب اللحن ما كان مختلفاً وثائراً على طريقة غناء القصائد السائدة من قبل.
رأيه بالمطربين الشباب وبالموجة الجديدة
كان يقول بأن مطربي هذه الأيام يبحثون عن المال فقط وإن عمرو دياب مثلاً ليس مطرباً بقدر ما هو (أحسن المرقصاتية). وكان يؤمن بأن الفن كله سياسة وأن الفنان بلا موقف لا قيمة له وأن الفن لا يمكن أن يواجه الأزمات إلا إذا أعطيته ميكروفون بينما الآن نجد أن الجماهير في واد وأجهزة الإعلام في واد آخر، وحتى لو قدم الاعلام بعض الأغنيات مثلاً الجادة فلن يصنع اتجاه عام لأنه انفصل تماماً عن قضايا وطموحات الجماهير. متفائلاً جداً بصوت آمال ماهر والمطربة لينا.
آخر ألحانه
بعد عام من وفاته عثرت أسرته على أربعة ألحان أحدها مسجل على شريط كاسيت بصوته.
في العام 2004، صرح بذلك نجله الملحن زياد الطويل لجريدة "الشرق الأوسط"، وعناوين الأغاني: "صاحية"، "ولا كل من ضحكت" وهما من كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودي واغنية "إلا قولي" للشاعر محمد حمزة ورابعة رفض زياد الكشف عن اسمها وأشار إلى أن والده انتهى من تلحينها بالكامل قبل فترة طويلة من وفاته إلا أن الأصوات الموجودة على الساحة لم تشجعه على تقديمها، حيث إن إحدى هذه الأغنيات وهي "ولا كل من ضحكت" غناها والده بصوته وسجلها على كاسيت موجود معه الآن.
وكشف زياد عن وجود مفاوضات مع مطرب معروف ليغني هذه الأغنية وقال بأن الفنانة وردة أبدت إعجابها بأغنية "صاحية".
كذلك نفى زياد أن يكون والده الراحل كمال الطويل قد كتب مذكراته أو سجلها بصوته.
دعوى قضائية:
قبل أن يمر عام على وفاة كمال الطويل، أقام الملحن زياد الطويل نجل الراحل، دعوى قضائية ضد كل من: برنامج "ستار أكاديمي" والموسيقار حلمي بكر بسبب قيام الأخير بإذاعة شريط نادر بصوت كمال الطويل وهو يغني لحن "ولا كل من ضحكت عينيه عاشق ولا كل من فرد الإيدين مشتاق" وهو لحن أعده كمال الطويل قبل 27 عاماً لكي يغنيه عبد الحليم حافظ الذي لم يمهله القدر ليغنيه. ورفض كمال الطويل منحه لأي صوت آخر رغم محاولات هاني شاكر وسميرة سعيد للحصول عليه.
وسبب إقامة الدعوى ـ حسب زياد الطويل ـ أن والده أعطى الشريط لحلمي بكر على سبيل التذكار لا بغرض الإذاعة، "لذا أعتبر هذا بمثابة خيانة أمانة لأغراض تجارية لا تخفى على أحد لأن البرنامج له طابعه التجاري".
ومن جهة أخرى قال الملحن حلمي بكر: "قدمت لحن أستاذي كمال الطويل تقديراً له وليس بغرض تجاري لأن ما يربطني بالراحل علاقة بدأت قبل أن يولد زياد، وأنا حزين ليس بسبب الدعوى القضائية فقط لكن لاتهامي بالاتجار بقيمة كبيرة مثل كمال الطويل.
وأخيراً رحل كمال الطويل في العام 2003 بعد أن عاصر كل الموجات الغنائية الجديدة وعاصر الحروب والانهيارات وكان مكتئباً وحزيناً على حال العرب العامة بعد أن فقدوا الكثير من سماتهم وهيباتهم.
- قمر النهارمصطباوى جديد
- رقم العضوية : 207
عدد الرسائل : 29
تاريخ التسجيل : 17/07/2009
رد: الملحن المصري الكبير كمال الطويل
الخميس 06 مايو 2010, 23:44
سيرة
ـ اسمه كمال محمود زكي الطويل ولد عام 1922 في محافظة القاهرة.
ـ دبلوم فنون، قسم الزخرفة عام 1940.
ـ عمل عام 1942 في وزارة الشؤون الاجتماعية وفي نفس الوقت انضم إلى الصفوف الليلية في معهد الموسيقى.
ـ تنقل في تكل الفترة في أكثر من وظيفة منها ديوان الموظفين ثم مفتشاً للعاتف وموظفاً لمراقبة الموسيقى في الإذاعة.
ـ التحق بمعهد الموسيقى بالاسكندرية عام 1946 ودرس لمدة سنتين كان استاذه محمد عفيفي الذي درسه المقامات والنوتة الموسيقية.
ـ انتقل إلى القاهرة وأكمل دراسته في المعهد العالي للموسيقى.
ـ تتلمذ على يد المطربين الكبيرين عبده السروجي وعباس البليدي والشيخ علي الحارث.
ـ في تلك الفترة تعرف إلى الملحن رؤوف ذهني سكرتير الراحل محمد عبد الوهاب وإلى عازف الكمان الشهير أنور منسى.
ـ تخرج في المعهد العالي للموسيقى عام 1949.
ـ درس في المعهد القومي للموسيقى قسم التأليف لمدة سنتين.
ـ تسلم مسؤولية الموسيقى والأغاني في الإذاعة المصرية عام 1950.
ـ عمل مفتشاً للموسيقى بوزارة المعارف.
ـ قدم برنامج عالم الموسيقى في الإذاعة.
ـ تخرج من معهد الموسيقى العربية عام 1951.
ـ بدأ التلحين في أثناء دراسته في المعهد العالي للموسيقى.
ـ دخل مجال السياسة عندما انضم إلى مجلس الشعب المصري عام
ـ نال الجوائز والأوسمة التالية:
* وسام الجمهورية للآداب والفنون من الدرجة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر.
* جائزة الموسيقى لفيلم "المصير".
* جائزة الموسيقى التصويرية لفيلم "العاصفة".
* جائزة الموسيقى عن "مشوار نجيب محفوظ"
* جائزة عن موسيقى الفيلم الوثائقي "نغم عربي".
* جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002.
ـ توفي في 9 تموز عام 2003
أهم أعماله:
ـ ألحانه لعبد الحليم حافظ بلغت ستة وخمسين منها:
بتلوموني ليه، حلفني، في يوم من الأيام، أسمر يا اسمراني، الحلو حياتي، في يوم في شهر في سنة، سمراء يا حلم الطفولة، على قد الشوق، بيع قلبك، جبار، قولوله الحقيقة، بعد إيه، هي دي هي، كفاية نورك علي، صدفة، بيني وبينك إيه، اللي انشغلت عليه، حبيب حياتي، نعم يا حبيبي نعم، جواب، راح، الحلوة، بلاش عتاب وغيرها.
والأغنيات الوطنية له: إحنا الشعب، بالأحضان، مطالب الشعب، المسؤولية، يا أهلا بالمعارك، صورة، حكاية شعب (السد العالي)، أحلف بسماها، بالدم، إنذار، إضرب إضرب، بركان الغضب، إبنك بيقولك يا بطل، صباح الخير يا سينا، بستان الاشتراكية، بلدي يا بلدي، خلي السلاح صاحي،.
ـ ولحن لسندريلا الشاشة الراحلة سعاد حسني ألحان ثلاثة أفلام: "خلي بالك من زوزو" "أميرة حبي أنا" و "المتوحشة".
ـ غنى محمد منير لحن: "علّي صوتك بالغنا".
ـ غنى من ألحانه كل من: نجاة الصغيرة، صباح، وردة ونجاح سلام.
ـ ألف النشيد الوطني للكويت وموريتانيا.
ـ لحن موسيقى مسلسل "هو وهي" من بطولة سعاد حسني وأحمد زكي.
ـ عام 1955 لحن لأم كلثوم أغنية "لغيرك ما مددت يدا"، وفي عام 1956 قدم أقوى وأشهر ألحانه لها، نشيد "والله زمان يا سلاحي" والذي أصبح النشيد الوطني لمصر حتى عام 1971. ويعتبر النشيد ضمن أقوى ثلاثة أعمال في تلك الفترة: نشيد "الله أكبر" للمجموعة لحن محمود الشريف و نشيد "دع سمائي" لعلي اسماعيل وغناء فايدة كامل، والاناشيد ساهمت في رفع الروح المعنوية للجماهير وتعبئتها ضد العدوان الثلاثي.
ـ لحن موسيقى فيلم "المصير" للمخرج يوسف شاهين.
ـ لحن الموسيقى التصويرية لفيلم "العاصفة".
ـ لحن موسيقى "مشوار نجيب محفوظ".
ـ موسيقى الفيلم الوثائقي "نغم عربي".
ـ قدم لمحمد قنديل: بين شطين ومية، ويا رايحين الغورية.
ـ قدم لمحمد عبد المطلب: الناس المغرمين.
ـ قدم لحناً دينياً بعنوان "قل ادع الله" غنته كل من شادية ونجاة الصغيرة.
ـ لحن موشح "يا ضنين الأمس" غناه كارم محمود ثم عبد الحليم حافظ.
ـ لحن لنجاة الصغيرة "درس خصوصي" من شعر سعاد الصباح.
ـ لحن "ليه خليتني أحبك" التي غنتها ليلى مراد ثم نجاة الصغيرة.المستقبل - الاثنين 4 شباط 2008
ـ اسمه كمال محمود زكي الطويل ولد عام 1922 في محافظة القاهرة.
ـ دبلوم فنون، قسم الزخرفة عام 1940.
ـ عمل عام 1942 في وزارة الشؤون الاجتماعية وفي نفس الوقت انضم إلى الصفوف الليلية في معهد الموسيقى.
ـ تنقل في تكل الفترة في أكثر من وظيفة منها ديوان الموظفين ثم مفتشاً للعاتف وموظفاً لمراقبة الموسيقى في الإذاعة.
ـ التحق بمعهد الموسيقى بالاسكندرية عام 1946 ودرس لمدة سنتين كان استاذه محمد عفيفي الذي درسه المقامات والنوتة الموسيقية.
ـ انتقل إلى القاهرة وأكمل دراسته في المعهد العالي للموسيقى.
ـ تتلمذ على يد المطربين الكبيرين عبده السروجي وعباس البليدي والشيخ علي الحارث.
ـ في تلك الفترة تعرف إلى الملحن رؤوف ذهني سكرتير الراحل محمد عبد الوهاب وإلى عازف الكمان الشهير أنور منسى.
ـ تخرج في المعهد العالي للموسيقى عام 1949.
ـ درس في المعهد القومي للموسيقى قسم التأليف لمدة سنتين.
ـ تسلم مسؤولية الموسيقى والأغاني في الإذاعة المصرية عام 1950.
ـ عمل مفتشاً للموسيقى بوزارة المعارف.
ـ قدم برنامج عالم الموسيقى في الإذاعة.
ـ تخرج من معهد الموسيقى العربية عام 1951.
ـ بدأ التلحين في أثناء دراسته في المعهد العالي للموسيقى.
ـ دخل مجال السياسة عندما انضم إلى مجلس الشعب المصري عام
ـ نال الجوائز والأوسمة التالية:
* وسام الجمهورية للآداب والفنون من الدرجة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر.
* جائزة الموسيقى لفيلم "المصير".
* جائزة الموسيقى التصويرية لفيلم "العاصفة".
* جائزة الموسيقى عن "مشوار نجيب محفوظ"
* جائزة عن موسيقى الفيلم الوثائقي "نغم عربي".
* جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002.
ـ توفي في 9 تموز عام 2003
أهم أعماله:
ـ ألحانه لعبد الحليم حافظ بلغت ستة وخمسين منها:
بتلوموني ليه، حلفني، في يوم من الأيام، أسمر يا اسمراني، الحلو حياتي، في يوم في شهر في سنة، سمراء يا حلم الطفولة، على قد الشوق، بيع قلبك، جبار، قولوله الحقيقة، بعد إيه، هي دي هي، كفاية نورك علي، صدفة، بيني وبينك إيه، اللي انشغلت عليه، حبيب حياتي، نعم يا حبيبي نعم، جواب، راح، الحلوة، بلاش عتاب وغيرها.
والأغنيات الوطنية له: إحنا الشعب، بالأحضان، مطالب الشعب، المسؤولية، يا أهلا بالمعارك، صورة، حكاية شعب (السد العالي)، أحلف بسماها، بالدم، إنذار، إضرب إضرب، بركان الغضب، إبنك بيقولك يا بطل، صباح الخير يا سينا، بستان الاشتراكية، بلدي يا بلدي، خلي السلاح صاحي،.
ـ ولحن لسندريلا الشاشة الراحلة سعاد حسني ألحان ثلاثة أفلام: "خلي بالك من زوزو" "أميرة حبي أنا" و "المتوحشة".
ـ غنى محمد منير لحن: "علّي صوتك بالغنا".
ـ غنى من ألحانه كل من: نجاة الصغيرة، صباح، وردة ونجاح سلام.
ـ ألف النشيد الوطني للكويت وموريتانيا.
ـ لحن موسيقى مسلسل "هو وهي" من بطولة سعاد حسني وأحمد زكي.
ـ عام 1955 لحن لأم كلثوم أغنية "لغيرك ما مددت يدا"، وفي عام 1956 قدم أقوى وأشهر ألحانه لها، نشيد "والله زمان يا سلاحي" والذي أصبح النشيد الوطني لمصر حتى عام 1971. ويعتبر النشيد ضمن أقوى ثلاثة أعمال في تلك الفترة: نشيد "الله أكبر" للمجموعة لحن محمود الشريف و نشيد "دع سمائي" لعلي اسماعيل وغناء فايدة كامل، والاناشيد ساهمت في رفع الروح المعنوية للجماهير وتعبئتها ضد العدوان الثلاثي.
ـ لحن موسيقى فيلم "المصير" للمخرج يوسف شاهين.
ـ لحن الموسيقى التصويرية لفيلم "العاصفة".
ـ لحن موسيقى "مشوار نجيب محفوظ".
ـ موسيقى الفيلم الوثائقي "نغم عربي".
ـ قدم لمحمد قنديل: بين شطين ومية، ويا رايحين الغورية.
ـ قدم لمحمد عبد المطلب: الناس المغرمين.
ـ قدم لحناً دينياً بعنوان "قل ادع الله" غنته كل من شادية ونجاة الصغيرة.
ـ لحن موشح "يا ضنين الأمس" غناه كارم محمود ثم عبد الحليم حافظ.
ـ لحن لنجاة الصغيرة "درس خصوصي" من شعر سعاد الصباح.
ـ لحن "ليه خليتني أحبك" التي غنتها ليلى مراد ثم نجاة الصغيرة.المستقبل - الاثنين 4 شباط 2008
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى